قلقيلية: مركز "شمس" يعقد ورشة عمل حول حرية الرأي والتعبير والصحافة
نشر بتاريخ: 19/12/2011 ( آخر تحديث: 19/12/2011 الساعة: 13:47 )
قلقيلية -معا- عقد مركز حقوق الإنسان والديمقراطية " شمس" ورشة عمل في كلية الدعوة الإسلامية في قلقيلية حول حرية الرأي والتعبير والصحافة وذلك ضمن أنشطة مشروع تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان والحكم الصالح لطلبة كليات الشريعة في الجامعات الفلسطينية بدعم من مؤسسة المستقبل.
وحضر الورشة عميد كلية الدعوة الإسلامية في قلقيلية الدكتور سعد رستم وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية للكلية والعديد من وطلاب وطالبات الكلية، وقد افتتح الورشة الدكتور عمر رحال مرحباً بالحضور، ومعرفاً في المركز وبأهداف المشروع.
من جانبها الناشطة الحقوقية فداء ألبرغوثي قالت أن حرية الرأي والتعبير يمكن تعريفها بالحرية في التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير ويصاحب حرية الرأي والتعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق والحدود مثل حق حرية العبادة وحرية الصحافة وحرية التظاهرات السلمية.
بالنسبة لحدود حرية الرأي والتعبير فانه يعتبر من القضايا الشائكة والحساسة إذ أن الحدود التي ترسمها الدول أو المجاميع المانحة لهذه الحرية قد تتغير وفقا للظروف الأمنية والنسبة السكانية للأعراق والطوائف والديانات المختلفة التي تعيش ضمن الدولة أو المجموعة وأحيانا قد تلعب ظروف خارج نطاق الدولة أو المجموعة دورا في تغيير حدود الحريات.
وقالت إن حق الرأي والتعبير من أهم الحقوق المدنية والسياسية،والتي تناولها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية وغيابه أو تقييده يتسبب في تعرض بقية الحقوق إلى الانتهاك، حيث أن عدم قدرة الأفراد على إبداء الرأي في المسائل العامة لا يساعد الأجهزة الحكومية على كفاءة الأداء والقيام بواجباتها التي نص عليها القانون.
كما أن حرية الصحافة يجب حمايتها ولا يجوز التعدي عليها في مجتمع حر ويجب على الصحفيين أن يتحرروا من أي التزام تجاه أية جهة إلا التزام نحو الجمهور و الأخلاقيات التي يجب على الصحفي التقيد بها ودقة وموضوعية للحصول على ثقة الجمهور والصدق هو الهدف الرئيسي في الصحافة والموضوعية.
وشددت على أن أهمية حرية الصحافة من أهم الموضوعات التي تطرح على بساط البحث في أي مجتمع وفي أي عصر ، فلا مجال للإبداع بدون حرية ،ولا قيمة للتقدم بدون تحقيق المزيد من الحرية، وتزداد الحرية قيمة وتربو مكانة حين تقترن للصحافة وترتبط هذه الأخيرة بها، وهذا للمكانة التي تتبوؤها الصحافة كإحدى وسائل التعبير عن الرأي في المجتمع المعاصر والمنزلة التي تحتلها في النظام الديمقراطي، فهي السبيل إلى معرفة ما يدور في المجتمع، والإحاطة للقيم الاجتماعية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنها تكشف عن النقص المتفشي بالمجتمع ، وتعمل على دفع الجهات المسؤولة على إصلاح وتكملة هذا النقص سواء من النواحي الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية. هذا الدور الأساسي للصحافة هو ما يفسر سر اهتمام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان – عالمية كانت أم إقليمية – والدساتير الوطنية لحرية الصحافة ، ومنها الدستور الفلسطيني .
من جانبه شدد الدكتور سعد رستم عميد كلية الدعوة الإسلامية في قلقيلية على الأهمية التي تحتلها حرية الصحافة في روح النظام الديمقراطي كما، وقال أن هذا لا يعني أبداً أنها مطلقة،كونها تعد من الحريات التي يتعدى أثرها الفرد إلى المجتمع وإلى السلطة،فالأصل المستقر عليه في الأنظمة القانونية أنه لا يمكن أن تكون هذه الحرية مطلقة بلا قيد وإلا انقلبت إلى فوضى ، وحملت في طياتها البغي والعدوان على كيان الدولة ، وهو ما من شأنه أن يفضي إلى إنكار مبدأ التنظيم الاجتماعي وجدواه . لهذا الغرض وجب تنظيم هذه الحرية دون أن يؤدي ذلك إلى نقضها أو الانتقاص منها .
وفي نهاية اللقاء أوصى المشاركون بضرورة احترام الحريات الإعلامية والتعامل مع الإعلام على أنه سلطة رابعة تقوم بمراقبة الأداء ، وتركيز وسائل الإعلام الحكومية والمستقلة على القضايا الحقيقية للمواطن وهمومه ومشاكله، وقيام وسائل الإعلام المختلفة بتطبيق المعايير الدولية للإعلام في نشاطها، وإصدار قانون جديد للصحافة بما يدعم من حرية الرأي والتعبير، وإلغاء القيود على الصحافة والنشر في القوانين الفلسطينية.
كما اوصوا بضرورة الحفاظ على معايير المهنية والشفافية والحيادية في عرض البرامج الحوارية والأخبار والتحليلات والتقارير الصحفية، والبعد عن الانحياز لمسائل وقضايا خلافية، حتى لا تفقد تلك الوسائل ثقة الشعب الفلسطيني، وتدفعه لمتابعة قنوات وصحف عربية ودولية، والاهتمام بدلاً من ذلك بالقضايا المجتمعية التي تهم قطاع عريض من الشعب الفلسطيني ، والقيام بالدور المطلوب من وسائل الإعلام.