الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أولمرت شخصيا سوف يقرر اذا كان مروان البرغوثي يخرج في تبادل الاسرى

نشر بتاريخ: 21/11/2006 ( آخر تحديث: 21/11/2006 الساعة: 14:05 )
بيت لحم- تقرير- عادت وسائل الاعلام الاسرائيلية والعالمية لتناول امر مطالبة آسري الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط بالافراج عن النائب الفتحاوي مروان البرغوثي- رئيس قائمة فتح الانتخابية من السجن في اطار صفقة تبادل الاسرى المزمعة.

وفي اطار الجدل الدائر اكّد محلل سياسي اسرائيلي "ان امر الافراج عن مروان البرغوثي ليس مرتبطاً بمخاطر امنية في داخل اسرائيل بقدر ما هو مرتبط بالاجواء العامة عند الرأي العام الاسرائيلي".

واضاف مؤكدا: ان حكومات اسرائيل رسّخت في عقل الجمهور الاسرائيلي ان مروان البرغوثي قاتل وانه قاد انتفاضة الاقصى وادمى الاسرائيليين بصفته مهندس هذه الانتفاضة، وليس من السهل الان ان تأتي نفس الشخصيات السياسية التي طالبت بمحاكمة البرغوثي وتطلب من الجمهور تقبل فكرة الافراج المبكر عنه- حسب قوله.

وفي هذا الامر يبدو ان قضية مروان ليست تناقش الان في اوساط الاجهزة الامنية الاسرائيلية لان خطر البرغوثي الان لم يعد أمنيا مباشرا، ولم يتورع محللون عن تشبيه البرغوثي بالشيخ احمد ياسين وكيف ان رئيس وزراء اسرائيل السابق بنيامين نتانياهو لم يتوانى عن الافراج عنه مقابل صفقة مع الملك حسين.

وانطلاقا من هذا المنطق تقول جهات اسرائيلية ان على اولمرت شخصيا ان يحسم هذا الامر وفق مقاييس قوته امام الجمهور, فهو الذي سيقرر لوحده اذا كان يوافق الافراج عنه او لا ؟

وفي حال واجه اولمرت مطالبات عربية رسمية للافراج عن البرغوثي فان المجتمع الاسرائيلي يمكن ان يتفهم ذلك لانه لا يريد قطع حبل الود مع الدول العربية الرسمية وخصوصا اذا ما ايّدت امريكا هذا المطلب.

اما اذا بقي الامر مجرد مطالبة فلسطينية يتيمة واوروبية باردة فان اولمرت لن يستطيع حسم هذا الامر.

ويعد مروان البرغوثي، الذي حكمت عليه محكمة اسرائيلية بسجنه مدى الحياة خمس مرات اضافة لاربعين سنة، واحدا من أكثر الزعماء الفلسطينيين شعبية ويراه الكثيرون الخليفة الانسب للزعيم ياسر عرفات.

وكان البرغوثي، قبل اعتقاله في ابريل/ نيسان 2002، عضوا في البرلمان الفلسطيني، ومثل أمام المحكمة للمرة الأولى في اغسطس/ آب بتهم قتل 26 اسرائيليا والانتماء لمنظمة ارهابية.

ورفض البرغوثي شرعية المحكمة الاسرائيلية وأصر على أنه ليس مجرما ولكنه سياسي منتخب من جانب شعبه في المجلس التشريعي الفلسطيني.

ولكنه أدين في النهاية بتهمة قتل خمسة أشخاص، حيث لم تكن هناك أدلة كافية على أنه ضالع في قتل 21 شخصا أخرين.

ولم تكن بداية الانتفاضة في سبتمبر/ ايلول 2000 شيئا جديدا على البرغوثي، الذي كان أحد منظمي الانتفاضة الأولى في الفترة من 1987- 1992 وسجن من جانب الاسرائيليين قبل نفيه على يد اسحق رابين إلى الأردن.

وعاد البرغوثي إلى الأراضي الفلسطينية بمقتضى اتفاقات اوسلو، وحاز على احترام الفلسطينيين لتشككه في التزام اسرائيل بعملية السلام بناء على مرجعية الأرض مقابل السلام.

ويعتبر البرغوثي من العدد القليل من قادة الانتفاضة الأولى، الذين برزوا إلى جانب الرئيس عرفات.

وبدأ مروان البرغوثي نشاطه السياسي عندما كان طالبا في جامعة بير زيت. وتم انتخابه عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996.

كما أطلق البرغوثي حملة ضد الفساد والانتهاكات التي ترتكبها أجهزة الأمن الفلسطينية ضد حقوق الانسان.

وبالرغم من سجنه، استمر البرغوثي في لعب دور هام من زنزانته كشخصية سياسية بارزة.

وساهم البرغوثي في التفاوض على تنفيذ الفصائل الفلسطينية لهدنة من جانب واحد والتي أعلنتها الفصائل في يونيو/ حزيران 2003، مما ساهم في تقليل الهجمات على الاسرائيليين.

وينظر إلى البرغوثي على أنه أفضل من يصلح للتفاوض مع اسرائيل. وهو يجيد العبرية ويتحدث الانجليزية بطلاقة. كما أنه يعتبر اليساريين في اسرائيل من أصدقائه.

وحسب محطة بي بي سي اللندنية فان الشيء الأكيد بالنسبة للبرغوثي أنه قائد مخضرم يتمتع بالتصميم والشخصية القيادية.