الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندوة في جامعة القدس المفتوحة بنابلس حول مستقبل اللغة العربية

نشر بتاريخ: 28/12/2011 ( آخر تحديث: 28/12/2011 الساعة: 14:48 )
نابلس- معا- تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة أ.د. يونس عمرو، نظم تخصص اللغة العربية في برنامج التربية التابع للدائرة الأكاديمية في الجامعة وبالتعاون مع منطقة نابلس التعليمية ومديريتي تربية نابلس وجنوب نابلس، ومركز الطفل الثقافي في مدينة نابلس ندوة لغوية بعنوان " مستقبل اللغة العربية والتحديات المعاصرة" في مركز الطفل الثقافي التابع لبلدية نابلس.

تحدث فيها خبراء في مجالي اللغة والتربية وهم نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة للشؤون الأكاديمية أ.د.سفيان كمال و عميد كلية الآداب في جامعة بيرزيت أ.د.مهدي عرار و مدير برنامج التربية في جامعة القدس المفتوحة د.نادر ابو خلف و أستاذ اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية أ.د.يحيى جبر وأستاذ اللغة العربية في جامعة القدس المفتوحة د.زهير ابراهيم و بحضور حشد كبير من المثقفين والتربويين.

وبعد السلام الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء افتتح مدير منطقة نابلس التعليمية د.يوسف ذياب عواد الندوة بكلمة ترحيبية للحضور ناقلا تحيات رئيس الجامعة أ.د.يونس عمرو متناولا دور اللغة في صقل الشخصية والهوية الوطنية لما لها من دور بالغ في التعليم والتعلم ، وقد حث د.عواد الباحثين والمهتمين على بذل الجهد من اجل النهوض بالمتعلمين ( النشء) من أجل بناء جيل واعد، ينهض بنفسه من خلال لغته لغة الضاد التي تجمعنا بقوتها وتضعف بضعفنا فتفرقنا.

وتحدث أ.د.يحيى جبر عن دور اللغة في أُلفة القدماء ودور قبائل العرب في الحفاظ على الهوية العربية المستقلة في اللغة ضاربا الأمثلة على ذلك التلاحم الإسلامي المسيحي على مر العصور.ودور المستشرقين ودعاة التغريب إلى عزل الأمة عن لغتها.

وقدم أ.د.مهدي عرار شرحاً مفصلا للتحديات التي تواجه اللغة العربية وجيل الشباب من دارسين وأساتذة ، والمتمثلة في الثنائية اللغوية والازدواجية اللغوية ودعوة بعضهم إلى الكتابة بالحرف اللاتيني بدلا من الحرف العربي ، والتي أدت بدورها إلى حدوث الاغتراب بين اللغة وأصحابها ، داعيا الشباب إلى محاولة التمسك باللغة باعتبارها عنوان الحضارة والرقي ، ضاربا الأمثلة على ذلك قيام بعض الدول بتدريس التخصصات العلمية ومنها الطب باللغة العربية ،ثم تناول بحديثه غربة اللغة ولغة الغربة.

ودعا أ.د. سفيان كمال إلى الاهتمام بالنشء وذلك بالتركيز على اللغة العربية باعتبارها هوية الأمة وعامل توحدها ، ثم نوه إلى دور الجامعة وحرصها من رأس الهرم المتمثل برئيسها والطاقم العامل في الجامعة في الحفاظ على اللغة العربية ونشرها بين أبنائها ، وذلك بإنشاء وحدة اللغة العربية التي تعنى بالاهتمام باللغة العربية بين مستويات المجتمع الفلسطيني كافة والحفاظ عليها، وقد أوصى بضرورة عدم إقحام تعليم اللغات الأجنبية في المرحلة الأساسية الدنيا .

وتحدث الدكتور نادر أبو خلف عن مؤشرات جودة اللغة العربية ضاربا أمثلة متعددة عليها ومنها : صمود هذه اللغة منذ الآف السنين رغم الاحداث الجسام التي مرت بها، وبلاغة هذه اللغة، وقدرتها على الاعراب والتعريب وقدرتها الفائقة على الاشتقاق ما وسع مفرداتها ودلالة الصوت اللغوي وأنها لغة القرآن الكريم ولغة الشعر والأدباء والمتحدثين منذ الأزل إلى اليوم داعيا إلى عدم التخوف من ضياع اللغة.

كما تناول د. زهير إبراهيم أحد أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية وهو التقدم العلمي منوها إلى أن الترجمة العلمية تتطلب الدقة المتناهية في تناول تدريس اللغة العربية للمواد العلمية والتقنية في الجامعات ، وذلك حتى يتحقق التقدم العلمي والإبداع للأمة العربية كسائر الأمم المتقدمة ، وذلك لأن معظم هذه الأمم تعلم بلغاتها ، وليست اللغة العربية بدعا بين هذه اللغات.

وقد شكر منسق تخصص اللغة العربية د.عبد الرؤوف خريوش المتحدثين والحضور على ما تم إنجازه في هذه الندوة داعيا إلى تكرار مثل هذه الندوات لخدمة اللغة العربية والنشء باعتبارها لغة القرآن الكريم، ومن ثم دار نقاش مطول شمل الحضور الذي تميز بالثقافة العالية والحس الوطني بالحفاظ على اللغة العربية ، وتولى عرافة الحفل الدكتور جلال عيد أستاذ اللغويات في جامعة القدس المفتوحة.