الخمر يضرب الجيش الاسرائيلي: قواعده تحولت الى قاعات سكر وحفلات ماجنة
نشر بتاريخ: 19/12/2011 ( آخر تحديث: 22/12/2011 الساعة: 16:38 )
بيت لحم- معا- ما اعتبر في السابق ظاهره ثانوية ومعزولة تحول الى وباء حقيقي اصاب الجيش الاسرائيلي في مقتل . حفلات سكر داخل القواعد العسكرية. كيف تسلل الخمر والكحول الى الوحدات العسكرية المختارة ؟. في حالات عديدة امتدت الظاهره لتشمل المستوى القيادي العسكري .
عميد في الجيش سكر امام جنوده وكشف عن مؤخرته في نشوة السكر . استطلاع جديد كشف ان عشر افراد الجيش النظامي اعترفوا باحتساء الكحول داخل القواعد، هذه بعض المعطيات التي كشفتها صحيفة يديعوت احرونوت الناطقة بالعبرية التي نشرت تحقيقا واسعا تحت عنوان " جيش الزجاجة" في اشارة منها الى تحول الجيش نحو احتساء الخمر وانتشار زجاجات الكحول .
واضافت الصحيفة ان الجيش يستعد خفيه لشن حرب لا هوادة فيها لتحجيم هذه الظاهرة وذلك عبر تنظيم عمليات دهم وتفتيش مفاجئة واستخدام محقيقي الشرطة العسكرية .
تقرير الصحيفة الذي يعتبر الاخطر من نوعه لم يمنع الناطق العسكري من الادعاء بان الحديث يدور عن حالات فردية ومعزولة جرت وتجري على مدى العام .
وتحت عنوان " هكذا تجند الخمر والكحول الى صفوف الجيش " اقتبست الصحيفة بعض ما ادلى به الجندي" ح" من شهادة مسجلة وموثقة لديها .
س: ماذا تشربون؟
ج: بشكل عام نحتسي الفودكا ، ولكن انا شخصيا اشرب كل ما تقع يدي عليه ، عرق ، وسكي ، .
س: حتى الجنود في حالة الاستنفار يشربون؟
ج: مرات كثيرة ، ولكن لا يوجد فرصة ان يستدعينا احد ما لاداء مهمة ويجدنا سكارى ، دائما نترك بعض الجنود ممن لا يحتسون الخمر ويبقون على وعيهم وادراكهم ودائما يذهب احد منا مسافة عشرين مترا للمراقبة وفي حال شاهد احدا من القادة يصفر لنا .
س: حينها ماذا تفعلون ؟
ج : اما ان نلقي بالمشروب والزجاجات خارجا او نخفيها داخل الاعشاب والشجيرات .
س: في أي وقت تحدث مثل هذه الامور؟
ح: الساعة 2-3-4 صباحا حيث يدخل احدهم الى الغرفة ويقول احضروا الزجاجات والجميع يفهم بان الحديث لا يدور عن زجاجات ماء .
س: حينها اين تذهبون ؟
ج: في بعض الاحيان نبقى داخل الغرف ونحستي الخمر وفي احيان اخرى نذهب نحو الميدان خارج الغرفة وحتى اننا اشترينا تجهيزات خاصة مثل " غاز طبخ صغير" وقمنا باخفائها لاستخدامها في الشواء ناخذ معنا كل شيئ الى الميدان ونبدأ بالسهر .
س: هل سبق ان تكاسلتم في الصباح وما هي الذريعه التي تقدمونها للضابط المسؤول حين يسألكم؟
ج: مرة واحدة ثملت ومنذ ذلك الوقت اهتم جدا بان لا يحدث لي هذا مرة اخرى ، وسألني القائد، ماذا دهاك هل انت ثمل؟ قلت له لا مجرد تعب عادي جراء العمل ، وعليه ان يثبت حينها عكس اقوالي.
س: كيف تهربون الخمر والمشروب الى داخل القاعدة؟
ج: بكل بساطة ندخلها في كيس اسود مغلق
س: من يدفع ثمن الخمور ?.
ج: شوفي نحن نتعب ونشقى ليلا نهارا ويحق لنا ان ندلل انفسنا في بعض الاحيان صحيح ام لا؟! نحن في لواء غولاني كما قال الجندي " زيف " اسم غير حقيقي " ويخدم في لواء المشاة يوجد هناك جنودا يخدمون على ابراج الحراسة ونقاط المراقبة وياخذون معهم زجاجة مشروب او زجاجة فودكا وهذا اجراء متبع ومعروف ودائم.
س: فعلا ياخذون قارورة خمر الى الحراسة ؟! الا يبدو لك ان الامر خطير ان تقوم بالحراسة وانت سكران ؟
ج: نحن لا نسكر . لا نبالغ في تناول الشراب. نحن معتادون على الشراب . نفعل ذلك ايضا في نهاية الاسبوع نجتمع عدة اصدقاء في غرف النوم التابعه للواء ونحستي الشراب .
س: كيف تدخلون الشراب الى القاعدة؟
ج: هذا امر وقح " لا يوجد مشكلة في ادخال الشراب الى القاعدة بكل بساطة نضعه داخل الحقيبة انا شخصيا امتلك حقيبة مع بطن مزدوج " سري " بحيث لا توجد فرصة لاحد بان يكتشفها فانا احضر من البيت مزودا بكل شيئ .
س: الا تخاف ان يتم ضبطك؟
ج: الحقيقة لا يوجد عندنا الكثير من عمليات الدهم والتفتيش ربما مرة في الشهر يحضرون عندنا للتفتيش وحينها بكل بساطة نأخذ حذرنا ولم يحدث ان ضبطت .
س: قادتكم هل يعلمون بامر تناولك الشراب؟
ج: هناك بعض قادة الكتائب يعلمون لكنهم يغضون الطرف ويتجاهلون الامر .
ووفقا للصحيفة واستنادا لبحث اجرته سلطة محاربة المخدرات والكحول 9% من افراد الجيش النظامي الاسرائيلي يتناولون الكحول واعترفوا بذلك بما في ذلك اعتيادهم تناول الخمور داخل القواعد العسكرية ما يعني ان الحديث يدور عن الاف الجنود ويمكن الافتراض ان جزء منهم على الاقل يتولون مهام ومناصب حساسة واذا كنا نتحدث فيما مضى عن ظواهر ثانوية خصوصا في القواعد العسكرية القائمة في العمق الاسرائيلي اصبح الان الحديث يدور عن حقيقة قطعية مفادها ان الكحول تسربت وتغلغلت في صفوف الجيش وان هذه الظاهره الاخذة في الاتساع افقيا وعموديا مرورا بالوحدات المختارة وصولا الى القيادة العسكرية .
ولاثبات هذه النظرية اوردت الصحيفة مجموعه من الاحداث التي وقعت داخل القواعد العسكرية خلال الاسبوعيين الماضيين .
" تناولت احدى المجندات في قاعدة عسكرية وسط البلاد الخمر مع جنديا اخر من نفس الوحدة حيث سكر الجندي بشدة ووصل الى حالة من العربدة انتهت حسب الشبهات بتحرش جنسي استحق عليه المثول امام محكمة عسكرية ".
وسجلت قبل ثلاثة اسابيع ثلاث حالات عنف منفصلة تحولت خلالها حفلات السكر الى نزاع عنيف بين الجنود وقعت الاولى في معسكر " تسريفين " فيما وقعت الثانية في قاعدة عسكرية جنوب البلاد والثالثة في قاعدة في المنطقة الشمالية .
اضافة الى ذلك مثل في الفترة الاخيرة ثلاثة جنود امام المحكمة العسكرية بتهمة قيادة سيارة داخل القاعدة تحت تأثير الكحول وفي حالة من السكر حيث سرق الجنود نوعا من سيارات الميدان الخفيفة وقادوها بتهور شديد الا ان انقلبت بهم ولحسن الحظ لم تقع اصابات بشرية وتلقى الجنود عقوبة السجن لمدة شهرين .
وهاكم حادثة خطيرة كشف النقاب عنها للمرة الاولى في هذا التحقيق وفقا لقول الصحيفة " قائد وحدة برتبة مقدم استدعى الى مكتبه احدى المجندات لمحادثتها وكان ذلك في ساعات المساء المتأخرة وبدى الامر وكأنه امرا طبيعيا بشكل كامل .
استند القائد الى خزانته واخرج منها زجاجة خمر ووجه دعوة للمجندة للانضمام اليه وفيما يبدو لبت المجندة الدعوة وحينها اقترب الضابط منها وحاول ملامستها الا انها هربت خارج المكتب وانتهى الامر صباحا بشكوى قدمتها المجندة للشرطة العسكرية حول حالة من التحرش الجنسي الامر الذي استدعى طرد الضابط .
وهذه ليست المرة الاولى خلال الفترة الماضية التي يتورط فيها ضابطا كبيرا في قضية تتعلق بالسكر والعربدة حيث مثل ضابط برتبة مقدم في قاعدة مختصة بالتجهيزات الالكترونية المتطورة وسط البلاد امام المحكمة التي ادانته بقضية السماح لجنوده خلال رحلة عسكرية بتناول الخمر وخلال ذات الرحلة فغر الضابط فاه وبتفوه بكلام بذيء معرضا بذلك موقع في الوحدة الى الاهانة ولاستهانة امام جنوده .
ورغم ان القاضي لم يخض بتفاصيل ادانة الضابط وما نسب اليه لكن مجندات اشتركن في الرحلة العسكرية لمدينة ايلات تحدثن الاسبوع الماضي للصحيفة وقلن بان الضابط ثمل بشكل كبير وفي مرحلة ما خلع بنطاله وكشف عن مؤخرته امام جنوده المصدومين .
واخيرا خلصت الصحيفة الى ان تناول الكحول داخل القواعد العسكرية في احيان كثيرة اثناء اداء المهام تحول الى وباء حقيقي تسبب بمقتل جنود ورغم ان الجيش لا يبدو سعيدا بالحديث عن الامر الا انه يخطط لعملية سرية للجم هذه الظاهره الخطيرة .