الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قناة الجزيرة: اعتقال نجل مؤسس حركة الجهاد بدمشق إبراهيم الشقاقي

نشر بتاريخ: 30/12/2011 ( آخر تحديث: 31/12/2011 الساعة: 10:02 )
بيت لحم- معا- اعتقلت قوات الامن السوري، يوم الجمعة، نجل مؤسس حركة الجهاد الإسلامي.

وقالت قناة الجزيرة، ان القوات السورية اعتقت اليوم في دمشق ابراهيم فتحي الشقاقي نجل الامين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين.

ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه نشطاء معارضون ان قوات الامن السورية فتحت النار على محتجين اليوم الجمعة مما اسفر عن مقتل 12 شخصا على الاقل في حين احتشد مئات الألوف في الشوارع في مظاهرات مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن خمسة من افراد قوات الامن لاقوا حتفهم ايضا في اطلاق رصاص في مدينة حمص.

ورشق متظاهرون مصممون على إظهار قوة حركتهم لمراقبي الجامعة العربية الذين انتشروا في المناطق الساخنة في أنحاء متفرقة من سوريا قوات الأمن في ضاحية دوما بريف دمشق وأطلقت القوات الغاز المسيل للدموع على الحشود التي كانت تردد هتافات.

وقتل خمسة أشخاص في مدينة حماة وقتل خمسة آخرون في مدينة درعا في جنوب البلاد.

واورد المرصد السوري لحقوق الإنسان تقارير بشان القتلى في حماة ودرعا.

وأضاف أن قوات الأمن قتلت شخصين بالرصاص وأصابت 37 آخرين في محافظة إدلب في شمال البلاد.

وقال نشطاء إن 20 شخصا على الأقل أصيبوا في ضاحية دوما بريف دمشق. وافاد تقرير واحد على الأقل أن منشقين من الجيش السوري اشتبكوا مع قوات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو شبكة معارضة تنقل تقارير النشطاء إن نحو 250 ألف شخص تجمعوا بعد صلاة الجمعة في 74 مكانا مختلفا في محافظة إدلب في شمال البلاد.

وقال أبو هشام وهو ناشط من حماة "اليوم مختلف عن أي يوم جمعة آخر. إنها خطوة فارقة. يتوق الناس للوصول إلى المراقبين وإبلاغهم بمعاناتهم."

وفي حمص وهي مركز للانتفاضة التي انطلقت قبل تسعة أشهر أظهرت لقطات عرضها تلفزيون الجزيرة حشدا هائلا لمحتجين يرقصون ويرددون هتافات تدعو للثورة. وكانوا بالآلاف فيما يبدو.

وفي ضاحية برزة بدمشق تجمعت كذلك حشود غفيرة ورفع محتجون لافتات تنتقد المراقبين وتندد بالرئيس السوري.

ويقول نشطاء في مدينة إدلب إن الجيش نقل أسلحته الثقيلة بعيدا عن الأعين.

وقال ناشط يدعى مناهل وهو عضو في لجنة التنسيق المحلية "نقلت قوات الأمن بعض دباباتها من شوارع المدينة ووضعتها وراء مبان تقع بعيدا." وأضاف "نقلوا الدبابات بعيدا عن الشارع الرئيسي. ونقلوا بعضها إلى مخابئ."

ووقع الاسد خطة وضعتها الجامعة العربية لسحب الاسلحة الثقيلة والقوات من مدن سورية مضطربة. وتقول الامم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا في مارس آذار وإن كثيرين قتلوا بعد إطلاق النار عليهم في احتجاجات سلمية لكن آخرين قتلوا في هجمات شنها منشقون وأعمال دفاع عن النفس.

وقوبلت البعثة العربية بتشكك كبير من البداية بسبب تشكيلها وقلة عدد مراقبيها واعتمادها على إمدادات من الحكومة السورية وتقييمها الأولي الذي قال فيه رئيس البعثة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي وهو سوداني الجنسية إن الوضع "مطمئن."

وشكك الغرب يوم الأربعاء فيما قاله الدابي لكن روسيا حليفة دمشق قبلت التقييم.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في موقعها على الانترنت "بالنظر إلى التصريحات العلنية التي أدلى بها رئيس البعثة مصطفى الدابي الذي ذهب في أولى زياراته إلى مدينة حمص... يبدو الوضع مطمئنا."

ولكن الدابي الذي ربط البعض اسمه بجرائم حرب في إقليم دارفور السوداني في التسعينيات تراجع اليوم الجمعة عن تصريحاته. وقال بيان للبعثة إن التقارير "بدون أساس وغير صحيحة" وأضاف البيان أن جميع بيانات البعثة القادمة ستكون مكتوبة.

وكانت لقطات فيديو صورها نشطاء في حمص على مدى الشهور المنصرمة قد أظهرت سلسلة من عمليات القتل والتدمير يقوم بها الجيش السوري وقتل مئات المدنيين بالمدينة.

وقال اليستير بيرت وزير شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في بريطانيا في بيان " للاسف تشير التقارير إلى أن العنف مستمر في سوريا على مدى الايام القليلة المنصرمة.

"أحث الحكومة السورية على الوفاء التام بالتزاماتها مع الجامعة العربية بما في ذلك وقف القمع على الفور وسحب قوات الأمن من المدن. يجب أن تسمح الحكومة السورية لبعثة الجامعة العربية بالتحرك بدون قيود وباستقلال."

وفي بروكسل ذكر متحدث باسم كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد "يحث سوريا على الالتزام بخطة العمل التابعة للجامعة العربية بكل عناصرها" بما في ذلك "الوقف الفوري للعنف والافراج عن السجناء السياسيين وسحب الجيش من المدن."

وقال قائد الجيش السوري الحر الذي يضم عسكريين من المعارضة السورية اليوم إنه أصدر أمرا لضباطه بوقف كافة الهجمات على قوات الأمن الحكومية لحين عقد اجتماع مع مبعوثين من الجامعة العربية يراقبون التزام الرئيس السوري بشار الاسد بخطة سلام.

وقال العقيد رياض الأسعد إن مقاتليه لم يتمكنوا حتى الان من الحديث مع المراقبين في أول أسبوع من مهمتهم التي تستمر شهرا وإنه مازال يحاول الاتصال بهم على نحو السرعة.

وأضاف الأسعد في اتصال تليفوني مع رويترز اليوم "أصدرت أمرا بوقف كل العمليات من اليوم الذي دخلت فيه اللجنة سوريا يوم الجمعة الماضي. كل العمليات ضد النظام ستتوقف إلا في حالة الدفاع عن النفس."

وقال "لقد حاولنا التواصل معهم وطلبنا اجتماعا مع اللجنة وحتى الان لم يتحقق ذلك ولم نحصل على اية ارقام (الهواتف) التي طلبناها لأعضاء اللجنة ولم يتصل بنا احد."

ولم يعرف بعد صدى الأمر الذي أصدره الأسعد الموجود في تركيا للمسلحين السوريين المعارضين للأسد داخل سوريا. وأظهرت لقطات فيديو التقطها مقاتلون هذا الاسبوع كمينا لمجموعة من الحافلات التابعة للجيش قال نشطاء إن أربعة جنود قتلوا فيها.

وبدأ الجيش السوري الحر الذي يضم آلاف المنشقين عن الجيش السوري ويموله سوريون في الخارج في شن هجمات خلال الشهور الثلاثة المنصرمة وتخلى عن الاكتفاء بالدفاع عن معاقل المعارضة في البلاد.

وقد تكون قرارات الجيش السوري الحر مهمة لأي خطة سلام.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات السورية قتلت أربعة أشخاص بينهم منشقان في كمين ببلدة تلكلخ بالقرب من الحدود اللبنانية.

وواجهت فرق المراقبة عدة مشاكل بداية من حالة العداء حين تظهر برفقة الجيش السوري إلى إطلاق نار عشوائي وقطع للاتصالات.

ولم تتمكن البعثة إلى الآن من وقف العنف المستمر منذ تسعة أشهر في إطار التعامل مع محتجين يطالبون الأسد بالتنحي.

وقلل عضو في الجامعة العربية من منطقة الخليج من التوقعات بشأن البعثة التي لم يروج لها قط على أنها عملية لحفظ السلام.

وقال الموفد لرويترز إنه حتى لو جاء تقرير البعثة سلبيا فإنها لن تكون "جسرا للتدخل الأجنبي" ولكنه يشير فقط إلى أن "الحكومة السورية لم تنفذ المبادرة العربية."

وأضاف "الوفد لا يستهدف البحث أو التفتيش عن شيء عدا هذا. إنه ليس بعثة لتقصي الحقائق أو لجنة تحقيق... الهدف من اللجنة هو إبلاغ الجامعة العربية بما إذا كانت سوريا ملتزمة بسحب جيشها من المدن والتحقق من إطلاق سراح الذين احتجزوا أثناء الحوادث في الآونة الأخيرة والتحقق مما إذا كانت وسائل الإعلام العربية والدولية قادرة على تغطية الأوضاع بحرية."

وتقول سوريا إنها تواجه حاليا إسلاميين متشددين موجهين من الخارج وانهم قتلوا أكثر من ألفين من أفراد الأمن السوريين. ولا تنفي مصادر بين النشطاء أن عددا كبيرا من أفراد الامن السوريين قتلوا.

وتمنع السلطات السورية معظم وسائل الاعلام الأجنبية من العمل في سوريا مما يحول دون التحقق من الروايات على الارض.