رسالة اتحاد حارات مدينة بيت لحم بمناسبة الأعياد الميلادية المجيدة
نشر بتاريخ: 22/12/2011 ( آخر تحديث: 22/12/2011 الساعة: 22:31 )
بيت لحم - معا - ارسل اتحاد حارات مدينة بيت لحم بمناسبة الأعياد الميلادية المجيدة ورأس السنة الجديدة 2012، رسالة الى الشعب الفلسطيني، جاءت كما يلي :
" بعد احتفالنا بعيد الأضحى المبارك، ومع دخولنا فترة الأعياد الميلادية المجيدة، تكتسي مدينة بيت لحم، وكما في كل عام، أبهى حللها، وتكتظ بكل مظاهر الفرح والسعادة احتفالاً بالطفل المولود في مغارة. إنها الرسالة الإلهية المتمثلة في التواضع والمحبة والسلام التي يدعونا إليها سيدنا يسوع المسيح له المجد. وبهذه المناسبة العظيمة، نتمنى لكم أعياداً ميلادية مباركة وسنة جديدة سعيدة؛ ونسأل الله القدير أن يفيض علينا جميعاً بنعمه وخيراته وبركاته، آملين أن تتحقق أمانينا في الحرية والأمان والاستقلال والسلام، وكل عام وأنتم خير.
إننا في اتحاد حارات مدينة بيت لحم نسعى جاهدين، ومنذ تأسيسه، إلى الحفاظ على الأعمدة الأساسية التي قامت عليها مدينتنا الحبيبة، ألا وهي حارات مدينة بيت لحم التاريخية. وكذلك نعمل على ترسيخ العلاقات الاجتماعية وزيادة التقارب والتعاون والتواصل لخلق الألفة بين الجميع؛ وأيضاً على تعزيز الانتماء ونشر ثقافة الحوار والتعايش بين شرائح المجتمع المدني في بيت لحم.
إن جذورنا تضرب في أعماق التاريخ، ووجودنا وصمودنا في هذه المدينة المباركة لهو دليل على التواصل الروحي والوجداني المتين، والارتباط الوثيق بين أبناء المدينة من جهة، وترابها وتاريخها وحضارتها وعراقتها من جهة أخرى. إنه الواقع الذي يشير إلى اتصال قديمها بجديدها، وامتزاج ماضيها بحاضرها. ورغم تسارع التطورات، وتتالي الأحداث، وكثرة متطلبات الحياة، إلا أننا ما زلنا نحافظ على هذا التاريخ العريق لأنه مفتاح الحاضر وبوابة المستقبل.
منذ مئات السنين ونحن نتميز في هذه المدينة المقدسة بنسيج اجتماعي فريد قلّ نظيره، تحكمه عادات وتقاليد وأعراف، يجب الحفاظ عليها والتمسك بها، لتنظيم أمورنا اليومية من أجل حياة كريمة.
ندعوكم، أهلنا الكرام، إلى الاستمرار في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والاجتماعي الذي يمثل حكمة أسلافنا وأجدادنا في إدارة المجتمع، وتنظيم الحياة اليومية؛ وإلى الالتزام بمبادئ الأخلاق والقيم، لنعيش حياة مرضية، وآمنة، وسالمة بين أحبائنا.
من هذا المنطلق يعمل اتحاد حارات مدينة بيت لحم، بدون كلل أو ملل، لحل الخلافات والنزاعات بين الأفراد والعائلات، وزرع المحبة والوئام بدل الخصام. كما وندعوكم إلى الالتفاف حول عائلاتكم وحاراتكم، وهذا الاتحاد الذي هو منكم، وأنتم جزء لا يتجزأ منه؛ ليس من منطلق العصبية القبلية، وإنما من منطلق الوحدة، لما فيه مصلحة مدينتنا الحبيبة بيت لحم، ولخير الجميع وكل عام وأنتم بألف خير".