بمناسبة اليوم العالمي لحماية الأطفال: برنامج غزة للصحة النفسية يدعو إلى تظافر الجهود من أجل طفولة آمنة
نشر بتاريخ: 19/11/2006 ( آخر تحديث: 19/11/2006 الساعة: 12:41 )
غزة - معا - دعا برنامج غزة للصحة النفسية، الجميع لتوحيد الجهود من أجل طفولة آمنة، وحمايتها من الاستغلال لبناء شعوباً تطمح للسلام والديموقراطية، واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لليوم العالمي لحماية الاطفال من الإيذاء التي تصادف اليوم 19 نوفمبر 2006 .
وطالب البرنامج في بيان وصل "معا" نسخة منه، السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بالمجلس التشريعي، بجعل قضية الأطفال على قمة أولوياتها، والعمل على تشريع القوانين لحمايتهم من العنف والاستغلال الجسدي والجنسي، كما طالبت السلطة التنفيذية باتخاذ كل الاجراءات المناسبة لضمان حماية الأطفال من حالة الفوضى والفلتان الأمني وكل أنواع العنف المجتمعي والعمل على تطبيق اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1989.
وقال البرنامج:" تمر هذه الذكرى في الوقت الذي يتعرض الملايين من أطفال العالم للاستغلال الجسدي، والجنسي والحرمان من التعليم والرعاية الصحية، والأخطر من ذلك أنهم يزجون في صفوف القتال فيحرمون برائة طفولتهم، بالاضافة إلى عمالة الأطفال التي تسود العديد من دول شرق أسيا وأفريقيا، حيث يُرغم الآلاف من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً لقضاء ساعات طويلة في الأعمال الشاقة مما يعرض حياتهم لخطر الموت أوالاصابة أوالمرض المزمن".
وأشار البرنامج إلى أنه من الممكن أن يكون واقع الطفل الفلسطيني أشد مرارة حيث يتم قتل وجرح وتشريد الأطفال الفلسطينيين على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت البرنامج إلى أنه تم قتل حوالي 950 طفلاً وجرح آلاف آخرين، وتم هدم أكثر من 7800 منزلا، في تلك الفترة، مجبرة بذلك آلاف الأطفال على ترك منازلهم وتغييرها والعيش في أماكن مؤقتة أو في العراء لأيام طويلة، وكذلك يقبع ما يزيد عن 400 طفل فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي ويمارس بحقهم العنف والاذلال وتنتهك حقوقهم في ظل المعاملة القاسية التي يتعرضون لها مما يؤثر سلبا على حالتهم النفسية والاجتماعية والجسدية.
واستنكر البرنامج ضرب سلطات الاحتلال الاسرائيلي بعرض الحائط لحقوق الأطفال المحرومين من حريتهم وتتعامل معهم "كمشروع مخربين"، حيث تذيقهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وحرمان من النوم والطعام، وتهديد وشتائم وتحرش جنسي، وحرمان من الزيارة؛ وتستخدم معهم ابشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بواقع التعليم في الأراضي الفلسطينية، ذكر برنامج غزة أنه لم يسلم من العقوبات الجماعية والحصار الاقتصادي الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية وجهات دولية عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على الشعب الفلسطيني، الأمر الذي ادى إلى شل العملية التعليمية حيث عمّ الاضراب معظم مناطق الضفة الغربية لما يزيد عن شهرين من بداية السنة الدراسية الحالية، وهذا يمثل تهديداً خطيراً لمستقبل الأطفال الفلسطينيين بل وينذر بكارثة اجتماعية وتعليمية خطيرة بسبب هذا الحصار الظالم.
وأضاف البرنامج أن الأطفال الفلسطينيين يعانون من الممارسات الإسرائيلية العدوانية والعقوبات الجماعية التي تُمارس بحق المدنيين العزَّل مثل الغارات الصوتية على قطاع غزة، والتي تترك آثاراً نفسية وجسدية خطيرة على الأطفال، وكذلك إغلاق المعابر ومنع المرضى بمن فيهم الأطفال من السفر للعلاج في الخارج، كل هذه الانتهاكات تتناقض مع الاتفاقيات الدولية الموقعة بخصوص حماية المدنيين واحترام حقوق الأطفال.
وعبر برنامج غزة عن قلقه العميق إزاء ما يجري على الأرض من جرائم ومجازر وانتهاكات لحقوق الإنسان ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الأبرياء والمدنيين العزل، وكان آخرها ما جرى خلال الاسبوع الماضي في بيت حانون حيث سقط ما يزيد عن 18 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء الآمنين في بيوتهم.
واضاف البرنامج :"نؤكد على الأثر العميق الذي تخلفه هذه الأحداث على الصحة النفسية لدى الأطفال والمدنيين، كما هو ملاحظ من ازدياد حالات الاضطرابات النفسية الناجمة عن الصدمة، وغيرها من الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمدنيين".
ووجه البرنامج الدعوة إلى المجتمع الدولي لانقاذ أطفال فلسطين وحمايتهم والعمل على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وارغام دولة الاحتلال على الالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وحقوق الطفل، والافراج الفوري عن جميع الأطفال في سجون الإحتلال ووقف كافة أشكال الإنتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق أطفال فلسطين، ويجب أن يكون معلوماً أن الخبرات الصادمة والعنف الذي يتعرض له أطفال فلسطين نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل من قصف وقتل وتدمير توثر سلباً على استجابة الطفل لأفكار السلام وتهدد مستقبل العملية السلمية بين الشعبين وكذلك تهدد الامن والاستقرار في المنطقة بشكل عام.