بجانب القصر الرئاسي التركي- الاسير المحرر ايمن ابو خليل يعقد قرانه
نشر بتاريخ: 30/12/2011 ( آخر تحديث: 30/12/2011 الساعة: 19:02 )
انقرة- معا- اسماعيل شكشك*- في وسط العاصمة التركية أنقرة وعلى بعد أمتار قليلة من قصر الرئاسة التركية بفندق "PARK HOTEL" عقد الأسير المحرر ايمن أبو خليل حفل زفافه مساء أمس الخميس، بعد 18 عاما قضاها في سجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي إلى أن أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجند الإسرائيلي جلعاد شاليط.
والمحرر إبراهيم حماد أبو خليل 36 عاما من سكان قريبة بيت حنينا بمدينة القدس قضى 18 عاما في سجون الاحتلال بتهمة محاولة خطف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين، وحكم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات إلا أن أفرج عنه في الثامن عشر من الشهر الماضي في إطار صفقة التبادل، وابعد هو ومجموعه من الأسرى الفلسطينيين إلى تركيا بموجب الصفقة.
|159983|وحضر حفل الزفاف المئات من أفراد الجالية الفلسطينية في تركيا يتقدمهم السفير الفلسطيني وأبناء الجاليات العربية وممثلين عن جمعيات تركية، بالإضافة إلى جميع الأسرى المحررين والمبعدين إلى تركيا وعائلاتهم والمحررة أمنة منى، حيث عمت الأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية الفلسطينية قاعة الحفل.
السفير الفلسطيني نبيل معروف عبر عن سعادته البالغة بهذا الحفل، مشيرا إلى أن السفارة قدمت كل ما يمكن من تسهيلات في استقبال الأسرى وترتيب ظروفهم المعيشية في تركيا وصولا إلى تزويجهم، متمنيا إتمام إجراءات زواج بقية المحررين.
|159984|وقال معروف: "بعد 18 عاما من الأسر سيعود المحرر ايمن إلى الحياة من جديد ويبدأ في بناء عائلة فمعركتنا الأساسية مع الاحتلال هي معركة ديموغرافيه ونحن نثبت اليوم للاحتلال أن الحياة لن تتوقف رغم كل إجراءاته".
وكان اللافت في حفل الزفاف حجم الاهتمام والتغطية الصحفية من قبل وسائل الإعلام التركية والعربية والأجنبية في تركيا حيث حضرت العشرات من قنوات التلفزيون والصحف لتغطية الحفل وإجراء لقاءات مع الأسرى المحررين ولكنها اصطدمت بالإجراءات الأمنية المشددة التي فرضها الأمن التركي حول المحررين.
"مشاعري ممتزجة ما بين الفرح والسعادة البالغة بالتحرير ونيل الحرية وزواجي، وبين الم الغربة والبعد عن الوطن وعن الأهل في فلسطين وبعدي عن المسجد الأقصى المبارك، ولكن الحرية تبقى أفضل بكثير من عذابات زنازين الاحتلال"، بهذه الكلمات عبر المحرر أبو خليل عن مشاعره وهو يكمل استعداداته للدخول إلى قاعة الفندق لإتمام مراسم الزفاف.
وقال أبو خليل: "تلقينا معاملة خاصة وممتازة من الشعب والحكومة التركية مشكورين حيث وفروا لنا كل وسائل الراحة ولكن المبعد عن أهله ووطنه يبقى يواجه ظروف صعبه ويشعر بألم وحرقة الإبعاد وسنبقى كذلك إلى أن نعود إلى أهلنا ووطنا".
واللافت أن زوجة المحرر ايمن هي ابنة أحد الأسرى الفلسطينيين الذين تم تحريرهم في صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال عام 1978 وتم بموجب الصفقة إبعاده إلى الأردن، حيث شاء القدر أن يرتبط المبعد ايمن بابنة أسير محرر ومبعد أيضا.
أم رامي والدة الأسير عبرت عن سعادتها الغامرة لهذه اللحظات التي انتظرتها منذ عشرات السنوات وقالت: "لم أتخيل أن أعيش هذه اللحظات السعيدة والجميلة فالكلمات تعجز عن وصف مشاعري وأنا أرى ايمن طليقا حرا وهو الآن يعقد قرانه ليبدأ حياته من جديد رغم ما حل به بسبب الاحتلال".
|159985|العريس ايمن عبر حزنه لعدم تمكن جميع أفراد عائلته من الحضور ومشاركته هذا اليوم، حيث حضر عدد قليل من أسرته ولم يتمكن البعض الأخر من الحضور من مدينة القدس بسبب إجراءات الاحتلال، قائلا: "نحن خرجنا من السجون ومن فلسطين ولكن أبقينا قلوبنا هناك ونسأل الله أن يجمعنا قريبا بقلوبنا وأهلنا وباقي الأسرى قريبا في فلسطين".
وردا على سؤال حول مدة الإبعاد إلى تركيا أوضح أبو خليل أن ما وصلهم من معلومات تشير إلى أن اتفاق التبادل لا ينص على فترة محددة للعودة إلى الوطن وإنما هوا إبعاد مطلق إلا مالا نهاية، مشددا على انه وزملائه المحررين سيبقون على نفس النهج في مقاومة الاحتلال بالوسائل الممكنة ولو من خلال شرح معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم.
وشكر أبو خليل الشعب الفلسطيني والمقاومة التي كانت السبب بالإفراج عنهم متمنيا تطبيق الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية على ارض الواقع وسرعة إنهاء الانقسام لان النصر على الاحتلال لن يتحقق إلا بالوحدة الوطنية والتفرغ لمقاومة، حسب تعبيره.
* صحفي فلسطيني يكمل دراساته العليا في تركيا.