الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فرنسا تحكم على كارلوس الثعلب بالسجن مدى الحياة ثانية

نشر بتاريخ: 16/12/2011 ( آخر تحديث: 16/12/2011 الساعة: 11:01 )
القدس- معا- قضت محكمة فرنسية يوم الخميس على المناضل الماركسي كارلوس الثعلب بالسجن مدى الحياة للمرة الثانية لإدانته عن هجمات بقنابل قتلت 11 شخصا قبل حوالي 30 عاما.

والمتهم الفنزويلي (62 عاما) واسمه الحقيقي ايليتش راميريز سانشيز محبوس في فرنسا منذ نحو 20 عاما حيث يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في قضية منفصلة تتعلق بقتل ضابطي شرطة ومرشد في باريس عام 1975 .

وانضم كارلوس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعدما تعرف الى جورج حبش في بداية السبعينيات، وهو فنزويلي يعتبر في نظر الغرب اخطر ارهابي في العالم قبل اسامة بن لادن، ويعتبر في نظر الثوار العرب والعالميين اسطورة وثائرا لانتمائه إلى حركات ثورية من بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وبعد الحكم على راميريز بالسجن مدى الحياة مرة اخرى قالت محكمة الإرهاب الخاصة التي تتألف من سبعة قضاة في باريس انه ينبغي أن يقضي 18 عاما في السجن كحد أدنى.

وقد يؤجل هذا الحكم الموعد الذي يمكن فيه لراميريز أن يتقدم بطلب للحصول على إفراج مشروط والمقرر حاليا في عام 2012.

ووصف محامو الدفاع قرار المحكمة بانه فضيحة وقالوا إن موكلهم سيرفع دعوى استئناف.

وراميريز متهم بتدبير اربع هجمات منفصلة في فرنسا على قطارين ومحطة قطارات وشارع في باريس أودت بحياة 11 شخصا وأصابت ما يقرب من 200.

وقال ممثلو الادعاء إن التفجيرات كانت رده على اعتقال الشرطة لاثنين من عصابته بينهما حبيبته وقالوا انه لا يزال يشكل خطرا على الناس.

وفي وقت سابق يوم الخميس تحدث راميريز إلى المحكمة على مدى خمس ساعات واصفا نفسه بأنه "الشهيد الحي" دفاعا عن براءته.

وقال للمحكمة رافعا صوته بحسب ما قالت وكالة "رويترز"، "انا في السجن... مدان في قضية اتخذ فيها قرار مسبق."

وخلال الحرب الباردة حصل على دعم من الاتحاد السوفيتي ودول بالشرق الأوسط وشن هجمات في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من عقدين قبل اعتقاله في السودان عام 1994.

ونفى راميريز أي تورط في التفجيرات الأربعة في عامي 1982 و 1983 على أحد شوارع باريس وقطارين ومحطة قطارات في مرسيليا.

وتطرق خطابه الصارم لمجموعة متنوعة من الموضوعات من حياة السجن إلى الاستراتيجية الصهيونية وجوازات السفر السوفيتية والدولة الفرنسية ومخدر الحشيش حتى عقوبة الاعدام.

وانهار راميريز وارتعش صوته القوي في نهاية كلمته عندما قرأ ما قال انه اخر وصية للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقرأ من النص قائلا "سأواصل النضال" قبل ان يصمت محاولا التغلب على مشاعره. ورفع مجموعة من نحو عشرة شبان في قاعة المحكمة بقبضاتهم في الهواء وهم يهتفون تشجيعا لراميريز.

وقال راميريز الذي اعتنق الإسلام وهو في السجن "السلام عليكم" قبل ان يلوح بقبضته في الهواء للحشد.

ويتهمه معارضوه بأنه قاتل مأجور وتتهمه جماعة اخرى كانت تؤيده في السابق وتحولت للشهادة ضده بانه قاتل بدم بارد لكن راميريز قدم نفسه في اليوم الأول من المحاكمة على انه "ثوري بحكم المهنة."

ويرى راميريز نفسه كبش فداء وتساءل لماذا لم يتم اعتقال اي شخص في فرنسا في هذه الهجمات. ويقول راميريز ومحاموه إن الأدلة في القضية تستند إلى شهود غير موثوق بهم ونسخ من وثائق أرشيف المخابرات في أوروبا الشرقية.

لكن ممثلي الادعاء قالوا إن راميريز لا يزال يشكل خطرا على الناس وطالبوا بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة مرة اخرى وأن يقضي منها 18 عاما في السجن كحد أدنى.

وسجّل كارلوس عمليات نوعية على مستوى العالم وكان صديقا حميما للشهيد وديع حداد، اطلق صواريخا باتجاه طائرة الـ "عال" في فرنسا واختطف وزراء النفط اوبيك في فيينا ووقف وراء سلسة عمليات في ارجاء اوروبا، وقال في لقاء سابق له مع صحيفة معاريف الاسرائيلية من سجنه في فرنسا: مع تقديري لتقدم دولتكم الا انها ستندثر لا محالة.

ويؤكد كارلوس "انا الذي قمت بتدريب الفلسطينيين الذين اختطفوا طائرة اسرائيلية الى عنتيبي ولكن العمليات خفتت ضد اسرائيل بعدما تركت الجبهة واستلم الرفيق وديع حداد الجناح العسكري الدولي للجبهة الشعبية".