بسرعة 8 مليون كم / الساعة - سحابة كونية تتجه نحو مجرتنا
نشر بتاريخ: 17/12/2011 ( آخر تحديث: 17/12/2011 الساعة: 14:03 )
بيت لحم - وكالات - تتجه سحابة غازية عملاقة في مجرة درب التبانة بسرعة 8 ملايين كيلومتر في الساعة، نحو ثقب أسود هائل الحجم، ويُتوقع ارتفاع حرارتها لملايين الدرجات المئوية، وهو ما سيتيح للعلماء مراقبة مركز المجرة وكيف سيبتلع الثقب الأسود السحابة.
وذكر علماء ألمان من معهد ماكس بلانك للفيزياء الكونية بألمانيا، في دراسة نشروها في كانون الأول (ديسمبر)، في مجلة "نيتشر" البريطانية، أن سحابة غازية هائلة الحجم في مركز مجرة درب التبانة، التي يقع فيها كوكبنا الأرض، تتجه بسرعة ثمانية ملايين كيلومتر في الساعة نحو ثقب أسود في المجرة. وقالوا إنه من المتوقع أن تتمزق هذه السحابة تماما خلال السنوات المقبلة قبل أن يبتلع الثقب الأسود أغلبها.
وقال العلماء إنهم توصلوا إلى هذه النتيجة بعد مراقبة منهجية دقيقة لمركز مجرة درب التبّانة.
وتحتوي أغلب المجرات، إن لم يكن جميعها، ثقبا أسود هائل الحجم في مركزها، وكذلك مجرتنا، حيث تضم في مركزها ثقبا أسود يزيد حجمه عن حجم الشمس بـ400 مليون ضعف. وهو الثقب الأسود الوحيد القريب من الأرض بشكل يمكن العلماء من مراقبته بالتفصيل.
ورغم أن هذا الثقب لا يُصدِر أشعة بنفسه، إلا أن أية مادة تسقط فيه ترتفع حرارتها بشكل بالغ، لدرجة أنها تتوهج بضوء الأشعة السينية العالية الطاقة. وهي عملية رصدها العلماء كثيرا في مجرات أخرى، غير أن الثقب الأسود الموجود في مجرة درب التبانة كان هادئا كثيرا خلال السنوات الماضية.
ويراقب علماء الفلك هذا العملاق الهائل بشكل منهجي منذ نحو عشرين عاما، واكتشفوا هذه السحابة الغازية الآن باستخدام تلسكوب "في إل تي" الأوروبي الهائل، التابع لمرصد "إيه إس أو" الأوروبي.
وتمتلك هذه السحابة كتلة تعادل ثلاثة أمثال كتلة الأرض تقريبا. ويعتقد العلماء أنها "ستقترب" على بعد 40 مليار كيلومتر من الثقب الأسود عام 2013. وهي مسافة تعتبر بسيطة جداً بالنسبة للمسافات الفلكية.
وأوضح العالم الألماني شتيفان غيليسن في بيان صدر عن المرصد الأوروبي، أن هذه السحابة لن تستطيع تجنب المواجهة مع الثقب الأسود.
وقال إن السحابة ستتمزق تماما، وإن الثقب الأسود سيبتلع أغلبها، وسنكون قادرين من خلال مراقبة هذه السحابة على معرفة كيف تجري هذه العملية على وجه الدقة.
وهذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها العلماء كتلة المواد المُتـَهاوية داخل الثقب، بل إنهم يعرفون أكثر من ذلك، ألا وهو أن سرعة السحابة، التي تتكون بشكل رئيسي من غازَي الهيدروجين والهليوم، تضاعفت خلال السنوات السبع الماضية.
وتبلغ درجة حرارة غاز هذه السحابة في الوقت الحالي نحو 280 درجة مئوية. ومن المتوقع أن ترتفع حرارة السحابة الغازية وهي في طريقها إلى الثقب الأسود إلى عدة ملايين الدرجات المئوية، وأن تتوهج بشكل ساطع بالأشعة السينية، حسبما أوضح غيليسن، الذي أضاف :"ستعطينا المراقبة المفصلة لمركز المجرة خلال السنوات المقبلة، الفرصة لدراسة صفات هذا التدفق المتعاظم ومتابعة كيفية ابتلاع الثقب الأسود لهذه المادة الهائلة لحظة بلحظة".