الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطاب الرئيس في الامم المتحدة أشعل النيران وخطاب اليونسكو أطفأها

نشر بتاريخ: 13/12/2011 ( آخر تحديث: 14/12/2011 الساعة: 09:27 )
بيت لحم - تقرير معا - تابع المهتمون خطاب الرئيس عباس امام اليونسكو على الهواء مباشرة، ووسط حرارة الاستقبال والتصفيق اهتم الجميع بخطاب الرئيس الذي حاول قدر الامكان اطفاء اية نيران جانبية قد تشتعل في واشنطن او تل ابيب او لندن او برلين او روما .

ويبدو ان رئيس السلطة حاول مكافئة سفراء العالم الذين صوّتوا لفلسطين وعلى رأسهم رئيس مؤتمر اليونسكو العام كاتالين بوغياي، ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة اليساندرا كومنييز، والسيدة ايرينا بوكوفا حيث لم يتعمد تعريضهم للمزيد من نيران العقوبات الامريكية ، بل انه ساهم في تهدئة الاجواء لتنفيذ دخول سهل وغير عنيف للمنظمة الدولية حتى لا تتردد المنظمات الدولية الاخرى في قبول فلسطين عضوا وان لا تندم المنظمات على قبول فلسطين في مزيد من الهيئات الدولية، ما يعني ان الرئيس استخدم اسلوب " اضرب كفّ وعدّل طاقية " مع الولايات المتحدة .

الرئيس ورغم التصفيق الحار والحماسة العالية ، حافظ على خطاب دبلوماسي مكتوب ، وقرأه عن الورقة التي وضعها مدير مكتبه حسين حسين على المنصة ، بل انه ختم الخطاب بعبارة " ان فلسطين تريد ان تعيش بأمن وسلام الى جانب دولة اسرائيل " ، ما حدا بوسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية الى استخدام هذه العبارة في نشرات الاخبار .

ويرى مقربون من الرئاسة ان سبب عدم سخونة خطاب الرئيس امام اليونسكو الاعتبارات التالية :

اولا : عدم اخافة دول العالم من فكرة قبول فلسطين عضوا في منظمات الامم المتحدة ما يشجّع الدول الاعضاء في مجلس الامن لقبول عضوية فلسطين في المرة القادمة .

ثانيا : ان الرئيس عباس اراد التأكيد على تأجيل المواجهة مع امريكا من باب إن من حق الشعب الفلسطيني الذهاب إلى جميع المنظمات الدولية، لكن القيادة هي التي ستختار الوقت والظروف الملائمة لتقديم العضوية لهذه المنظمات .

ثالثا : عدم الدخول مع اسرائيل في مواجهة فورية بالتزامن مع المصالحة ، فالرئيس يخشى فعلا من تكرار تجربة 2006 حين قاطعت امريكا واسرائيل الحكومة الـ 12 التي ترأسها هنية ، ولذلك قال في المؤتمر الصحافي عقب الخطاب : نحن مستعدون ان نعود إلى المفاوضات وليس لدينا أي مانع للعودة للمفاوضات لنقاش قضيتي الأمن والحدود، ولكن على دولة إسرائيل أن توقف النشاطات الاستيطانية.

رابعا : انتظار نتائج الثورة السورية وانتخابات ليبيا ومصر ما سيعطي القيادة فرصة لاستعادة الغطاء العربي واعادة استشارة لجنة المتابعة العربية التي ستجتمع في 30 الشهر الجاري .

ان خطاب اليونسكو هو خطاب "تهدئة" وترك جميع الابواب مفتوحة ، بعكس خطاب الامم المتحدة الذي اشعل نار المواجهة وجعل الامور على حافة جميع الاحتمالات، ورغم ان الجمهور الفلسطيني والعربي يرى بخطاب الامم المتحدة ما يشفي غليله ، الا ان السياسيين ورجال الاقتصاد والسفراء تنفّسوا الصعداء عقب الخطاب ... وعلى الاقل شعر الدبلوماسيون ان سفراء العالم في اليونسكو لم يندموا على قبول فلسطين في عضويتها .