المحررة فاطمة الزق تزور جمهورية إيران وتلتقي نجاد وتجري فحوصات طبية
نشر بتاريخ: 27/12/2011 ( آخر تحديث: 28/12/2011 الساعة: 09:02 )
بيت لحم -معا- أكدت الأسيرة الفلسطينية المحررة فاطمة الزق على أهمية إبراز ملف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في كافة المحافل العربية والإسلامية والعالمية لنقل معاناة الأسرى وذويهم وفضح جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الأسرى .
جاء هذا خلال الزيارة التي قام بها وفد فلسطيني إلى جمهورية إيران الإسلامية منذ أسبوعين وضم الوفد أسرى محررين من بينهم الأسيرة المحررة الزق والتي أطلق سراحها من سجون الإحتلال في صفقة التبادل التي عرفت بصفقة شريط الفيديو في 2 أكتوبر 2009م .
وجاء في الكلمة التي ألقتها الأسيرة المحررة فاطمة الزق بمحاضرة في جامعة فاطمة الزهراء بجمهورية إيران " جئناكم من حيث الخندق الأول في مواجهة ومقارعة الإحتلال والسجان الصهيوني الذي ولا بد أن يندحر ذات يوم عن أرضنا ومن بحرنا ومن سمائنا ومن ملحنا وطعامنا ومن أحلامنا حيث أن حرية الشعوب لا تعترف أبدا بالمستحيل .. " .
وأضافت الزق في كلمتها "بأن هناك أكثر من 5500 أخ أسير فلسطيني وأسيرات ما زالوا رهن القيد والإعتقال في زنازين العزل الإنفرادي داخل سجون الإحتلال .. يحملون على أكتافهم ظلم الإحتلال والسجن والمؤبدات ... يعانون من الظلام والظلم ومن قهر القوانين والقرارات والأحكام العنصرية الاسرائيلية التي يتم تفريخها في دهاليز المحاكم الصورية غير القانونية وغير الشرعية وغير الإنسانية .
"إن لي أكثر من 5500 أخ أسير قد بدأوا يكتبون وصاياهم في زنازين السجون حيث الحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية في " الحرية والعلاج وزيارة واحتضان أحبائهم ولو للمرة الأخيرة من حياتهم والحرمان من التعليم والفورة ومن الكانتين ومن لقاء المحامين ومن الحرمان من لوازم فصلي الشتاء والصيف ومن تقديم الإلتماسات القانونية إلى جانب احتجاز الإحتلال لهم حتى بعد انتهاء وقضاء مدة محكومياتهم " .
وتابعت "إن الإحتلال الإسرائيلي يعمل على سرقة الذاكرة العربية والإسلامية من خلال زج الأسرى في زنازين العزل الإنفرادي القهرية حيث يستخدم الأسرى كحقول للتجارب الطبية والغير إنسانية ما يؤدي لإبادة الروح والجسد والذاكرة إلى جانب قيام هذا الإحتلال الغاصب بالعمل على تصفية الأسرى والمعتقلين بطرق ووسائل وأساليب عدوانية ومنها " القتل المباشر بإطلاق الرصاص على الجسد كما حدث مع الأسير البطل والشهيد محمد الأشقر أو بمحاولة تسميم الأسرى كما حدث مع الأسير البطل هيثم عزات صالحية عندما دسوا له السم في فنجان القهوة أو بتصفية الأسرى عبر سياسة الحرب والضغط النفسي التي تمارسها إدارة مصلحة السجون ضد الأسرى وبإشراف رسمي من الحكومة الاسرائيلية كما حدث مع الطفلة الشهيدة عبير يوسف سكافي والتي استشهدت نتيجة لحرمان الإحتلال لها من زيارة واحتضان والدها في سجنه ما أدى لإصابتها بشلل دماغي على الفور ثم استشهادها وما أدى لإصابة والدها الأسير بحالة نفسية صعبة في سجنه والذي حال دون احتضانه لفلذة كبده وطفلته ولو لوداعها واحتضانها وهي تشيع لمثواها الأخير ".
وقالت "إن هذا المشهد المأساوي الحزين يحدث ويتكرر أيضا مع آباء وأمهات الأسرى المحرومين من زيارة أبنائهم ومنهم المرضى وهم كثر نتيجة لسياسات الإحتلال الدامية حيث يستشهدون وهم يتطلعون ويتشوقون لرؤية أبنائهم واحتضانهم ولو لدقائق قبل وفاتهم إلى جانب وفاة ذوي مبعدي كنيسة المهد والمبعدين من الأسرى والذين يفارقون الحياة بصمت دون أن يحرك العالم ساكنا ولو لمرة واحدة انتصارا لنبض الحياة في عروق النصوص الإنسانية التي سطرت في القانون الدولي ".
"إن الإحتلال الإسرائيلي الذي يقوم باستخدام المدنيين من النساء والشيوخ والأطفال كدروع بشرية ويقوم بإعدامهم بدم بارد في مجازر يندى لها جبين الإنسانية كما حدث خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة في 27 / 12 / 2008م واجتياح تلك القوات الإرهابية لحي الزيتون شرق مدينة غزة مع عائلة السموني والتي استشهد منها أكثر من 29 فردا ما بين طفل وامرأة وشيخ ".
وقالت الزق في كلمتها حول جرائم الإحتلال إنه غيض من فيض أيها السادة ،،، إن هذا الإحتلال الأخير في العالم والذي يسرق ويغتصب البسمة من شفاه الأطفال الأبرياء ومن شفاه وقلوب الأمهات والآباء الذين كرمهم الله عز وجل في كتابه العزيز لا يعرف سوى لغة القوة فهذا الإحتلال الذي يمارس عدوانيته وحقده أيضا ضد الشهداء حيث يعتقل جثامين الشهداء في أماكن عسكرية مغلقة باتت تعرف باسم " مقابر الأرقام الإسرائيلية " بل ويقوم بسرقة الأعضاء من أجساد الشهداء وهناك أدلة في هذا الموضوع ولقد كتب فيه الصحفي السويدي دونالد بوستروم ووثقت وسائل الإعلام المختلفة ما حدث مع الشهيد بلال غانم من نابلس حيث سرق الإحتلال أعضائه كما ووثقت الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية وعرضت في مؤتمر صحفي عقدته بمدينة غزة ما حدث من سرقة الإحتلال الصهيوني لأعضاء الأسير خضر ترزي والذي استشهد في 9 / 2 / 1988م نتيجة للضرب المبرح على يد قوات الإحتلال أثناء اعتقاله ...
إن هذا الإحتلال لا يعرف سوى لغة القوة والإرادة الصلبة في التخلص منه ودحره عن أرضنا ومن أحلامنا ومن شفاه أطفالنا وإن صمودكم أيها المرابطون وصمود شعبنا الفلسطيني لهو من بشائر النصر على هذا الإحتلال الصهيوني والأمريكي .
وكلنا ثقة بأنه لا خوف ولا قلق على حق شعبنا الفلسطيني وأمتنا الإسلامية في الحرية والسيادة والإستقلال لأن خوف وقلق الإحتلال والإستعمار دائما هو أكبر من خوف وقلق الشعوب المضطهدة والمقهورة والمحتلة . إن الحق العربي والإسلامي لن يضيع أبدا ما دام ينبض في الأمة مقاومة وأمل بالحرية ودحر الإحتلال والسجان وما دام هناك في أمتنا أطفال ولدوا قبل الولادة وكبروا قبل الكبار وتحدوا دبابة كالطفل جنرال الحجارة الفلسطيني " فارس عودة " وما دام هناك خنساوات صابرات ماجدات وما دام هناك إرادة تنبع من فوهة البندقية وما دام هناك ملايين من الأحرار ينشدون " عالقدس رايحين شهداء بالملايين " .
وبحسب ما جاء خلال الإتصال الهاتفي الذي تلقاه المختص في شؤون الأسرى نشأت الوحيدي من الأسيرة المحررة فاطمة الزق خلال زيارة الجمهورية الإيرانية فقد أقيم حفل استقبال للوفد الفلسطيني في مدرسة المعصومة ولقاءات عديدة في مدينة قم كما وألقت الأسيرة المحررة كلمة في البرلمان الإيراني حظيت بإعجاب الجميع والذين عانقوا بدورهم الطفل يوسف الذي ولد أسيرا في 17 يناير 2008م .
وكانت الأسيرة المحررة فاطمة الزق قد التقت بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والذي أبدى استعداده لدعم مشروع إسكان للأسرى المحررين إلى جانب لقاءات مع وزير الخارجية الإيراني علي لارنجاني وعدة شخصيات إيرانية بارزة .
يذكر أن الأسيرة المحررة فاطمة الزق كانت قد أجرت عدة فحوصات طبية في جمهورية إيران الإسلامية خاصة وأنها تعاني من ألم شديد في عصب اليد اليمنى ومن صداع شديد في الرأس وقد تبين خلال الفحوصات التي أجرتها في قطاع غزة بعد تحررها من الأسر وجود حبة درنية في الرقبة.