بركة في كلمته امام الكنيست بمناسبة يوم الطفل: من يسعى لحياة افضل للأطفال فليسعى للسلام

بيت لحم -معا- أكد النائب محمد بركة، رئيس كتلة الديمقراطية البرلمانية، اليوم الثلاثاء، إن من يسعى لحياة افضل للأطفال فليسعى للسلام، لأنه من دون السلام لا يمكن ضمان استقرار وهدوء وازدهار.

جاء هذا في كلمة النائب بركة في النقاش الخاص الذي أجراه الكنيست بمناسبة يوم الطفل العالمي الذي اعلنته الأمم المتحدة، وخصص بركة الجزء الاول من كلمته، للطفلة ماريا أمين من غزة، ابنة خمسة أعوام، وتمكث في مستشفى يلين في القدس منذ شهر ايار الماضي، بسبب الشلل الذي تعانيه من عنقها حتى أسفل جسدها.

وقال بركة:" إن الطفلة ماريا ولدت لكي تعيش حياة سعيدة وهنيئة في ظل والديها، كانت ككل الأطفال في جيلها، تتفتح عيونها على الحياة، مليئة بضحكة الأطفال، ولكن، على ما يبدو، هذا ما لا يمكن تأمله في قطاع غزة فحين كانت برفقه والديها وجديها، في سيارتهم في احد شوارع غزة، في العشرين من شهر ايار الماضي، سقطت عليهم قذيفة اسرائيلية ضمن عمليات الاغتيال التي تنفذها اسرائيل، فقتلت والدتها وجدتها وشقيقها، أما فهي فكانت معلقة بين الحياة والموت، وهي اليوم ترقد في المستشفى بشلل تام باستثناء رأسها".

واضاف بركة أنه حين زارها أمس الاثنين، انفجر والدها ببكاء مرير، وعلى ما يبدو لم يجد متسعا من الوقت وهو يتألم الى جانب طفلته، لكي يتألم رحيل زوجته وابنه والجدة، كان بكاؤه صرخة مريرة على كل ما جرى.

وتابع بركة :"هذا هو الاحتلال الذي يقتل حياة الطفولة في كل مكان، فالآن (ساعات المساء) الطفل حداد من سديروت قلق على مصير حفلته بمناسبة وصوله الى سن البلوغ، وهو يعيش حالة قلق من نوع آخر، ولكن جذر المشكلة هو واحد".

وقال بركة، إن هذه السياسة نفسها التي تؤدي الى سفك الدماء، تستنزف ايضا كل الموارد الضرورية لحياة طبيعية، فنحن اليوم لدينا 750 ألف طفل يعيشون تحت خط الفقر، ولكن ايضا في هذا الفقر تمييز، حين نعلم ان 60% من الأطفال العرب يعيشون تحت خط الفقر، وهم يشكلون نصف الأطفال الفقراء في اسرائيل، رغم ان نسبتهم بين الأطفال 25%، وهناك عشرات القرى التي ترفض الحكومة الاعتراف بها، لتفرض على اهلها وأطفلها حياة مأساوية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الطبيعية.

كذلك فإن هذه الحكومة أعدت ميزانية تتضمن الكثير من الاجراءات التي تضرب اولا الشرائح الضعيفة وعلى راسها الأطفال، والتقليصات التي جرت في الماضي ولا تزال تضرب اولا الأطفال.

وتوجه النائب بركة الى أعضاء الكنيست قائلا:" على كل واحد منكم ان يسأل نفسه قبل ان يغادر هذا المكان كعمل، ما الذي فلعه من أجل السلام وحياة الاستقرار للأجيال القادمة، وإذا هذا المكان لم يقم بواجبه هذا فلا حاجة له".