الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الذكرى الثالثة للحرب على غزة: المجازر ارتكبت وبقي الجناة طلقاء

نشر بتاريخ: 27/12/2011 ( آخر تحديث: 27/12/2011 الساعة: 15:08 )
غزة-معا- تمر اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة للحرب على غزة التي استمرت 22 يوماً واستخدم فيها الاحتلال الإسرائيلي أسلحة حديثة من نوعها وصب فوق قطاع غزة الفسفور الأبيض وارتكب ضد مدنييها ومبانيها أبشع الجرائم التي راح ضحيتها قرابة 1500 شهيد و5 آلاف جريح وهدمت عشرات آلاف الوحدات السكنية بينها المنشآت العامة وكافة المقرات الشرطية، ولا زال الجناة يتمتعون بكامل حريتهم ويفرون من العدالة.

غزة التي تعيد إعمار ما دمره الاحتلال بعد الضربة الجوية الأخيرة استطاعت على مدار السنوات الثلاث ان تعيد بناء كافة مقارها الشرطية، وأعادت الحياة لـ 95% من المنشآت السكنية ومنازل المواطنين التي دمرت بشكل جزئي ووضعت نهاية لمعاناة آلاف المشردين الذين دمرت بيوتهم بالكامل.

المهندس عماد حمادة مدير مكتب وزير الأشغال العامة والإسكان قال لـ "معا": ان قضية إعادة الإعمار متسارعة فقد بدأت فوراً بعد الضربة الجوية الأخيرة على القطاع ونستطيع القول أننا وصلنا لإنجاز ضخم".

بعد استكمال جزء كبير من إعادة البناء للمباني والمقار التي دمرها الاحتلال، يبقى الغزيون الضحايا بانتظار لحظة العدالة التي تضع من قتلوا الأطفال واستباحوا دماءهم خلف قضبان السجون.

غزة تسترجع اليوم لحظات الحرب وتستذكر أبشع مجازرها التي يمكن ذكر ما جاء في مجزرة السبت الأسود الموافق 27/12/2008م حين قامت القوات الاحتلالية باستهداف عدد من المقار التابعة للشرطة الفلسطينية ومواقع القسام أدت هذه الهجمات إلى استشهاد ما يزيد عن (210 شهيد ) من عناصر أجهزة الشرطة.

مجزرة عائلة كشكو، في ذات اليوم حين استهدفت مدرعات الاحتلال بيتا في حي الزيتون شرق مدينة غزة يعود لآل كشكو ، ولقد أدى القصف إلى استشهاد طفلة وأمها.

في اليوم الثالث للحرب وقعت مجزرة عائلة العبسي راح ضحيتها ثلاثة من أطفال آل العبسي، وفي اليوم التالي استشهدت خمس شقيقات أسفل ركام منزلهن حين قصف الاحتلال فجر الثلاثين من ذات الشهر مسجد عماد عقل في مخيم جباليا، ولقد تحول المسجد بعد هذا القصف الهمجي إلى ركام، ولقد أدى هدم المسجد إلى انهيار عدة منازل من بينها منزل يعود لآل بعلوشة فارتقى في هذه المجزرة خمسة شقيقات من آل بعلوشة جواهر ودينا وسمر وإكرام وتحرير.

في مطلع عام 2009م، استهدف الطيران الحربي بيت الشيخ الدكتور نزار ريان في مخيم جباليا، ولقد أدى هذا القصف إلى ارتقاء الشيخ مع زوجاته الأربعة، وأحد عشر من أبناء الشيخ، لتصل الحصيلة الإجمالية إلى 16 شهيدا.

مركز الميزان لحقوق الإنسان وصف العداون بأنه غير مسبوق بدمويته، حيث أبدت خلاله قوات الاحتلال تحللاً فاضحاً من قواعد القانون الدولي، حيث شكل المدنيون والأعيان المدنية هدفاً لهجماتها دون مراعاة لقواعد القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان ذات العلاقة. وارتُكبَت انتهاكات خطيرة ومنظمة ترقى لمستوى جرائم الحرب وعلى نطاق واسع، إضافةً إلى جملة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تشكل مع حصار قطاع غزة جريمة اضطهاد ترقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية، كما ورد في تقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق.

وقد تابع مركز الميزان العدوان وتطوراته لحظة بلحظة، وقام بجمع المعلومات على نطاق واسع، وقام بتوثيق انتهاكات قوات الاحتلال، وأجرى عمليات تدقيق ومراجعة للحقائق والأدلة.

وتشير إحصاءاته وفقاً لآخر تحديث حول الضحايا والخسائر المادية التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم خلال العدوان (الرصاص المصبوب) إلى أن عدد ضحايا العدوان بلغ (1411) من القتلى، من بينهم (355) طفلاً و(111) أنثى، ومنهم (949) مدنيين و(230) شرطياً، كما وثق المركز تدمير قوات الاحتلال (11151) منزلاً من بينها (2644) دمرت كلياً، و(8507) لحقت بها أضرار متفاوتة ويقدر المركز وقوع أضرار طفيفة جداً بحوالي (30000) منزلا أثناء العدوان.

وبلغت مساحة الأراضي المجرفة (6652) دونماً من بينها (1173) دونماً سبق وأن تعرضت للتجريف أكثر من مرة، وعدد المنشآت العامة التي تعرضت للتدمير (614) منشأة، والمركبات بأنواعها المختلفة (643) مركبة، والمنشآت الصناعية (211) منشأة، والمنشآت التجارية (705) منشآت.

والميزان يؤكد أيضاً أنه بعد مرور ثلاثة أعوام على العدوان، لم يزل أغلب المهجرون قسرياً جراء عمليات هدم المنازل واسعة النطاق على تشردهم، حيث فشل المجتمع الدولي في رفع الحصار الذي ينتهك قواعد القانون الدولي الإنساني، فضلاً عن تقاعسه عن الوفاء بالتزاماته القانونية لجهة ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب ومن أمروا بارتكابها حتى الآن، الأمر الذي شكل عاملاً مشجعاً لقوات الاحتلال للاستمرار في ممارسة انتهاكات للقانون الدولي سقط ضحيتها مئات من الفلسطينيين منذ انتهاء العدوان، بمن فيهم ضحايا هجمات عسكرية تتنافى مع مبادئ القانون الإنساني، ومرضى تنتهي حياتهم أو تتضاعف معاناتهم بسبب منعهم من الوصول إلى العلاج، وصيادين يتم الاعتداء عليهم بشكل يومي ويحرمون من كسب عيشهم، ومئات الآلاف ممن أفقروا على مدى السنوات الخمس الماضية.

وقال مركز الميزان "يعجز المجتمع الدولي بعد ثلاثة أعوام على العدوان - في اتخاذ خطوات ملموسة وفعالة من شأنها أن تنهي حالة الإفلات من العقاب وتكرس مبدأ المحاسبة على انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما يقول الميزان بالإضافة لفشله في وقف الحصار الإسرائيلي غير القانوني المفروض على قطاع غزة بالكامل كخطوة نحو إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، وذلك على الرغم من إقرار حكومات العالم، واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة بأن الحصار يمثل عقاب جماعي غير قانوني ولا يمكن تحمله".