نشر بتاريخ: 28/12/2011 ( آخر تحديث: 29/12/2011 الساعة: 08:37 )
رام الله- معا- حمل وزير الأوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش، اليوم الاربعاء، الحكومة الاسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في الأرض الفلسطينية.
جاء ذلك خلال كلمة له أمام مؤتمر حماية المساجد من "إرهاب" المستوطنين الإسرائيليين الذي نظمته وزارة الاوقاف اليوم الأربعاء بمحافظة رام الله والبيرة، معتبرا أن حكومة الاحتلال ترعى "إرهاب" المستوطنين ضد كل ما له علاقة بالهوية العربية الفلسطينية الاسلامية والمسيحية، مطالبا بموقف دولي وعربي وإسلامي صارم أمام هذا الخطر الذي يهدد مستقبل الإنسانية بأسرها.
وأكد د. الهباش على ضرورة تشكيل لجان شعبية في كل المحافظات الفلسطينية للدفاع عن المقدسات في مواجهة هؤلاء الإرهابيين الذين يسرقون ويشوهون وجه هذه الأرض ويلوثون تعاليم التوارة التي ترفض الاعتداء على المقدسات، مؤكدا أن التوارة بريئة من إجرامهم وأيضا الانجيل والقرآن الكريم.
|159778|وشدد د. الهباش على أن وجود هؤلاء المستوطنين غير شرعي وغير قانوني على الأرض الفلسطينية وأن أفعالهم ضد الفلسطينيين ومقدساتهم ليست عشوائية وإنما هي سياسة مبرمجة ومخطط لها من أعلى مستويات صنع القرار في الحكومة الاسرائيلية.
وبين د. الهباش إلى أن إجرام المستوطنين والجنود الإسرائيليين ضد بيوت العبادة بما فيها المساجد والكنائس في الأرض الفلسطينية لم يتوقف منذ بدء الاحتلال الاسرائيلي وحتى الآن، قائلا "إن جميع المقدسات لها حرمة عند كل إنسان يحترم انتماءه لهذه البشرية، أما التجرؤ عليها فيستحق الضرب على أيدي المعتدي بكل قوة".
واختتم الهباش كلمته قائلا "إن هذا المؤتمر هو صرخة وقرع لأجراس الخطر لكي يهب المسلمون والمسيحيون من سباتهم، لأن الوضع بات في غاية الخطورة".
بدوره، أكد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين على ضرورة الرباط على هذه الارض المقدسة من اجل حمايتها وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية لما تتعرض له من قبل المستوطنين.
واعتبر حسين أن استهداف المساجد من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال مؤشرا خطيرا وانتهاك صارخ لحرمة المساجد ودور العبادة التي نصت عليها كافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، داعيا الأمتين العَربية والإسلامية وكافة أحرار العالم بالتَحرك العاجل من أجل نصرة فلسطين وشعبها ومقدساتها.
وقدم المطران وليم الشوملي الأسقف المساعد المعين لبطريركية القدس اللاتين شكره لوزارة الاوقاف لدورها في حماية المقدسات والدفاع عنها، مشيرا الى العلاقة الاخوية التي تسود المسلمين والمسيحيين على هذه الارض.
واستذكر المطران حضور الرئيس محمود عباس للقداس الذي يقام في مدينة بيت لحم على مدار الاعوام السابقة وقيام الشرطة الفلسطينية بتوزيع الورود بمناسبة الاعياد المسيحية معتبرا هذا ما هو الا دليل على عمق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.
واشار المطران الى ان الفلسطينيين ليس لديهم ثقافة "الارهاب" التي يتبعها المستوطنين ضد المقدسات بل لديهم مبادئ احترام حقوق الاخر ومبادئ احترام الاماكن المقدسة ورموزها مهما كانت.
وشدد الارشمندريت الياس عواد بكلمته على ضرورة فضح "ارهاب" المستوطنين ضد المقدسات وان تعرض للعالم لكي يروا الهجمة التي تتعرض لها المقدسات الاسلامية والمسيحية من حرق وتدنيس وكتابة شعارات عنصرية عليها.
واعتبر محافظ القدس عدنان الحسيني ان الهجمة ضد المقدسات ليس بجديدة وانما هي مخطط قديم تعمل به لطمس الطابع العربي والاسلامي والمسيحي الفلسطيني.
واضاف الحسيني: ان هذه الاعتداءات تزداد يوم بعد يوم من خلال ما توفره حكومة الاحتلال والمستوطنين من دعم لا محدود في كافة الاصعدة بالاضافة الى تامين الحماية الكاملة لهم للقيام بافعالهم "الارهابية" ضد المقدسات.
وأعلنت الدكورة ليلي غنام محافظ رام الله والبيرة بكلمتها بأن المؤسسات الرسمية والشعبية ستعمل بالتعاون مع الأهالي والمؤسسات المحلية في كافة التجمعات السكنية لوضع الآليات المناسبة الكفيلة بحماية كافة القرى والمقدسات الدينية والممتلكات والمزارع من انتهاكات المستوطنين.
وقال الدكتور محمد شتيه عضو اللجنة المركزية، "ان ارهاب المستوطنين ليس صدفه بل هو برنامج مخطط له من قبل الحكومة الاسرائيلية فاننا نحملها مسؤولية ما يجري من "ارهاب" ضد المقدسات والتي تسعى من ورائه اذابة الهوية الفلسطينية".
واضاف د. اشتيه ان المعركة الان ليست على الدين فقط بل على الهوية الفلسطينية والوجود الفلسطيني وحرق المساجد والكنائس جزء لا يتجزء من وجودنا، وان ما يجري الان هو مجرد جس نبض قبل محاولة حرق الاقصى وتدميره.
وطالب د. اشتية جميع المواطنين بالبدء بالعمل بمدء المقاومة الشعبية السلمية من اجل المحافظة على الهوية الفلسطينية ولكي يعرف الاحتلال بان الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا ومدافعا عن حقوقه ومقدساته وارضه حتى ينال استقلاله وحريته.