الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فئران ونحل وزواحف تزاحم طالبات سلفيت في مدرستهن

نشر بتاريخ: 26/12/2011 ( آخر تحديث: 26/12/2011 الساعة: 17:03 )
سلفيت- معا- تذمر أولياء أمور طلاب مدرسة بنات سلفيت الثانوية من سوء وضع المبنى المدرسي، ونقص الخدمات الضرورية فيه، خصوصاً مشكلة عدم توافر المياه، ما تسبب في إيجاد بيئة غير مناسبة لتعليم وتربية الطالبات، متسائلين عن سبب عدم تغير الوضع على مدار أعوام، وعن سبب عدم عناية وزارة التربية والتعليم بالمدرسة، ويقول الأهالي ان من ينظر إلى المدرسة يظن للوهلة الأولى أننا ما زلنا نعيش في العصر القديم، جدرانها متآكله وساحتها التي تتشعب فيها القنوات المخصصة لتصريف مياه الأمطارالتي تحد من حرية الحركة ومقاعد قديمة مهترئة ومشارب المياه المتصدئة تشمئز النفس البشرية من النظر إليها، فكيف بشرب المياه منها!؟.. حشرات وفئران تنتشر لتزاحم الطالبات في حصولهن على التعليم!!!.

وبصوت ممزوجا بالخوف بدأت الطالبة "أيه" من الصف الحادي عشر حديثها لمراسلتنا عهود الخفش قائلة "هذه ليست بمدرسة، هذه حديقة للزواحف والفئران، تكون الفئران بيننا تتراكض وتتجول أمام أعيننا ، ونحن في غرفة الصف نتلقى تعليمنا وكذلك في الساحة، مما يجعلنا في حالة عدم تركيز عند إعطائنا الدروس ، فنبقى في حاله ذعر وخوف ومراقبة إن كانت إحدى الفئران ستخرج من أحدى زوايا الغرفة، لأن البلاط قديم ويعاني من تصدعات لدرجة خروج الرمل الذي أسفله ، ولم يقف الحال عند خوفنا كطالبات، كذلك المعلمات يكن في حاله عدم تركيز وترقب، هل سيأتي إحداهن أم لا!؟. مما يجعلنا في حالة تشتت فكري وخصوصا عند تقديمنا الإمتحانات, وتكمل "اضافة الى ذلك وجود بعض الزواحف "كالسحالي" التي تكون على الجدران وفي كل مكان من المدرسة.

الطالبة "ضحى" والتي قاطعت زميلتها قائلة بلهفة " كذلك يوجد عند صفنا " خلية نحل " والتي تثور كل فترة مما يسبب لنا إزعاجا وخوفا من أن نتعرض للسع ، وتضيف : كذلك الساحة التي تحد من سهولة حركتنا بسبب وجود القنوات والتي بدورها تؤدي الى تعثرنا في كثير من الأحيان اذا لم نكن متيقظات، كما حصل مع إحدى المدرسات عندما تعثرت " وتنهي حديثها بتساؤل مثل هذه الأجواء ،هل تكون بيئة ملائمة لتلقي التعليم فيها ؟

بصوت مرتفع فاق أصواتهن تقول الطالبة "مها" من التوجيهي "علمي" معانتنا تختلف كون أن الغرفه الصفية التي نتلقى فيها دروسنا تقع بالقرب من المقصف ،أي أن شباك المقصف مفتوح علينا ، وتضيف قائلة": الحصة الثالثة على مدار أيام الأسبوع لا نعرف كيف نتلقى فيها دروسنا، لأنه يكون بعدها فترة التنفس "الفرصة" وتكون هذه الفترة لتجهيز وفتح المقصف.

وتواصل الطالبة "رشا"من الصف الحادي عشر أدبي "ب" حديثها معنا قائلة": الغرفة الصفية التي نتلقى فيها دروسنا هي كانت في الأساس المقصف المدرسي ، ونحن لا نشعر بالراحة عند تلقينا الدروس لبعدها عن الغرف الأخرى، وكأنها ليست جزءأ من المدرسة، حتى أننا لا ندري متى تنتهي الحصة، فلم نستطيع سماع رنين الجرس ,تصمت لثواني وبتعابير وجهها التي تغيرت ملامحه تكمل":هذا نتحمله ولكن الرائحة الكريهة التي تخرج من الحمامات لا نستطيع تحملها إضافة الى تشتتننا أثناء الحصص لأن الغرفه كلها شبابيك.

وفي مداخلة لها ومن خلال برنامج "على الطاولة" على أثير شبكة معا الإذاعية تحدثت نائبة مجلس أمهات مدرسة بنات سلفيت "أم مجد" قائلة ":تم بناء هذه المدرسة في عام 1945ولغاية الأن لم يطرأ عليها أي تحديث على بنيتها التحتية ، فالبنية متهتكة، وغير آمنه، وبحاجة الى هدم وبناء مدرسة جديدة، فالوضع مأساوي فئران وحشرات ورطوبة وجدران لا تتحمل حتى وضع مروحة عليها، كما حدث خلال العام أنه بعد تثبيت المروحة في إحدى الجدران واذا بها تسقط بالقرب من رأس إحدى الطالبات، فماذا لو حدث أي ضررللطالبة ؟ ومسؤولية من؟ ومن المسؤول عن سلامة وأمن 250 طالبه ؟ وتكمل أم مجد حديثها "مديرة المدرسة لم تترك جهدا الا وتقوم به من صيانه وإضافات ولكن وضع المدرسة لا يحتاج إلى الصيانة فقط ".

وتنهي أم مجد حديثها بمطالبتها بتشكيل لجنه تحقيق نزيهة للوقوف على مشاكل البنية التحتيه للمدرسة.

وبعد عدة اتصالات توجهنا في برنامج "على الطاولة" إلى مدير عام الأبنية في وزارة التربية والتعليم المهندس عبد السلام أبو زهرة والذي أقر بوجود المشكلة خاصة فيما يتعلق بساحة المدرسة التي بحاجة إلى تعبيد وكذلك الأسقف التي تعاني من رطوبة دائمة وما تسببه من انتشار القوارض، مطالبا بتعاون اكبر ما بين الوزارة والمديرية من جهة وإدارة المدرسة ومجلس أولياء الأمور من جهة ثانية، ويكمل قائلا: "المدرسة بحاجة إلى صيانه بشكل عام ولا يوجد إمكانية لتوسعتها سواء عموديا أو افقيا لقدمها".

وينهي حديثه "سنقوم بزيارة عاجلة للمدرسة ووضعها ضمن خطة الطوارئ للعام القادم وسنعمل على المساعدة في صيانة هذه المدرسة".

والى أن يتم حل هذه المعضلة يبقى المعلم والتلميذ يصارعان هذه الكآبة المفروضة عليهما.