الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

بحر غزة لم يكن امنا في 2011: 6 شهداء و38 معتقلا ومنطقة بحرية عازلة

نشر بتاريخ: 29/12/2011 ( آخر تحديث: 29/12/2011 الساعة: 18:09 )
غزة-معا- شهد العام 2011 ارتفاعا ملحوظاً في حجم الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين الفلسطينيين على عكس المتوقع بعد اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط .

ولعل ابرز الانتهاكات هي تقييد حركة الصيادين من 12 ميلاً بحريًا كحد أقصى حسب اتفاقات أوسلو إلى 6-7 ميل في أعقاب انتفاضة الاقصى وصولا إلى 3 اميال بحريًا بعد الحرب الأخيرة على غزة وقيامها في العام 2011 بوضع الحدود البحرية التي يتعرض من يتجاوزها من الصيادين لإطلاق نار.

مصطفى اللحام "41عاما" واحدا من بين مئات الصيادين الذين تعرضوا للانتهاكات الإسرائيلية بعرض البحر حيث تم اعتقاله يوم السبت 19/2/2011 وهو على حسكة صيد برفقة ابن خاله حجازي "27 عاما" وابن عمه محمود اللحام "30 عاما" وكانوا يعملون على صيد الأسماك قبالة شاطئ بحر خان يونس ويبعدون عن الشاطئ مسافة 300 متر تقريبا .

ويروي اللحام قصته ويقول :"اقترب الطراد منا وقام بالدوران حولنا طالبا منهم التوقف "قف وإلا سنطلق النار عليكم " وبالتقدم نحو مقدمة الحسكة ثم طلبوا منا خلع ملابسنا بشكل كامل والقفز في المياه وان نتجه نحو الطارد الذي يبعد مسافة 20 مترا تقريبا وفور صعودنا قام احد الجنود بتقييد ايدينا بشريط بلاستيكي من الخلف وربط عصبة من القماش على عيونننا وتم اعتقالنا..."

"معا" استعرضت أوضاع الصيادين في عام 2011 وأبرز الانتهاكات الإسرائيلية الواقعة عليهم من خلال مقابلات مع المسؤولين، وقال نزار عايش نقيب الصيادين في قطاع غزة أن القوات البحرية الإسرائيلية تنفذ عمليات مطاردة وملاحقة للصيادين وإطلاق نار عليهم بشكل يومي، بالإضافة إلى قتل 5صيادين بعرض البحر وإصابة 4 صيادين بجراح مختلفة حيث تم نقلهم أثرها لتلقى العلاج في مشافى غزة .

وأشار عايش إلى حالات الاعتقال التي تم رصدها وهي 38 حالة اعتقال وتم الإفراج عن 36 منهم وبقي 2 في أيدي القوات البحرية الإسرائيلية، كما وثق 51 حالة مصادرة من شباك ومراكب ومواتير منها 13 حالة مازالت في ايدى القوات البحرية تشمل المراكب والمحركات .

من جهته قال محفوظ الكباريتي مسؤول الجمعية الفلسطينية للصيد ومنسق حملة التضامن مع الصيادين في قطاع غزة إلى ان معاناة الصيادين في البحر تزداد بوضع قوات الاحتلال البحرية الإسرائيلية عوامات كبيرة على بعد ثلاثة أميال منصوب عليها أجهزة مراقبة إلكترونية.

وأضاف أن إسرائيل تقوم بمزيد من التضييق والعقوبات على الصياد الفلسطيني من اعتقال وإطلاق النار عليهم وحجز مراكبهم وحسكاتهم ومعداتهم الخاصة لفترات طويلة مما يوقفهم عن العمل.

واعتبر ان هدف إسرائيل بأن يترك الصياد مهنته والذهاب لعمل أخر، حيث يلجأ الصيادون إلى استيراد الأسماك من الخارج لانها تعيش وتتكاثر بين الصخور و المنطقة الساحلية مقابل شواطئ غزة هي منطقة رملية خالية من الصخور تقريبًا، حيث تبعد أقرب منطقة صخرية 8 ميل بحري عن شواطئ غزة. والمنطقة المسموح بها اقل من 3 أميال .

ويعتبر الكباريتي هذه الإجراءات غير قانونية وغير شرعية بظل الصمت العالمي والدولي على تجاوزت إسرائيل البحرية على البحر المتوسط في ظل غياب الضغط الدولي.

ودعا الكباريتي المؤسسات الدولية للوقوف إلى جانب الصيادين الفلسطينيين ورفع "معاناة وظلم الحصار البحري المفروض عليهم، والضغط على السلطات الإسرائيلية للإفراج الفوري عن صيادين فلسطينيين معتقلين لديها.

ويأمل الغزيون وخاصة الصيادون بان تشكل بداية العام الجديد باكورة عمل عربي ودولي لكسر الحصار عن غزة من جهة البحر ليكون منفذا للقطاع المحاصر نحو العالم.