"الملولي" .. سبّاحا وثائرا وسفيرا !
نشر بتاريخ: 28/12/2011 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:29 )
كتب ابراهيم ملحم- " انا تونسي المولد فلسطيني الهوى" بهذه العبارة افتتح السفير التونسي الجديد لدى السلطة الوطنية لطفي الملولي، كلمته التي القاها في الاحتفال التكريمي الذي اقامته مؤسسة ابداع في مخيم الدهيشة هذه الليلة ،لفرقها الفائزة بالبطولات الرياضية خلال العام الذي يلملم اوراقه الاخيرة ،بينهم شاب انتصر على عكازته،وظفر ببطولة انما يظفر بها اولو العزم .
السفير الجديد رغم انه ما زال في المهد سفيرا ،بعد توليه مهمته الدبلوماسية منذ اسابيع عدة كما قال،الا ان كلامه كان دافئا،وصادقا، بدفق المشاعر الجياشة التي بدت حاضرة بحميمية في تضاعيف خطابه المقتضب،استشعر دفأها كل من استمع اليه من الحضور الذين اكتظ بهم المكان على سعته.
كلام السفير المحب لفلسطين،والطافح بمشاعر الود، والتقدير لشعبها العظيم ،كان القطرة التي افاضت كاس المحبة التي ملأها مواطنه السباح التونسي البطل اسامة الملولي الذي ظفر بخمس عشرة ميدالية ذهبية ،في بطولة الالعاب الرياضية التي اقيمت في العاصمة القطرية مؤخرا،وقدمها هدية للشعب الفلسطيني، في لفتة تليق بالمهدي وشعبه،والشعب المهدى اليه ذلك النصر الكبير، وهم الذين يحرسون بنزف جراحهم ،ووجع معاناتهم ،مسرى رسولهم، ومهد مسيحهم، عليهما افضل الصلاة والتسليم ، يكابدون وجع المعاناة ، في درب الجلجلة، وهم يطرقون ابواب الحرية لنيل الاستقلال وكنس الاحتلال عن ارضهم .
كان الاحتفال بهيجا ،ومؤثرا على وقع الاغاني التونسية التي الهمت الشعوب العربية ،والغربية بالثورة على طغاتها ،ومستبديها ، ومصادري حريتها ،مؤكدة جدارتها بشاعرها العظيم، الذي ظلت الحناجر الثائرة تصدح باشعاره ،المحرضة على الثورة ،والمتيقنة من انتصارها،طالما رفض الشعب استمراء الظلم،واراد الحياة الحرة الكريمة، فالشعب عندما يريد فليس امام النظام الا ان يستجيب .
بخطأ مردود غير مقصود من عريف الحفل ،عرفنا "ملولي ثالث" وزيرا يضاف الى الملولي بطل السباحة ،والملولي السفير،هو الملولي الثائر والوزير في حكومة الثورة ،عندما اضطر السفير الضيف بادب جم ان يهمس في اذن احد مضيفيه بان اسمه لطفي،وليس طارق الملولي،فطارق هو طارق ذياب صديقه وابن مدينته وزير الرياضة والشباب في حكومة البناء بعد الثورة المجيدة، وهو نجم رياضي سابق، ومحلل رياضي في الجزيرة الرياضية، وثائر على فساد الحكم السابق .
هنئيا لتونس ابطالها وبطولاتهم ،وثوارها وانجازاتهم،وشعرهم،وشاعرهم الخالد الشاب ابو القاسم الشابي، الذي ظل شعره ينبض في قلوب الاحرار والثائرين ،محرضا على الطغاة والمستبدين، وينشد الحرية، والطموح، والكرامة ،والعدالة الاجتماعية .
لم يكن هذا التنوع بالالقاب متاحا،وبائنا بكل هذا الوضوح ،للسياسيين ،والمبدعين التونسيين في زمن الاستبداد، حيث صاحب الفخامة هو القائد الاعلى،والوزير الاول،والرياضي الاول،والسياسي الاول،والسياحي الاول،والدبلوماسي الاول ..حتى اصبح الهارب الاول من طابور المستبدين !