الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغزيون يحتفون بالاسرى المحررين الذاهبين لاقفاصهم الذهبية

نشر بتاريخ: 20/12/2011 ( آخر تحديث: 20/12/2011 الساعة: 18:05 )
غزة-خاص معا- بين سائق تاكسي يرفض أجرته، وعائلة تلبي متطلبات العريس الطالب لابنتها، وبين صاحب عقار يبدي أقصى درجات المرونة أمام أسير محرر، يظهر الغزيون صوراً شتى من الترحيب والتعاون مع الأسرى المحررين في صفقة التبادل قد تصل لأبعد الحدود.

الأسرى الثلاثمائة الذين حرروا إلى غزة قبل قرابة شهرين يعيشون نعيماً لا ينقطع، الكثير منهم أنجز في هذين الشهرين ما كان يأمل به طول عمره خلف القضبان، أتموا الحج والعمرة، وتنشقوا عبير الحرية عبر التنقل بين البلدان كضيوف، وسكنوا أفخم الفنادق، وشربوا وأكلوا أطيب الشراب والطعام، وناموا على فرش وثيرة أنستهم آلام السجن والسجان، والكثير الكثير منهم أكمل نصف دينه ووجد عروساً تؤنسه مشوار عمره المتبقي.

مواطنة في قطاع غزة قالت:" ما شاء الله سمعت عن كثير من أسرى محررين تزوجوا من بنات غزة، هذا يبشر بخير وأن الوطن واحد" آخرين من هؤلاء المحررون والمبعدون لغزة اجتمعوا مع نصفهم عبر معبر رفح الحدودي حين توجهت زوجاتهم وخطيباتهم لمصر ومنها لغزة وفيها أتموا الزفاف.

ومن بين صور التعاطف والمحبة التي يبديها الغزيون لهؤلاء الأسرى تخرج من أحد شوارع خانيونس وعلى مقربة من شارع جلال، ما أعلنت عنه إحدى كوافيرات النساء ويدعى كوافير منال، التي أعلنت عن تزيين وتجهيز عرائس الأسرى المحررين مجاناً كهدية بسيطة منها ترجو أن تدخل فيها البهجة والفرح على قلوب العرائس والأسرى.

منال قالت لـ " معا" أنها تقدم هذه الهدية بمناسبة الإفراج عنهم في صفقة وفاء الأحرار التي تم فيها تبادل ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

منال عبرت عن فرحتها وسعادتها بالإفراج عن الأسرى وأبت إلا أن تقدم لهم هدية بمناسبة إطلاق سراحهم وذلك بقدر استطاعتها وذلك بتزيين عرائسهم مجاناً وأن تتحمل كافة التكاليف من صبغات للشعر والماكياج والتسريحات.

وأضافت منال أنها طلبت من زوجها أن يعلن عن هذا العرض لأن هدفها هو إدخال الفرحة في قلوب الأسرى المحررين ومساعدتهم مقابل ما قدموه من تضحيات اتجاه المجتمع الفلسطيني، معتبرة أن الهدية المقدمة لا تعبر إلا عن القليل جدا من التضحيات التي قدموها وهم يكابدون تقييد حريتهم خلف قضبان الاحتلال.

ما تقوم به منال غير باهظ الثمن وهو كذلك غير زهيد، فتزيين العروس في قطاع غزة يتجاوز مائة دولار أميركي، وهو ما يعتبر دخلاً يومياً جيداً لصالونات تجميل السيدات التي قد تكتفي إحداهن بالعمل على تزيين عروس باليوم.