الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

العتيلي يكشف عن مشروع مياه جديد

نشر بتاريخ: 14/12/2011 ( آخر تحديث: 15/12/2011 الساعة: 18:22 )
القدس- معا- كشف رئيس سلطة المياه د. شداد العتيلي عن مشروع مياه جديد وذلك بتحلية مياه ينابيع الفشخة حول البحر الميت، حيث سيتم في حال اعطاء الموافقة على اقامته تحلية المياه المالحة التي يصل حجمها 100 مليون متر مكعب وذلك لسد شح المياه في الضفة الغربية وغزة، حيث يحاول الجانب الفلسطيني ادراجه ضمن مشروع قناة البحرين الذي يتم الحديث عنه منذ عدة سنوات.

وتقترب الاطراف المشاركة في من نشر دراسات الجدوى البيئية والاقتصادية خلال الاسابيع القادمة، الذي ينص على تحويل 2 مليار متر مكعب من مياه البحر الاحمر للبحر الميت، حيث سيتم توصيل مليار متر مكعب لانقاذ البحر الميت فيما المليار الاخر لسد شح المياه في الضفة الغربية وغزة.

وكالة "معا" التقت العتيلي في لقاء خاص على هامش مؤتمر في مدينة عسقلان خصصت جلسه منه لمناقشة قضية المياه، وشارك فيها جلعاد يردان وزير شؤون البيئة الاسرائيلي، تحت رعاية شبكة اصدقاء الارض الشرق الاوسط...لكنه بحاجة الى سنوات لانجازه".

ويشار الى ان الفلسطينيين يعانون من ازمة شديدة بالمياه، حيث قضية المياه وفقا لاتفاقية اوسلو من بين ست قضايا لم يتم حلها- اللاجئين، المستوطنات، القدس، الحدود، المياه، الامن، حيث تم تأجيلها إلى مفاوضات الوضع النهائي.

حصة فلسطين من المياه قبل اوسلو وبعدها لم تتغير رغم ارتفاع عدد السكان

وتابع الوزير قائلا: إن الحصة المائية التي حصلت فلسطين عليها بموجب اتفاقية اوسلو هي نفس الحصة التي كانت تأخذها سابقا وهي 118 مليون مترا مكعبا، مشيرا ان هذا الرقم ليس بالكبير فأعداد الناس في ازدياد، ويمثل 7% من مجمل المصادر المتاحة بمعنى ان الجانب الاسرائيلي يسيطر على 93% مما يشكل عدم عدالة بالتوزيع في المصادر.

واشار الى انه كان من المفترض "ان تحصل فلسطين على 200 مليون متر مكعب من المياه في حلول عام 2000 الا اننا نحصل الان حسب معطيات سلطة المياه لعام 2010على 96 مليون متر مكعب بسبب الزيادة السكانية وتغير المناخ وحفر اسرائيل لابار اقل انخفاضا من الابار الفلسطينية، لسرقة مياهنا".

اللجنة المشتركة... اعاقة للمشاريع المائية

وارجع العتيلي اسباب عجز سلطة المياه في تنفيذ مشاريع مائية او القيام بواجبها في الاراضي الفلسطينية الى اللجنة المشتركة التي انبثقت عن اتفاقية اوسلو والتي تشترط موافقة اللجنة المشتركة على اي مشروع مائي للفلسطينيين واحيانا تشرط الموافقة بالموافقة على مشاريع خاصة بالمستوطنات.

|157780|وعلى هامش المؤتمر طالب العتيلي وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد يردان بتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة المائية العادلة، بعيدا عن الاساليب العنصرية وغير العادلة والانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين، وان انهاء الاحتلال هو حجر الاساس لحل الصراع حول المياه.

الجدير بالذكر ان المشاركة الفلسطينية كما يقول العتيلي، تأتي من اجل عرض الواقع المائي التي تعيشه الاراضي الفلسطينية امام جمع من الاسرائيليين والحقوقيين واهمية المياه من اجل بناء دولة فلسطينية.

|157811|كما تأتي المداخلة الفلسطينية من اجل التعليق على المقترح الذي تقدمت به منظمة اصدقاء الارض الشرق الاوسط، التي دعت إلى حل مبني على قضايا البيئة في حين ان الجانب الفلسطيني يدعو إلى حل لقضية المياه والمتركزة على انهاء الاحتلال بالتوافق مع حل كافة قضايا الوضع النهائي ذات مقترح اصدقاء الارض باعادة حقيقة توزيع المصادر العادلة كما يتطلب القانون الدولي وليس الانطلاق من الوضع القادم.

واوضح د. العتيلي ان الجانب الفلسطيني لديه حلا لقضية حقوق المياه المتركزة على القانون الدولي وتوفر حلا مناسبا للطرفين، يتم بموجبه التوافق بعد تعريف حقوق المياه، حيث توفر هذه الفترة بناء البنية التحتية الازمة، وفي نفس الوقت تعطي الجانب الاسرائيلي الفرصة من اجل بناء محطات تحلية كتعويض للكميات التي ستعاد إلى الجانب الفلسطيني في استعادة لحقوقهم في نهر الارن والاحواض الجوفية.

مستوطنو الضفة يحصلون على ثلث ما هو متاح لـ 2 ونص مليون فلسطيني من المياه

وشكى العتيلي انه ونتيجة لسياسة التوزيع المائي التي تتبعها اسرائيل فان 9000 مستوطن يحصلون على ثلث ما يحصل عليه 2 ونص مليون فلسطيني في الضفة الغربية.

واوضح العتيلي ان هذا الوضع المائي السيئ جاء نتيجة استمرار الاحتلال وسياسته والتوسيع الاستيطاني وامتلاك الجانب الاسرائيلي للفيتو على المشاريع الفلسطينية في اطار اللجنة المشتركة وتحكم الادارة المدنية على مناطق "ج" والتي تشكل 60% وهو ما ادى إلى خلق واقع مائي اصبح فيه الفلسطينيون الافقر مائيا في المنطقة، حيث لا يستطيع الوصول إلى نهرة ومياهه وينابيعه واباره.

وقال إن المطلوب خلال الفترة الانتقالية الا يتم ربط حصول الفلسطيني على موافقات من الجانب الاسرائيلي او اللجنة المشتركة واستخدام المياه كسلاح سياسي كما يحدث الان في الضفة وقطاع غزة، حيث يتم تدمير عدد كبير من الابار، والتهجير لاغراض توسيعية واستمرار الاحتلال.

العتيلي: نحن لا نحب الصراع وندعو الاسرائيليين للحديث عن حل مشترك

واوضح العتيلي ان الحديث يدور عن مشاركة في المياه، فقد حان وقت التغيير، قائلا: نحن لا نحب الصراع نحن نريد حل الصراع لا احد يحب ان يبقى في صراع، داعيا الاسرائيليين للقدوم والحديث عن حل مشترك، مؤكدا على حل الدولتين، وانه لا يمكن اقامة الدولة بدون المياه لا وجود لاي حياة بدون المياه.

وتابع د. العتيلي: نحن ندفع من اجل شرب المياه، والمياه في غزة لا تشرب بسبب تملحها وتلوثها، وعندما يستحم الفلسطينيون في غزة يغرقون بالملح، واطفال غزة اصبح لونهم ازرق من كثرة النيترتات.

واضاف: في كل العالم يجب ان يكون هناك للجميع مياه نظيفة للشرب نحن لا نملك ذلك الحق، هل اسرائيل تقبل على نفسها ذلك ان يكون جيرانها بدون مياه، نحن نريد حقنا فيها، داعيا الاسرائيليين للقدوم ومشاهدة ما يحدث في الضفة الغربية، موضحا لهم ان كل العالم ترسل لنا الدعم المالي لاقامة المشاريع المائية من تحلية المياة واعادة تكريرها وغيرها، ولكن لا يوجد تصريح اسرائيلي لاقامة الابار والمشاريع.

|157780|واوضح العتيلي في حديثة للاسرائيليين قائلا: من 95 حتى الان حافظنا على الحوار بيننا من اجل الوصول الي حل بالرغم من وجود صراع مستمر، كل المشاريع يجب ان نذهب الى اللجنة المشتركة للموافقة على المشاريع، والتي بدورها تقوم برفضها تحت اي مبرر او دعوه او من اجل ان نقبل بالتوقيع على اتفاقيات اخرى بالمقابل، هذه ليست منظومة حياه صحيحة لان وجود المياه النظيفة هي حق لكل شخص بالعالم لكن نحن لا نحصل عليها،

يردان: اسرائيل مائيا او بيئيا تعيش اليوم على حساب المستقبل

من جانبه، اكد جلعاد يردان على اهمية المشاركة الفلسطينية الاردنية في هذا الحوار، مشيرا الى ان اي تقدم في المشاريع لا يمكن ان يتم بدون الشراكة، مؤكدا ان الندوة الاولى من هذا النوع، مشيرا ان النقص في الموارد اهم المشاكل الذي يواجهها العالم اجمع، وكلما ازداد الناس وارتفع معدل المعيشة فإن المشاكل تزيد.

واشار ان اسرائيل دولة صغيرة وقليلة الموارد اذا ما قورنت بدول العالم، مؤكدا ان اسرائيل مائيا او بيئيا تعيش اليوم على حساب المستقبل، مؤكدا ان لا يوجد هناك اي خيار اخر سوى المحاولة على الحفاظ عليها ولا نسمح لاحد ان يأخد المياه بدون مقابل، متحدثا عن الدعم الاوروبي، لتقديم نمو في اسرائيل، مؤكدا انه يجب على حكومة اسرائيل توفير فرص العمل.