الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العائدون من القاهرة: الخطوات جادة وقرار من رأس الهرم بانهاء الانقسام

نشر بتاريخ: 24/12/2011 ( آخر تحديث: 24/12/2011 الساعة: 17:13 )
غزة -تقرير معا- أكد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أن ما جرى تحقيقه في القاهرة شيء مهم وايجابي لم يرتق بعد إلى مستوى طموحات الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة لكنه يمكن البناء عليه لاعتباره وضع آليات جديدة بعد شهور من المماطلة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أيار الماضي.

وقال العوض في اتصال لـ"معا" عقب عودته من حوارات القاهرة اليوم:"خلال جولة الحوار الأخيرة تم تحقيق تقدم في العديد من الملفات خاصة لجنة م.ت.ف والحكومة وملف المعتقلين السياسية والحريات ولجنة المصالحة الاجتماعية ".

وبين العوض انه تم الاتفاق على وضع آليات لعمل م.ت.ف وتعقد اجتماعاتها بشكل دوري برئاسة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني كمنسق للجنة إضافة إلى تشكيل لجنة مصغرة لمتابعة الفصائل والشخصيات المطروحة للانضمام للمنظمة.

وأضاف العوض:"كما نجح الحوار في الاتفاق على لجنة الانتخابات المركزية وضرورة فتح مكاتبها في غزة والبدء بعملها لتحديد سجلات الناخبين استعدادا لإجراء الانتخابات في الموعد المتفق عليه منوها أن هناك مماطلات وتهرب من إمكانية الالتزام بهذا الموعد.

وأشار العوض إلى انه تم الاتفاق على تشكيل لجان من مؤسسات حقوقية لمتابعة قضية الحريات والمعتقلين السياسين ومعالجة هذا الملف كما ستباشر لجنة المصالحة الوطنية عملها فور عودة الوفود إلى ارض الوطن.

وفيما يخص ملف الحكومة أوضح العوض أنه تم الاتفاق على أن تتسع مسألة المشاورات بشأنها ليشمل كافة الفصائل بحيث لا يقتصر على حركتي فتح وحماسة عملها .

ودعا العوض الشعب الفلسطيني لمراقبة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وحرصه على الوحدة الوطنية الفلسطينية والتأهب دائما لممارسة كل أشكال الضغط الديمقراطي لضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

شلح: الانضمام للمنظمة لايعني تخلي اي فصيل عن برنامجه

من جهته أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. رمضان شلّح أن مسألة الالتزام السياسي ببرنامج المنظمة كشرط للانضمام إليها لم تطرح بعد ، مشددا على أن الانضمام إلى المنظمة لا يعني تخلي أي فصيل عن برنامجه، وكان هناك توافق على تجاوز مسألة البرنامج السياسي والقفز عنها حتى لا تشكل عقبة أمام الانضمام إلى المنظمة .

وأوضح شلح أن هناك إجماع فلسطيني على أن المنظمة هي عنوان لكل فلسطيني الأمر الذي يتطلب تطوير مؤسسات المنظمة وتفعيلها، مشيرا إلى أن الاجتماعات المقبلة ستتناول بناء المنظمة ومؤسساتها.

وقال شلح:"وضعنا أقدامنا على طريق الانضمام إلى المنظمة"، رغم صعوبة هذا الطريق وحاجته إلى روحية وحدوية تتغلب على المصالح الحزبية للوصول إلى أوسع مساحة من التوافق الوطني".

وعن مدى توقعاته بإمكان إنجاز المصالحة، قال الأمين العام: "نعيش منذ فترة طويلة إدارة الانقسام، لكننا لمسنا نيات حقيقية وجادة لدى كل من حركتي فتح وحماس في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة رغم وجود تعقيدات في بعض ملفاتها"، وشدد بأن ما أُنجز حتى اللحظة جيد ويسير في الاتجاه الصحيح، لكنه يحتاج إلى متابعة ومثابرة".

ودعا الأمين العام إلى عدم رفع سقف التوقعات، مؤكدا علي ان الشعب الفلسطيني لازال يخوض صراع عدو يسابقنا في الاستيلاء علي كل شي ، لافتاً إلى أن هناك مخاضاً كبيراً في العالم.

وأكد شلّح بأن الأزمة الراهنة والانغلاق التام في المسار السياسي، الذي أكده جميع المشاركين في اجتماع الإطار المؤقت للمنظمة يتطلب التركيز على الوضع الداخلي، سواء على صعيد النظام السياسي أو على صعيد علاقة الفصائل بالسلطة وبالمنظمة وكيفية إدارة هذه العلاقة وآليات تنظيمها، مشددا إلي أن هذا يتطلب مراجعة خطواتنا وإعادة حساباتنا ودرس المواقف وفحصها.

ودعا الجميع إلى إبداء المرونة وتقديم تنازلات في الأمور الداخلية من أجل إيجاد صيغ مناسبة تسمح للجميع مهما كانت اتجاهاتهم بالمشاركة الفاعلة في الأطر الداخلية من دون التنازل عن مواقفهم أو المس بالتزام هذا الطرف أو ذاك بخط سياسي معين.

وعلى صعيد اللجنة الفرعية التي شكل، قال شلح "إن هذه اللجنة بمثابة أمانة سر للإطار المؤقت للمنظمة لمتابعة عمل هذا الإطار، وهي تضم عضواً من كل فصيل ويرأسها رئيس المجلس الوطني.

وعزز الدكتور شلّح ما تم إحرازه من تقدم على صعيد المصالحة مؤكدا على مساعدة الدور المصري الذي ساهم بدرجة كبيرة في إزالة الكثير من العقبات التي كادت تحول دون التوصل إلى الخطوات الإيجابية في كافة مسار المصالحة.

ولفت شلح إلى أن مصر معنية بتصليب الموقف الفلسطيني، وبإمكانها أن تبذل جهوداً كبيرة لتصحيح الكثير من الأخطاء، سواء على صعيد علاقة السلطة بالمنظمة أو علاقة السلطة مع الجانب الإسرائيلي.

الصوراني :هناك قرار من راس الهرم الفلسطيني لانهاء الانقسام

بدوره أكد راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن هناك إرادة سياسية واضحة من قبل حركتي فتح وحماس للولوج بجدية وبشكل عملي باتجاه المصالحة وإنهاء الانقسام .

وقال الصوراني في اتصال لـ"معا" في إعقاب لقاء جمعه مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل :"القرار السياسي لإنهاء الانقسام ليس كالمرات السابقة والأمر ليس شكليا وإنما هناك قرار سياسي تم اتخاذه من رأس الهرم السياسي الفلسطيني للمصالحة لمسناه بشكل واضح ومباشر".

وأوضح الصوراني انه تم التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية حسية ملموسة بالذات الإسراع بتشكيل حكومة فلسطينية ذات سيادة رمزية للشعب الفلسطيني بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات عملية حسية ملموسة فيما يخص الأوضاع في قطاع غزة.

وحول إمكانية أن يكون هناك عراقيل في ملفات المصالحة أكد الصوراني أن هناك قوة وصفها بـ"الظلامية والسوداء"ستسعى لإبقاء الانقسام أو إيجاد شرخ جديد لاستمرار الانقسام مشددا :"الأهم من ذلك كله هو أن هناك إرادة سياسية فلسطينية واضحة بالذات لدى حركتي فتح وحماس قائلا:"نحن لا يسعنا إلا أن نباركها ونثمنها ونكون شركاء في تنفيذها وإعادة اللحمة من جديدة إلى الوطن".