الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

علوا النَشيد الوَطنيَّ واهتفوا عاشَ العَلَمْ

نشر بتاريخ: 22/12/2011 ( آخر تحديث: 22/12/2011 الساعة: 17:49 )
بقلم: علي عبيداتْ

علوّ النَشيد الوَطنيَّ، واهتفوا عاشَ العَلَمْ، واكتبوا على جبينْ الشَمسْ وعزائِمُكمْ قَلَمْ، أنا الفلسطيني الفِدائي، أحلق دوماً في القِمَمْ، أنا الباقيْ في بِلاديْ صامدٌ رَغمْ الألَم، رافع رأسي أنادي حاشدِاً كُل الهِمَم، هذي فلسطينُ بلادي رايتي بينَ الأُمَمْ.

بهذه الكَلماتْ راحَ قَلبي يُنادي، وأنا اشاهِدُ أبناءَ بلاديْ، يُسمِعونَ العالَمَ النشيد الوَطني الفِلَسطيني، ويهتفونَ بحناجِرهِم في دورة الألعابْ العَربية في قَطَرْ، أمامْ كُل الحُشودْ، فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدودْ، فدائي فِدائي يا شَعبيْ يا شَعبْ الخلودْ.

نَعم لا تستغربوا فانا أتحدث عَن مباراة كُرة قَدم، عَن مُنتَخبٍ لو خَسرَ فإنه حَلقَ عالياً نَحو القِمَم، لَم ولَنْ تهمني الهَزيمَة، ولا اجتاحَني حتى النَدَمْ، كُل ما فيَّ يُنادي، هؤلاء الفلسطينيون رفاقي، شاركوا وقاتلوا من أجل أن يحيّا العَلَمْ.

أشاهِدُ ابن الجَليلِ يُنادي بعزمْ الرياح، فيردْ ابن الخَليلِ بنار السِلاحْ، ويهتف ابن اليَرموكِ بأرضْ الكِفاحْ، ويقول ابن سَخنينَ فلسطينُ داري، ويردُ ابن جنينَ فلسطينُ ناري، ويصرخٌ ابن أم الفَحمِ فلسطينُ ثاري، فيردُ ابن غَزَةَ وأرض الصمودْ.

هذا هو الانتصارْ، عزيمةٌ رؤوسٌ عاليةٌ وانتصارْ، وحدة موقفٍ واحِدٍ وقرارْ، فلسطين واحِدة لا يفرقها حاجِزٌ ولا جِدار، لا تقسمُ بخطوط الخريطَة، وندافعُ عَنها على خُطوط النارْ، يَحتضنها لاعبٌ ولا يبيعها سِمسارْ، يتغنى بها الشُعارْ، ويقاتِل لأجلها الثوار.

قَد تكونْ الهَزيمَة أمام البَحرين أفقدت البَعض الأمَل، لَكني سأقولها عالياً بلا خَجَل، سارفَع رأسي عالياُ بلا وَجَل، وليسمَعها كُل المشاركينَ مِن العَرَبْ، جئنا من القُدس نشارِك لا يهِمُنا يوم لَقَبْ، ورأسنا دوماً عالي حتى لو راحَ الذّهبْ.

فمنتخبنا لكرة القَدم فاز بأغلى الألقاب، لأنه جَمَع الأهلَ والأحباب، ورَفع راية الصمودْ وطَرق في كل بيتْ باب، من النَقب إلى الجَليلْ، من جنينَ إلى الخَليلْ، من عين الحلوة إلى النبطية، إلى الوحدات إلى اليَرموك، كلهم هَتفوا بلادي.

قَد يكونُ الّذهب ولى وراحْ، وقد يكون اللقبْ أيضاً راحْ، لَكن عزيمَتنا نحوَ منصات التتويج اليومَ هي السلاحْ، حتى نُعلِنَ في فِلَسطينَ أعراساً وأفراح، وليالٍ مِلاحْ، ونُعلنهاْ بصوتٍ عالٍ، إنا هُنا فلسطينيونَ نسمو بإنجازاتنا رَغمَ الجِراحْ.

وحَتى لو راحَ اللقبْ، ولَم نَفز بالبرونز اليوم، فلا لومٌ ولا نَقدٌ ولا عَتَبْ، ففلسطينٌ كلها تُنادي من الجَليلِ إلى النقب، وحدتنا، صوت النَشيد المُنبَعثِ من حناجِرنا معاً أغلى مِن كُل الذَهبْ، وأثبتنا بالعَزيمَة، نَصراً رَغم الهَزيمَة، بأنَ فلَسطين كانت وستبقى عَظيمَة.