فياض: تطلعات شبابنا للحرية والكرامة والديمقراطية والمشاركة جوهر عملنا
نشر بتاريخ: 21/12/2011 ( آخر تحديث: 21/12/2011 الساعة: 18:09 )
رام الله- معا- أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي لهذا الأسبوع حول قضايا الشباب ومسؤولية السلطة الوطنية في تلبية احتياجات ومتطلبات هذا القطاع الحيوي، وقال: "تميزت الأسابيع الماضية بأنشطةٍ وفعالياتٍ شبابية متنوعة ومتميزة أبرزت جميعها الطاقة الإبداعية الهائلة لدى الشباب، وجاهزيتهم للمشاركة والإسهام الفاعل في بناء مستقبلٍ أفضل لشعبنا، كما أظهرت قدرة المؤسسات الشبابية على المبادرة الخلاّقة واحتضان ابتكارات الشباب وتشجيع تميزهم وإبداعاتهم، وكذلك مسؤولياتها المجتمعية في تعزيز التضامن الاجتماعي.
وتابع:" تقع على عاتق الحكومة بالتأكيد المسؤولية الأساسية لاحتضان ورعاية هذه المبادرات والإبداعات، وتلبية احتياجات ومتطلبات عمل المؤسسات الشبابية، وتطوير دورها في تنظيم انخراط الشباب في بناء مستقبل فلسطين الواعد بالخير".
وهنأ رئيس الوزراء كافة أبناء شعبنا بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، وقال:" أتوجه بالتهنئة لكل أبناء شعبنا بأعياد الميلاد المجيدة التي تزهو بها فلسطين، ويحق لشعبنا أن يفخر بمدى عمق تماسكه الاجتماعي، إذ يحتفل بهذه الأعياد كل أبناء شعبنا، يُوحدهم الأمل وبشائر الميلاد ببشرى الحرية والكرامة الإنسانية التي بشّر بها الأنبياء... فكل عام وأنتم بخير".
وأكد فياض خلال حديثه على أن مهمة الارتقاء بواقع الشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة المدنية والسياسية تحتل أولويةً في عمل السلطة الوطنية، سيما أن ثلاثةً من كل عشر أفراد في مجتمعنا هم من الشباب، حيث تُشير إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن نسبة الشباب بين سن (15-29 عاماً) بلغت حوالي 30% من إجمالي السكان. وقال: " يُشكل هذا الأمر بحد ذاته سبباً جوهرياً يستدعي مضاعفة الجهد والاهتمام بواقع الشباب وقضاياهم، والتصدي للتحديات الماثلة أمامنا للنهوض بهذا الواقع".
وشدد فياض على أن الإنسان في فلسطين هو موضوع الرهان الكبير لورشة العمل التي ما زلنا، وعلى طريق الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال، نُتابع ترسيخ قواعدها، وقال: "لقد اجتهدت مؤسساتنا خلال الأعوام الماضية وعملت على توفير سبل النهوض باحتياجات الشباب من خلال برنامج الحكومة الذي استهدف تمكين هذا القطاع الحيوي عبر الارتقاء بالخدمات التعليمية والصحية والثقافية والرياضية والترفيهية وغيرها من المجالات. وعملنا، من خلال مشاريع دعم صمود الأهالي في المناطق المتضررة من الجدار والاستيطان على الاستجابة في جزءٍ أساسيّ منها لاحتياجات الشباب".
وأضاف: "لقد تضمنت خطة التنمية الوطنية للأعوام 2011-2013 مجموعةً من التدخلات الحكومية الهادفة إلى الارتقاء بواقع الشباب من خلال إطلاق برنامج رئيسي يستهدف توجيه الاستثمارات لتحقيق هذا الأمر، وتشجيع الشباب على المشاركة في العمل السياسي والاجتماعي، بما في ذلك العمل التطوعي". وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة رصدت في إطار هذه الخطة حوالي 100 مليون دولار لبناء المرافق الترويحية والمراكز الشبابية وتشييد البنية التحتية اللازمة لها. كما قررت تمويل برامج التربية المدنية وإعداد قادة المستقبل من الشباب، وقال: " إن الاستثمار في هذا القطاع يُمثل أحد أهم متطلبات التنمية في بلادنا، وعلينا تقع مسؤولية بلورة الحلول الملموسة للقضايا والمشكلات التي يواجهها".
وأكد رئيس الوزراء أن تحولاتٍ وتغيراتٍ كبرى طرأت أزاء تطلعات وطموح الشباب في منطقتنا، والعالم بأسره، وبالتأكيد إزاء تطلعات شبابنا للحرية والكرامة والديمقراطية ومبادىء العدل والمساواة وتكافؤ الفرص والمشاركة السياسية.
وقال: "لقد شكلت هذه التطلعات محور اهتمام رئيسي للسلطة الوطنية لما تعنيه بالنسبة لتمكين شعبنا، وفي مقدمتهم الشباب، من استنهاض كامل طاقاته للخلاص من الاحتلال وممارساته القمعية وإرهاب مستوطنيه، وقد شكّلت هذه الممارسات بما فيها السيطرة على مواردنا واستمرار الحصار ونظام التحكم والسيطرة المفروض على شعبنا سبباً إضافياً لمضاعفة جهودنا في الاهتمام بهذه التطلعات، والاستجابة لاحتياجات الشباب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
وتابع: " نحن نسعى إلى بناء جيلٍ قادرٍ على المساهمة في تحقيق أهداف مشروعنا الوطني، والمتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة".
وأشار فياض إلى أنه ورغم التهميش والحرمان الذي عانت منه فئات واسعة من الشباب على مدار سنواتٍ طويلة، إلا أنهم ساهموا، وبقوة، في حماية وصون الهوية الوطنية وبلورتها، وكان لهم دور بارز في مسيرة شعبنا النضالية، كما كان لهم فضل كبير وإسهام ملموس في الحفاظ على الموروث الثقافي، وتكريس مفاهيم العمل التطوعي والتضامن الاجتماعي والعونة والتي ساهمت جميعها في حماية النسيج الاجتماعي، وفي توفير مقومات الصمود لشعبنا. وأكد على أن السلطة الوطنية قامت بوضع توجهات وآليات لتفعيل العمل التطوعي وتوسيع المشاركة المجتمعية فيه. وقال:" لقد أعلنتُ قبل أيام، وخلال حفل تكريم عددٍ من المتطوعين، عن إطلاق جائزة حيدر عبد الشافي السنوية للعمل التطوعي، والتي تُخصص لأهم عمل تطوعي على مدار العام، تكريماً لمكانة حيدر عبد الشافي، وكوسيلةٍ إضافية للنهوض بالعمل التطوعي".
وشدد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية، إذ تدرك أهمية دور الشباب في صنع التغيير وبناء المستقبل، فإنها تعمل على توسيع نطاق مشاركتهم في كافة ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وفتح أفاق المستقبل أمامهم، الأمر الذي يتطلب المُضي قُدماً لإنهاء الانقسام وواقع الانفصال، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، بإعتبار ذلك شرطاً للخلاص التام من الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.
وختم فياض حديثه الإذاعي بقوله: " أتوجه بالتحية والتقدير إلى كافة المؤسسات الشبابية وأشدُ على أيادي كل شباب فلسطين في الوطن والخارج ولهم أقول أنتم بناة المستقبل وصنّاع الحياة، وحراس الأرض، أنتم ربيع فلسطين الذي سيزدهر حتماً."