ندوة في قسم اللغة الفرنسية حول المفردات الدخيلة في اللغة العربية
نشر بتاريخ: 27/12/2011 ( آخر تحديث: 27/12/2011 الساعة: 15:49 )
نابلس-معا- قدم الدكتور إدريس جرادات، من مديرية تربية شمال الخليل، ندوة لطلبة قسم اللغة الفرنسية في جامعة النجاح، حول المفردات الدخيلة في اللغة العربية واللهجات المحلية، في مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، بحضور د. مها عتمة، رئيس قسم اللغة الفرنسية، وأعضاء الهيئة التدريسية، وطلبة القسم.
وفي بداية الندوة رحبت د. عتمة بالدكتور جرادات في الجامعة، وقالت إن هذا اللقاء من شأنه أن يعزز القيمة المعلوماتية لدى الطلبة من خلال التنويع في طرق اكتساب المعلومة، متمنية ندوة موفقة للطلبة.
واستهل الدكتور إدريس جرادات ندوته بالحديث عن اللغات والثقافات في فلسطين، ثم تطرق لشروط وميادين الحوار الثقافي من وجهة نظرEdgar Morin ، واللغة واللهجات من حيث الأصوات والحركات الصائتة بنظر الشاذلي.
وتناول د. إدريس جرادات بالحديث عن اختلاف الدلالة في المعنى، والمستوى الصوتي في اللهجات المحلية الفلسطينية، بالإضافة لأثر المفردات الدخيلة من الفرنسية والإنجليزية والعبرية والألمانية وغيرها على اللغة العربية، متخذاً اللهجة المحكية المحلية في بلدة سعير قضاء الخليل أنموذجاً لما تم الحديث عنه.
وهدفت دراسة د.إدريس جرادات إلى كشف الجوانب التي تخدم الأغراض الاجتماعية للمفردات الوافدة-الدخيلة -على اللهجة المحكية وكذلك التعرف على واقع تأثير هذه المصطلحات في حياة الناس و التوصل إلى مجموعة من الإجراءات التي من شأنها تفعيل العلاقة بين المراكز البحثية ومراكز الترجمة والمجتمع المحلي والدوائر والجهات الرسمية والأفراد ومؤسسات المجتمع المحلي وتأثيرها في حوار الحضارات.
حاولت الدراسة الإجابة عن السؤال التالي:ما دور المفردات الوافدة- غير العربية في التأثير في حياة الناس من خلال تداولها في اللهجة المحكية؟ وما تأثير الدول التي حكمت فلسطين وأثرت في عامة الناس؟ ما المقترحات والإجراءات العملية لزيادة الاهتمام بالمفردات الدخيلة على اللهجات واللغة الأم ونشرها وتعميمها؟.
واتبعت الدراسة المنهج المكتبي بالرجوع إلى الكتب والمصادر والمراجع والدراسات والمنهج الوصفي باستخدام الملاحظة غير المباشرة والمقابلة الشخصية بجمع المصطلحات من عامة الناس والباحثين المهتمين والأكاديميين.
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: سيادة المفردات الوافدة-الدارجة- تبعا لسيادة المكانة الدينية والاجتماعية والقوة العسكرية والمركز الوظيفي للناطقين بها، أثر الأتراك بشكل واضح في إشاعة مفردات ومصطلحات ومفاهيم بين عامة الناس والنطق بها، لم يؤثر الانجليز بشكل واضح وكبير في إشاعة مفردات و مصطلحات بين عامة الناس ما عدا أسماء المخترعات والموضة والأزياء، اثر الاحتلال الإسرائيلي بإشاعة مفردات ومصطلحات متعلقة بتغيير أسماء الأماكن والمناطق الجغرافية في فلسطين بهدف طمس الهوية الفلسطينية، دخلت المفردات الفارسية واليونانية والآرامية والايطالية عن طريق اللغة التركية وتوقف تأثيرها لتوقف الاحتكاك باللغة التركية، والمفردات الفارسية دخلت عن طريق اللغة التركية و المفردات اليونانية بانتشار العلوم، عمل بعض الباحثين والأكاديميين على دراسة التأثير الحضاري للترجمة من خلال عمل أطروحات ماجستير أو دكتوراه أو عمل أوراق بحثية للمؤتمرات العلمية.
كما توصلت الى التوسع في عدد المفردات الوافدة- الدخيلة- على اللهجة المحكية بسبب الموقع الجغرافي لفلسطين ولكونها مسرح الديانات السماوية ولكثرة الشعوب التي مرت بها، اللهجة العامية لديها مرونة في قبول المفردات الوافدة-الدخيلة- وتوسع معنى المفردة المستعارة نظرا للقداسة الدينية لفلسطين والاحتكاك بين الملل والنحل والطوائف والجاليات المختلفة، اللغة القوية تستوعب جميع اللغات وتجير المفردات لصالحها وتصبح مع الزمن ملكا لها لأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم .
واوصت بضرورة عمل توعية وتدريب للناشئة من خلال عقد ورشات عمل ودورات تدريبية متخصصة حول تأثير الحضارات والترجمة في اللغة العربية واللهجات المحكية ووضع خطة عمل توثيقية للمصطلحات الوافدة- غير العربية- الدارجة ويتداولها عامة الناس وطباعتها في كتاب وضرورة اهتمام كليات الآداب وأقسام اللغة العربية وأقسام اللغات الأخرى بدراسة المصطلحات غير الدارجة وإرجاعها إلى أصولها العربية أو الأجنبية.
وقد تخلل الندوة العديد من المداخلات والأسئلة من المدرسين والطلبة الحضور.
وحضر الندوة أ.د.أحمد حامد رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني ود.بلال الشافعي مدير الموارد التعليمية في الجامعة وأ.د.ماهر أبو زنط عميد كلية الآداب ورئيسة قسم اللغة الفرنسية وأعضاء هيئة التدريس ومتخصصي الصوتيات واللغويات.