"بروتوكول" القتل السريع ...سوريا ياحبيبتي..!
نشر بتاريخ: 22/12/2011 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:29 )
كتب ابراهيم ملحم- عشية وصول طلائع المراقبين العرب إلى العاصمة السورية اليوم الخميس، تنفيذا لـ"بروتوكول المراقبين"الموقع بين الجامعة والحكومة السورية مطلع الاسبوع الجاري،ارتفعت اعداد القتلى،والجرحى،والمعتقلين،في صفوف السوريين الثائرين على النظام منذ عشرة اشهر،دون ان تلوح في الافق اية بوادر حل لاستعصاءات تلك الازمة المفتوحة على المزيد من التصعيد،لوقف عمليات القتل اليومية،وقطع الطريق على دعاة التدويل الذين يجدون في تصعيد النظام مسوغا قانونيا لنقل الملف إلى مجلس الامن الدولي،لحماية المدنيين،وهو الامر الذي من شأنه ان يشكل تهديدا بالغ الخطورة على سوريا موقعا جغرافيا، وموقفا وطنيا وقوميا، بينما تحدثت وكالات الانباء عن سقوط نحو 28 قتيلا في الساعات الاولى لوصول المراقبين صباح اليوم.
ويوفر النظام السوري بتصعيده لوتيرة القتل اليومي على النحو الذي جرى خلال الساعات الثمان والاربعين الماضية،والتي سقط خلالها نحو مئتي قتيل في عمليات قصف لبيوت الامنين،واعدام العشرات من الجنود الرافضين لاوامر قتل اهلهم.... هذا التصعيد يوفر ذخيرة اضافية لدعاة التدويل واستعجال التدخل الدولي لوضع حد لتلك العمليات،التي وصفها المراقبون بانها فاقت حدود المعقول،ما يكشف عن مآلات صعبه لتلك الازمة خلال الايام والاسابيع القادمة اذا ما بقيت وتيرة القتل على حالها بوجود المراقبين،واذا ما رفض النظام او تلكأ في تطبيق المبادرة العربية التي يشكل البرتوكول وسيلة لتنفيذها على الارض والتي تنص على سحب الجيش من المدن ،واطلاق سراح المعتقلين، ووقف عمليات القتل ضد المدنيين العزل او " المواطنين العزل " حسب التعديلات الشكلية التي ادخلتها الحكومة السورية على البروتوكول قبل توقيعه .
وبينما تذهب الازمة السورية الى منعطف جديد تتبدى نذره بعمليات التصعيد عشية وصول المراقبين العرب فان حالة الاستقطاب الحادة في المشهد العراقي بعد ساعات من انسحاب القوات الامريكية من هناك ،والتي تبدت ملامحها بالاتهام الذي وجهه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالتورط في عمليات ارهابية والمطالبة بتسليمه للمثول امام القضاء، وكذلك التلويح باقالة نائب رئيس الوزراء صالح المطلق بسبب وصفه للمالكي بالدكتاتور، هذه التطورات تتداخل مع "المسالة السورية " منذرة باتساع مساحات الاحتقان لتستولد ازمات تضاعف من عمليات الاستقطاب الطائفي في المنطقة ،ولعل سلسلة التفجيرات التي وقعت صباح اليوم في عدة مناطق من العاصمة العراقية موقعة عشرات القتلى والمصابين تحمل واحدة من نذر تلك الهواجس المخيفة.
واحسب انه لم يعد امام النظام السوى سوى الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع الجامعة العربية دون ابطاء ،حقنا لدماء السوريين، وسحبا لذرائع التدويل سيما بعد ان لم يعد ممكنا الارتكان الى الموقفين الروسي والصيني لحماية النظام من رياح التدويل، بعد ان امتنعت الدولتان العظميان عن التصويت ضد مشروع قرار يندد بالنظام في الجمعية العامة للامم المتحدة.
ولعل افضل نصيحة يمكن تقديمها للنظام السوري اليوم ولغيره من الانظمة التي تواجه شعوبها الثائرة على الاستبداد والظلم وغياب الحرية والعدالة الاجتماعية ما قاله احد الحكماء الاوروبيين "بانه افضل للجيوش ان تُهزم امام شعوبها من ان تَنتصر امام اعدائها" ..حمى الله سوريا الحبيبة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.