السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المشاركة الفلسطينية في مـيـزان دورة الألعاب العربية

نشر بتاريخ: 29/12/2011 ( آخر تحديث: 29/12/2011 الساعة: 19:05 )
المشاركة الفلسطينية في مـيـزان دورة الألعاب العربية انجازات فردية .. منافسة وندية .. إخفاقات مدوية

كتب : فهد محمد

لكل بداية نهاية وقد انتهت المشاركة الفلسطينية في دورة الألعاب العربية التي أقيمت مؤخرا في مدينة الدوحة القطرية ، وعادت البعثة الفلسطينية إلى ديارها سالمة غانمة ، وقد قدمت ونافست وفق محدودية إمكانيتها المتوفرة ، قليل من الانجاز ، وشرف المحاولة ، وكثير من الإخفاق والسقوط على أعتاب واقع مازال بحاجة إلى مزيد من الجهد والمثابرة ، لتلبية الطموحات والوصول لمبتغى التطلعات . ولذا يمكننا تصنيف المشاركة الفلسطيني في الدورة العربية الأخيرة .

انـجـازات فـردـية

أبطال من ذهب رفعوا الهامات والرايات الفلسطينية خفاقة في سماء دوحة قطر ، وقدموا النموذج المثالي للشباب الفلسطيني الطامح والمقاتل في جبهات الصمود وعلى وقع التحديات والمعيقات الجسام التي تواجه الفلسطيني في كافة مناحي الحياة ...

بيتر بيزنطي _ محمود عمار _ احمد علي _ محمد كحلة _ محمود ادم _ محمود فقيه _ مي خليل _ خميس زقوت _ حسام عزام _ عبد الرحمن أبو وطقه _ محمد فنونة ...

أسماء أثبتت مرة أخرى أن المستحيل ممكن فلسطينياً ، وان الرياضة الفلسطينية عازمة على طلاق المشاركات الشرفية للمنافسة بلا عودة ودون تراجع ، بعد أن ولوجوا منصات التتويج كأبطال في الألعاب الفردية لاسيما منتخب كمال الأجسام المتكون من أربع لاعبين بقيادة الذهبي بيتر بيزنطي وقد حصدوا ميداليات أربعة ، وحصلوا على العلامة الكاملة ، ولاعبي الكاراتيه والتايكوندوا وذوي الإعاقة الخاصة ، بقيادة البطل المتوج بالذهب خميس زقوت ، والذي برهنوا من جديد أن الألعاب الفردية في الوقت الحالي والراهن ، قد تكون السبيل الوحيد والأقرب ، لتحقق فلسطين من خلالها انجازات وميداليات ملونة ، لتحسين ترتيبها ومستواها على المستوى العربي والإقليمي .

مـنـافـسة ونـديـة

لعل الحديث هنا عن العاب جماعية كانت حتى وقت قريب بعيدة عن روح المنافسة ، كما توقع لها الكثير الخروج من الباب الواسع خالية الوفاض ، دون تحقيق نتائج أو حتى أداء مقنع ، إلا أنها أصرت على ترك اثر طيب مبشرة بمستقبل أفضل وأجمل على صعيد تلك الألعاب ، التي نافست بقوة وندية وكانت على مستوى الحدث ومجاراة المنتخبات العربية .

منتخب كرة السلة وبالرغم من الفوز الوحيد الذي حققه على شقيقه السوداني والخسارة في باقي مبارياته إلا انه قدم مباريات قوية وأداء ممتع إمام منتخبات تعد صاحبة باع طويل وخبرة كبيرة في عالم كرة السلة الأسيوية والإفريقية والعربية و استطاع إحراج منتخبات عربية بجحم المنتخب السعودي والكويتي والقطري في بعض أشواط المباريات ، وبقت منافس ومصارعة من اجل التأهل للدور القادم ، حتى الرمق الأخير ، رغما عن صعوبة التجمع الذي واجهت منتخب كرة السلة .

منتخب كرة القدم والتأهل للمربع الذهبي حتى بات قاب قوسين أو ادني من الحصول على الميداليا البرونزية كتكرار لانجاز العام 1999الا أن عامل الخبرة وضعف اللياقة البدنية وضغط المباريات كانت لها كلمة الفصل في عدم الحصول على برونز كرة القدم ، لاسيما الأداء الجيد الذي ظهر عليه لاعبي منتخب كرة القدم في مباريات البطولة من حيث عودة الروح واللعب بفدائية ، والقدرة على الثبات في المستوى في ظل إصابات عديدة ، وغياب عناصر مؤثرة ، عانى منها المنتخب الوطني قبل الذهاب وفي أتون دورة العرب .

الشاطئية وما حققه أبطالها الأستاذ خالد العرقان والشاب الأنيق عبد الرحمن طافش من تقديم مباريات وعروض بطولية أهلتهم للفوز على منتخبات قوية بحجم المنتخب المصري والجزائري والسوداني والتأهل للدورة الثاني رغماً عن عدم وجود مدرب للمنتخب واقتصارها على إداري ، وعدم وجود البديل للاعب طافش الذي أصيب في خضم المنافسة ، بعد أن كانت الشاطئية على مرمى حجر من انتزاع إحدى الميداليات الملونة .

المنافسة في تلك الألعاب شابها الندية والخروج منها كان بشرف وحققت خطوات ايجابية ، وقد تركت رسالة طُبعت بغلاف مفادها أننا قادمون وقادرون على منافسة العرب .

إخـفـاقـات مـدويـة

العاب ومشاركات لم ترتقي إلى الحد الأدنى ، من مستوى البطولة العربية ، والتي جاءت نتائجها مخيب للآمال ومُنيت بخسائر ثقيلة وإخفاقات مدوية ، ولم تقدم ما يذكر في بطولة ودورة العاب عربية للنسيان واستخلاص العبر ، والتحضير والإعداد بشكل أفضل في قادم المناسبات ، خاصة بعض الألعاب الفردية التي كانت دوماً محط أنظار للمتابعين الفلسطينيين ، في حصد ميداليات لاسيما في لعبة المصارعة والمبارزة وتنس الطاولة والجودو والسباحة والعاب القوى " أم الألعاب " التي خرج جميع مشاركينا من الأدوار الأولى دون تحقيق أرقام ، أو خلق نوع من المنافسة .

لعل الخسائر المدوية التي لحقت بمنتخب كرة طائرة " الصالات " اللعبة الشعبية الثانية بعد كرة القدم في فلسطين ، بالرغم من حالة النهوض وانتظام البطولات والمسابقات المحلية في الآونة الأخيرة ، قد عبرت بشكل واضح عن وجود خلل في عملية الاختبار والاختيار ، التي غلب عليها مشاركة لاعبين كبار في السن لم يوفقوا في تقديم حتى فوز واحد ، ناهيك عن عدم الاستعداد الجيد ، والتغاضي عن إقامة معسكر تدريبي مغلق يجمع بين لاعبي المحافظات الشمالية والجنوبية ، بدلا من التجمع في أولى مباراة يخوضها المنتخب في دورة العاب الدوحة العربية .

وهنا لابد من البناء على الانجازات واستغلالها للإضافة عليها وتعزيزها ، ووضع علامات الاستفهام على الإخفاقات والمشاركات الشرفية للحد منها ، مع استياق مبدأ الثواب والعقاب لكافة اتحاداتنا الرياضية المنجزة والمقصرة ، في ظل نهضة رياضية مشهودة بها ، نسعى من خلالها الوصول لحالة المنافسة ، ورفع العلم الفلسطيني خفاقاً في المحافل الدولية .