الأسرى المرضى: انهارت توقعاتنا بالافراج عنا ضمن الصفقة
نشر بتاريخ: 17/12/2011 ( آخر تحديث: 17/12/2011 الساعة: 13:17 )
رام الله - معا - سلطت وزارة شؤون الاسرى والمحررين الضوء على مجموعة من الأسرى المرضى "مشلولين ومعاقين ومصابين بالسرطان وبفقدان البصر"، يقتربون من الموت كل يوم، يتعرضون للإهمال الطبي، يعيشون تحت ضغط التوتر النفسي والعصبي، تتصاعد آلامهم وأوجاعهم في ظل ظروف لا إنسانية وغير صحية يعيشونها في قسم مغلق في مستشفى سجن الرملة يفتقد للحد الأدنى من الشروط الصحية الملائمة.
واضافت الوزارة في تقريرها... "الشفاء أو الحرية"، شعار الأسرى المرضى الذين يأسوا من العلاج بعد أن أغلقت ملفاتهم الطبية ولا يتناولون سوى المسكنات ولا يتلقون سوى الاستهتار بإنسانيتهم وصحتهم من قبل السجانين وأطباء المستشفى، ولأن الشفاء أصبح معدوما، وأجسامهم المزدحمة بالأمراض الكثيرة أصبحت مخدرة، لم يعد أمامهم سوى المراهنة على الحرية لتلقي العلاج في الخارج إن كان هناك فرصة للشفاء والحياة، أو الموت بين الأهل والأولاد وليس في ذلك الصمت المخيف في سجن الرملة الاسرائيلي.
واشارت الوزارة انه وبعد الإعلان عن أسماء الاسرى المنوي الإفراج عنهم، لم تشمل الصفقة الأسرى المرضى، لم نتطرق إليهم لا من بعيد ولا من قريب، ولم ينجح المفاوض في وضع أسماءهم ولا الراعي المصري كذلك، ليصبح مصيرهم مجهولا وخاصة أن المؤسسات الدولية والصحية والحقوقية أيضا فشلت في إنقاذ حياتهم.
الآن المعاناة تتضخم والصرخات تعلو بعد أن خابت آمالهم بالحرية، ليبقوا يواجهون بأجسامهم المنهكة بالأمراض سياسة إدارة السجون القائمة على إهمالهم والتعمد بعدم إعطائهم العلاج المناسب متسائلين الى مدى يستطيعون مقاومة الأمراض المستفحلة في أجسادهم.
الأسير المريض أمين نزال قال :" أن الوضع الصحي للأسرى المرضى ازداد تدهورا في الفترة الأخيرة، وهناك مضايقات على الأسرى المرضى، حيث حرموا من أبسط حقوقهم الصحية والطبية من حيث الأكل الخاص بهم، أو من حيث القدرة على الحركة أو زيادة الأهل أو اتصالات تلفونية بالأهل خاصة لأسرى غزة، وعدم وجود مساعدين لهم خاصة للمعاقين".
والأسير المشلول شلل نصفي خالد الشاويش قال :" كنا ننتظر بفارغ الصبر أن تشملنا الصفقة ولكنها مرت دون أن تذكرنا أو تقف عندنا، بعد أن اعتقدنا أن الصفقة فرصة لإنقاذنا من سياسة الموت البطيء التي نحياها، وفرصة لوقف نزيف آلامنا المتواصل، ولإخراجنا من مقبرة الأحياء".
والأسير معتصم رداد المصاب بالسرطان ويتناول جرعات الكيماوي وصف حالة الاسرى المرضى بالكارثة بعد سماعهم أسماء المفرج عنهم، بكاء صامت، وجع يفيض من صدورهم وجروحهم، الشعور بالوحدة وبالقتل العمد، قائلا :" لم أستطع النظر الى وجوه المرضى، منصور موقدة، علاء حسونة ومحمود سلمان وإياد رضوان، ورياض العمور، وأكرم الريخاوي، وأشرف أبو دريع وناهض الأقرع وأمير صبارنة وغيرهم من المرضى المدفونين في أمراضهم وأحلامهم السجينة".