قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي بالجامعة الإسلامية ينظم يوماً للعمل التطوعي في مدينة بيت حانون
نشر بتاريخ: 19/11/2006 ( آخر تحديث: 19/11/2006 الساعة: 13:37 )
غزة- معا- ذكر الدكتور سمير قوتة رئيس قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في كلية التربية بالجامعة الإسلامية, أن المعاناة النفسية لا تنتهي بسرعة خاصة عند الأطفال, مبيناً أن توقفها يستند إلى عدة عوامل وسيطة داخلية للإنسان, أهمها: التوازن النفسي, والترابط قبل الحدث الصادم.
وكان الدكتور قوتة يتحدث معلقاً على يوم العمل التطوعي الذي نظمه قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي بالجامعة الإسلامية لمدينة بيت حانون, والتي أعلن عنها في وقت سابق مدينة منكوبة.
وأوضح الدكتور قوتة أن اليوم التطوعي جاء للمساهمة في تخفيف حدة الآثار النفسية للمواطنين الذين يقطنون تلك المدينة.
وأشار إلى أن يوم العمل التطوعي ركز على كيفية ممارسة التدخل النفسي السريع في مثل هذه الأحداث المؤلمة, مضيفاً أنه تم تقسيم طالبات برنامج الماجستير والمستوى الرابع في برنامج البكالوريوس إلى سبع فرق للعمل في مناطق مختلفة من مدينة بيت حانون, حيث قامت الطالبات بإجراء عملية علاج نفسي سريع تضمن التفريغ النفسي, وإبداء المساندة النفسية للأهالي, بغرض الحد من هول المصاب الذي ألم بهم.
وأفاد الدكتور قوتة أن فرق التدخل النفسي التقت الأطفال الذين عايشوا المجزرة التي وقعت في مدينة بيت حانون, وتأثروا بها, ولفت الدكتور قوتة إلى أن مدى التأثر بدا واضحاً على سلوك الأطفال, وكشف أن التعبير الانفعالي الضخم الذي تحدث عنه هؤلاء الأطفال يكشف عن مدى الانفعالات التي تعرضوا لها, وما نجم عن ذلك من فقدان الشعور بالأمن, ومن مشاكل أخرى من بينها: التبول اللاإرادي.
وبينَّ الدكتور قوتة أنه تم خلال يوم العمل التطوعي تزويد أمهات هؤلاء الأطفال بنشرات توعية تستعرض سبل التعامل مع الأطفال عند وقوع الأزمات والأحداث المأساوية.
وفيما يتعلق بالأضرار النفسية القاسية التي تنجم عن مثل هذه الأحداث, أوضح الدكتور قوتة أنه في حالة الفقدان والتأثر الشديد, تتكون حالة حادة, تكون فيها مشاعر الفقدان والقلق والتوتر مرتفعة لدى المتضررين والمصابين, وذكر امتداد هذه المرحلة مرهون بعدة عوامل, أهمها: مدى توفر المساندة الأسرية والاجتماعية لهؤلاء المتضررين والمصابين, وأضاف الدكتور قوتة أنه يعقب ذلك انتقال المتضررين والمصابين إلى مرحلة المعاناة, ثم مرحلة التكيف.
وشدد على أن درجة المساندة الاجتماعية المرتفعة التي تلقاها أهالي مدينة بيت حانون على مدار الأيام الماضية, أثرت بشكل كبير في الحد من المعاناة النفسية للمتضررين, وساهمت في تجاوز عدد منهم لمراحل الأضرار النفسية, منوهاً إلى أهمية الوازع الديني في تجاوز الأزمات النفسية المهولة, والذي يأتي في مقدمته الإيمان بالقضاء والقدر.