الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز "القطان" ينظم ورشة عمل مع أطفال مدرسة الخان الأحمر الأساسية

نشر بتاريخ: 17/12/2011 ( آخر تحديث: 17/12/2011 الساعة: 20:16 )
رام الله- معا- نظم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/ مؤسسة عبد المحسن القطان، أمس السبت، ورشة عمل مع أطفال الصف الأول والثاني الابتدائي في مدرسة الخان الأحمر الأساسية التابعة لوزارة التربية والتعليم – مديرية تربية ضواحي القدس- حول منظومة عباءة الخبير، بإشراف الأستاذ "لوك أبوت" من بريطانيا.

وهدف اللقاء إلى تعريف المعلمات في المدرسة بتوجه التعلم التكاملي عبر دراما– عباءة الخبير، وذلك من خلال التطبيق العملي مع الأطفال مباشرة.
يذكر أن المدرسة تخدم المجتمع البدوي في منطقة الخان الأحمر الواقعة بين القدس وأريحا، ومبنية من إطارات السيارات ومصادر أولية بسيطة، في محاولة للتعامل مع قرارات المنع التي تقوم بها سلطات الاحتلال في هذه المنطقة، وجاءت الفكرة بدعم من المنظمات والجمعيات الأهلية الدولية والمحلية بهدف تثبيت أهالي تلك المنطقة ومواجهة خطر ترحيلهم من قبل السلطات الإسرائيلية.

وقال "لوك أبوت" حول لقاء الأطفال: "كنت متحيراً، تساءلت كيف أبدأ العباءة (نظام تعليمي)، وما الذي يمكن لبريطاني مثلي أن يفيد الأطفال في وضعهم الصعب هذا؟! فهل ندخل في سياق جمعية سرية توزع الماء لمن يحتاج إليه من بئر سرية في الصحراء، فربما يعكس ذلك حقيقة وضعهم، أو ربما أجعلهم يرسمون ما يريدون أن يتعلموا عنه أكثر، ثم أبني عليه؟. ولكن بعد تفكير، بنيت سياقاً يتعلق بصورة تخيلتها هذا الصباح، تتمثل في شخص غريب يقف على مسافة بعيدة في الصحراء ويلوح بيديه نحونا، وكأنه يطلب منا شيئاً ما، ثم يختفي فجأة".

وأضاف "أبوت": "بنينا معا قصة تخيلية حول ذلك الشخص، ومن يكون؟ وأين اختفى؟ وخلال ثوانٍ معدودة انخرط الأطفال في الرسم، فرسموا الجبل، ورسموا ما يعتقدون أن الرجل قد اختفى فيه؛ سيارة، سفينة،... . والأغرب من ذلك كله: بركان! سألت، كيف نصل إلى الجبل؟ فأجابني طفل "بالبالونات"، وكم كانت فكرة رائعة.. رسمنا البالونات ونفخناها بالهيليوم، وكتبوا أسماءهم عليها. حمل الأطفال البالونات في مخيلتهم، وطرنا معاً إلى ذلك المكان المجهول، وكم كانت رحلة استكشافية رائعة، فمهمتنا مساعدة ذلك الرجل الذي لوح لنا، ربما، طالباً المساعدة. استخدم فيها الأطفال الخيال والرموز واللغة والأيقونات وهم يلعبون فرحين".

من جانبها، قالت حليمة زحايقة، مديرة مدرسة الخان الأحمر: "تتعرض المدرسة لتحديات من السلطات الإسرائيلية مثل عدم مقدرة المدرسة على بناء أية غرفة إضافية للأطفال، وعدم تمكنهم من الحصول على الكهرباء لإنارة الصفوف، لدينا هذا المولد الذي نشغله ساعة في اليوم فقط، من أجل تشغيل "ماكينة" التصوير والكمبيوتر في المدرسة لأغراض الطباعة وتصوير الأوراق للأطفال".

وأضافت: "الجيش الإسرائيلي يدهم المدرسة باستمرار بغرض الاستفزاز والتفتيش عن أي إضافات في البناء في تلك المدرسة، فلم يسمحوا لنا بتركيب حاجز خشبي بين الصفوف، فاضطررنا إلى وضع حاجز من الأكياس (الخيش)".

بدوره، قال عيد سالم، عضو مجتمع محلي في المنطقة: "نحن هنا في المنطقة منذ أكثر من خمسين عاماً، كنا هنا على هذا الجبل، لكن في يوم ما جاء الإسرائيليون ووضعوا "كرفانات"، وطردونا إلى أسفل الجبل، والآن كما ترى، تحولت تلك الكرفانات إلى مستوطنة كبيرة، وجاء الشارع بين القدس وأريحا ليفصلنا عن باقي أهلنا، ويحصرنا في المكان الذي نحن فيه الآن".

وقالت إيمان عيد، طالبة في الصف الثالث في المدرسة: "كنا ننتظر أكثر من 3 ساعات حتى يأتي الباص، ويأخذنا إلى مدرسة في أريحا، لكن الآن نحن فرحون بأن المدرسة قريبة من منزلنا".

وفي نهاية الزيارة، تحدث "لوك" عن مشاعره تجاه الأطفال وأوضاعهم، قائلاً: "لدى الأطفال قدرة هائلة على الانخراط في القصة، وعليّ التخيل لأبعد الحدود، وصعقت من الحياة البائسة التي يعيشونها، ومن الحيز والمكان الذي يمثل الإرادة والتحدي، هذا الحيز المهدد بالهدم في أية لحظة".
ويأتي هذا العمل في إطار التواصل مع مجتمع المدرسة بصورة مباشرة ممن يعملون مع المعلمين من تربويين.

وأشار مدير مركز القطان وسيم الكردي إلى أن هذا التوجه يقوم على مبدأ التفاعل الحيوي بين المدرسة والمؤسسة التربوية، كما يقوم على التفاعل بين المدرسة ومحيطها ومؤسستها المجتمعية المختلفة، وهذا يأتي ضمن رؤية تأخذ بعين الاعتبار مشاركة المؤسسات الأهلية في التفاعل الحيوي مع المدرسة، فقد طورت المشاريع التربوية التي يقوم بها المعلمون المنخرطون في برامج التمكن المهني من إقامة مشاريع تعلمية مع تلامذتهم، وقد أشركنا مؤسسات أهلية كالإغاثة الزراعية وبلدية رام الله في هذه المشروعات.

أما بخصوص مدرسة الخان الأحمر، فيأتي تنظيم هذا النشاط فيها كدرس تطبيقي عملي في توظيف الدراما مع الأطفال في بيئات بسيطة ومتواضعة، ولكن أطفالها يمتلكون من الطاقة والحيوية والخيال وحدة التأمل الكثير، وهم لا يحظون بما ينبغي من الفرص كي يحققوا أحلامهم، ويأتي أيضاً هذا العمل في سياق مساندة المدرسة في كفاحها للاستمرار في لعب دورها رغم ما يحيط بها من صعوبات، كما أن استضافة أستاذ هو أساساً من ضمن فريق الأساتذة الذين يشتغلون جنباً إلى جنب مع باحثي المركز كي يقدم تجربة حية وواقعية مع الأطفال وتمكن المعلمين من رؤيتها على أرض الواقع، كما تتيح له أمكانية التعرف على طبيعة الواقع التعليمي في فلسطين بمختلف صوره.