استطلاع: 53% من سكان العالم يشعرون بالسعادة والفلسطينيون في اسفل السلم
نشر بتاريخ: 31/12/2011 ( آخر تحديث: 31/12/2011 الساعة: 19:17 )
بيت لحم -معا- اظهر استطلاع دولي في اليوم الأخير من العام 2011 حول السعادة من قبل مؤسسة (WIN – Gallup International)، والذي أجري في أكثر من (58) دولة على عيّنات عشوائيّة بلغت (52.913 ) مستجوبا ً يغطون الأغلبيّة العظمى من سكان العالم والذي تجريه المؤسسة المذكورة في مثل هذا اليوم من كلّ نهاية عام منذ 1977 – بأنّ الآمال الضعيفة في تحسّن الإقتصاد لم تستطع إخماد الشعور بالسعادة بحلول العام الجديد. فعندما سئل المستجوبون "هل أنت سعيد أم تعيس ؟" أجاب (40 %) بأنهم سعداء وهؤلاء "السعداء" يفوقون "التعساء" بحوالي (40 %) من النقاط.
وتعتبر مؤسسة (WIN – Gallup International أكبر شبكة عالميّة مستقلّة لأبحاث السوق ولشركات ومراكز استطلاعات الرأي العام في جميع أنحاء العالم حيث تضمّ (67) شركة ومؤسسة من أكبر الشركات المستقلّة في العالم وتغطي (89.0 %) من السوق العالميّة ولا يُسمح فيها باشتراك أكثر من عضو ٍ واحد في كلّ دولة. وانضمّت هذه الشركات مع بعضها البعض لتشكّل برنامجا ً عالميّا ً يتمّ على أساسه تبادل الأعمال على المستوى العالميوتقديم أرفع مستوى من الخبرة والمهنيّة وخدمة العملاء. ويمثّل الأراضي الفلسطينيّة فيها المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي العام الذي يرأسه د. نبيل كوكالي.
وكانت هذه الإستطلاعات الدوليّة مخصّصة فقط لسير تطلّعات الشعوب تجاه الأوضاع الإقتصاديّة، غير أنّه أُضيف للأسئلة في هذا العام سؤال واحد حول السعادة. ومن أهمّ نتائج الإستطلاع الحالي هو أنّ الحصول على السعادة يكون مدعوما ً بآمال تحسّن الوضع الإقتصادي، غير أنّ "السعادة" غالبا ً ما ترفض أن تكون خاضعة ً للتشاؤم الإقتصادي. وعليه نجد أنّ (42 %) من المتشائمين عالميّا حول التوقعات الإقتصاديّة لعام 2012، وبالأخصّ في معظم الدول الأوروبيّة، يقولون بأنهم يشعرون بالسعادة بشكل ٍ عام. كما ويظهر الإستطلاع بأنّ الشعوب التي تكافح بشدّة للتحرك إلى الأعلى على سلّم الإقتصاد العالمي "ينتجون" الكثير من الناس "التعساء" مثل الصين التي وصلت فيها "السعادة الصافية" إلى حوالي نصف المعدّل العالمي، أي بحدود (25 %)، في حين نجد مثلا ً أنّ الإسبان "المضغوطين" اقتصاديّا ً أظهروا (55 %) من "السعادة الصافية". وقد يكون الشعور بالسعادة إحدى السمات الحضاريّة.
واستنادا إلى البارومتر العالمي للسعادة حسب استطلاع مؤسسة (WIN-Gallup International)، فإنّ (53 %) من سكان العالم يقولون بأنهم يشعرون بالسعادة في حين أنّ (13 %) فقط يقولون بأنهم "تعساء" و (31 %) أجابوا بأنهم ليسوا سعداء ولا تعساء و (3 %) رفضوا الإجابة.
ماذا يجعل الناس سعداء ؟
من الصعب معرفة بالضبط ما يجعل الناس سعداء، فقد يتعذّر ايجاد إجابة محددّة لذلك، غير أنّ هذا الإستطلاع الدولي خرج بهذا الخصوص بنتائج مهمّة وهي:
الوضع النسبي وليس النقود ما "يشتري" السعادة:
يبيّن الإستطلاع الدولي الذي أجري في (58) دولة تغطي الأغلبيّة العظمى لسكان العالم بأن ليس كميّة النقود بل الوضع النسبي الذي يتمتّع به الفرد في مجتمعه هو الذي يجعله يشعر بالسعادة. لقد شمل الإستطلاع أكثر الدول فقرا ً في العالم التي يقلّ فيها معدّل الدخل السنوي للفرد عن 1.000 دولار أمريكي وأكثر الدول غنى ً في العالم التي يعادل فيها متوسّط دخل الفرد السنوي حوالي 50 ضعف الدخل المذكور أعلاه. ولكن عندما دار الموضوع حول "السعادة" كان الوضع النسبي الذي يتمتّع به الفرد في مجتمعه هو العامل المقرّر لمدى السعادة.
منتصف العمر يُجهد السعادة:
أظهرت نتائج الإستطلاع الدولي بأنّ الأشخاص في منتصف العمر (51 – 65 عاما ً) هم أقلّ فئة تشعر بالسعادة (نسبة "السعادة الصافية" 33 %)، مقارنة ً بفئة الشباب التي تقلّ أعمارهم عن 30 عاما ً(نسبة "السعادة الصافية" 44 %) وفئة كبار السنّ ما فوق 65 عاما ً (نسبة "السعادة الصافية" 43 %).
البطالة والتقاعد:
بيّن الإستطلاع انخفاضا ملحوظا عن المعدّل في نسبة "السعادة الصافية" بين أولئك العاطلين عن العمل والمتقاعدين حيث بلغت نسبة "السعادة الصافية" عند العاطلين عن العمل (20 %) فقط وهي أقلّ من نصف المعدّل العام في كلّ بلد، فيما بلغت عند المتقاعدين (34 %).
الإيمان يعزّز السعادة:
كشف الإستطلاع الدولي أيضا ًعن أنّ أولئك الذين "لا ديانة" لهم يشعرون بسعادة أقلّ (27 %) مقارنة بمن لهم مذهب ديني حيث بلغت النسبة لدى المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت (54 %) لكلّ منهما، يلي ذلك اليهود (50 %) ثمّ الهندوس (43 %) والمسلمون (42 %). وأظهرت فئة دينيّة واحدة هم المسيحيون الأرثوذكس سعادة أقلّ من المعدّل (28 %).
يبدو ذلك، فقد أظهرت نتائج الإستطلاع بأنه بالرغم من أنّ الأوروبيين الغربيين بشكل ٍ عام والإسبان بشكل ٍ خاصّ أقلّ أملا ً من الأمريكيين من حيث التحسّن الإقتصادي، غير أنهم قد أحرزوا نسبة أعلى بكثير من الأمريكيين في "السعادة الصافية"، فقد أحرزت أمريكا الشمالية (31 %) مقارنة ً ب (50 %) لأوروبا الغربية بشكل ٍ عام و (55 %) للإسبان المتشائمين اقتصاديّا ً. وأحرزت إفريقيا كقارة (66 %) من "السعادة الصافية" وأمريكا اللاتينيّة (63 %).
وقد علّق السيّد جين-مارك ليغر بصفته رئيس مؤسسة (WIN-Gallup International) على نتائج هذا الإستطلاع الدولي بقوله: " أنّ مراكز استطلاع الرأي وصنّاع السياسة يتعلّمون من بعضهم البعض. وبالنسبة لنا، فقد أخذنا التلميح بذلك من رئيس الوزراء البريطاني كميرون الذي كلّف بإجراء دراسة على السعادة بين البريطانيين وامتدّت هذه على مستوى دولي ولو أنها كانت مقتصرة على سؤال ٍ واحد جوهري وبسيط وهو:" هل تشعر بسعادة أم بتعاسة أم بلا أحد منهما ؟" حيث كانت النتائج في جميع أنحاء العالم بنّاءة بشكل ٍ ملحوظ من حيث خلفيّاتها والعوامل التي تجعل الإنسان سعيدا ً. فهل هذه العوامل مثلا ً المال أم الوضع الإقتصادي النسبي ؟ وهل السعادة تزيد أم تقلّ مع التقدّم بالعمر وهل تلعب الحضارة أو الثقافة دورا ً في السعادة ؟ والنتيجة الرئيسيّة في انطلاقة العام 2012 مطمئنة وهي أنّ التشاؤم من الوضع الإقتصادي لا يستطيع أن يسيطر على رغبة الفرد في أن يشعر بالسعادة، فالسعادة الصافية على مستوى العالم ايجابيّة جدّا ً، متمنيّا ً للجميع سنة جديدة وسعيدة".
أما بالنسبة للأراضي الفلسطينيّة، فقد كانت نتائج الإستطلاع على النحو التالي:
حول سؤال:" بالقدر الذي يخصّك أنت شخصيّا ً، هل تعتقد بأنّ عام 2012 سيكون أفضل أم أسوأ من عام 2011؟" أجاب (64.4%) أفضل ، (12.6%) أسوأ ، (22.4%) لا تغيير ، (0.6%) أجابوا "لا أعرف".
ورداً عن سؤال:" مقارنة ً بالعام الحالي، هل تعتقد بأن العام القادم سيكون عام ازدهار اقتصادي أم عام عسر اقتصادي أم لن يكون هناك تغيير؟" أجاب (20.6%) ازدهار اقتصادي ، (46.5%) عسر اقتصاديّ ، (31.9%) لن يكون هناك تغيير، (1.0%) أجابوا "لا أعرف".
وجواباً عن سؤال:" بالقدر الذي يعنيك أنت شخصيّا ً، هل تشعر بسعادة أم بتعاسة أم لا بسعادة ولا بتعاسة في حياتك؟" أجاب (31.5%) بسعادة ، (24.6%) بتعاسة ، (43.0%) لا بسعادة ولا بتعاسة ، (0.9%) أجابوا "لا أعرف".
ورداً عن سؤال:" بشكل ٍ عام، هل تفكّر بأنّ الهجرة، بما في ذلك جلب عمالة من الخارج، شيءٌ جيّد أم سيّء لبلدنا؟" أجاب (28.6%) شيء جيد ، (46.0%) شيء سيّء ، (24.1%) لا جيّد ولا سيّء ، (1.3%) أجابوا "لا أعرف".
وحول سؤال:" بصرف النّظر عمّا إذا كنت تواظب على مكان ٍ للعبادة أم لا، كيف تصف نفسك؟" أجاب (65.2%) شخص متديّن ، (28.8%) شخص غير متديّن ، (3.8%) شخص ملحد باقتناع ، (2.2%) أجابوا "لا أعرف".
وجواباً عن سؤال:"هل مررت بأوقات خلال الإثني عشرة شهرا ً الماضية لم يكن فيها لديك و/أو لأسرتك ما يكفي للأكل؟" أجاب (17.3%) مرارا ً، (34.3%) أحيانا ، (21.1%) نادرا ، (21.6%) أبدا ً، (5.8%) أجابوا "لا أعرف".
ورداً عن سؤال:"هل قمت خلال فترة الإثني عشرة شهرا ً الماضية بأي عمل ٍ تطوّعي كرّست من خلاله وقتا ً لمؤسسة غير ربحيّة دون أن تتقاضى بالمقابل أي أجر ٍ أو راتب؟" أجاب (43.0%) نعم، (49.0%) لا ،(8.0%) أجابوا لا أعرف
وحول سؤال:"هل تعتقد بأنّ العالم في السنة القادمة (2012) سيكون أكثر سلما ً (بقليل ٍ من الحروب والإرهاب) أو أقلّ سلما ً عن السنة الحاليّة (2011)، أو أنّه لن يكون هناك فرق بينهما؟" أجاب (26.4%) أكثر سلما ً ، (29.7%) أقلّ سلما ً، (40.9%) لا فرق ، (3.0%) أجابوا "لا أعرف".
وحول سؤال:" بالقدر الذي يعنيك أنت شخصيّا ً، هل تعتقد بأن الإحتجاجات المتعلّقة بالإقتصاد والخلافات الصناعيّة في فلسطين ستزيد في عام 2012 أم ستقلّ أم ستبقى كما هي بدون تغيير؟" أجاب (31.9%) ستزيد ، (14.5%) ستقلّ ، (29.9%) ستبقى كما هي بدون تغيير ، (23.7%) أجابوا "لا أعرف".
تعليق د. نبيل كوكالي على نتائج هذا الاستطلاع:
في تعليق ٍ له على نتائج هذا الإستطلاع قال الخبير الإقتصادي و رئيس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي ، الدكتور نبيل كوكالي:"كما هو الحال في نهاية كلّ عام منذ 1977، أجرت مؤسسة غالوب انترناشيونال / الشبكة العالميّة المستقلّة لأبحاث السوق وأعضاؤها المنتسبون هذا الإستطلاع الدولي ليس فقط لسبر آمال وتطلعات سكان العالم بخصوص الوضع الإقتصادي في السنة القادمة، ولكن أيضا ً حول موضوع "السّعادة". ولقد كشف الإستطلاع الذي أجريناه هنا في مناطقنا الفلسطينيّة بأنّ شعبنا الفلسطيني في أسفل سلّم السعادة بين شعوب العالم. معدّل دخل الفرد الفلسطيني ما قبل الأخير، فليس وراءه على القائمة سوى أفغانستان. غير أنّ العامل الحاسم لتعاستنا هو الإحتلال الإسرائيلي بقبضته الخانقة على جميع نواحي حياتنا. فالشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد المحتلّ على وجه هذه الأرض. فكيف إذن بإمكان هذا الشعب أن يكون سعيدا ً ؟!! ولكن بالرغم من كلّ ذلك، فالفلسطينيّون لم يفقدوا الأمل في مستقبل ٍ أفضل وفي سنة جديدة أكثر سلما ً. بهذا المعنى يتمنى لكم المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي بكلّ حبّ وإخلاص عاما ً جديدا ً سعيدا ً يعمّه السّلام والرخاء، وكلّ عام وأنتم جميعا ً بألف خير"
وأضاف أيضاً بأن:" شعور الأغلبية من الجمهور الفلسطيني بأن العام القادم سيكون عام عُسراً اقتصادياً يشير بوضوح الى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية فقرار الولايات المتحدة بوقف المساعدات للأارضي الفلسطينية وشح المساعدات الاقتصادية المقدمة من الدول المانحة سيربك الاقتصاد المحلي ويضر بدخل الفئات العاملة التي تعتمد عليها بشكل خاص و على الجمهور الفلسطيني بشكل عام، مشيراً بأن ميزانية السلطة الفلسطينية تعتمد اعتماداً كبيراً في فترة الإحتلال هذه - وعدم التمكّن من تحرير الإقتصاد الفلسطيني من قبضة الإحتلال الإسرائيلي – على مساعدات الدول المانحة لها.
وبين الدكتور كوكالي أن الأراضي الفلسطينية جاءت في هذا الاستطلاع الدولة قبل الأخيرة بالنسبة لمقارنة دخلها مع باقي الدول المشاركة والأخيرة في مؤشر السعادة والأمل، في حين ان دول أوروبية غربية مثل سويسرا والدانمرك حصلت على المرتبة الأولى. وبيّن أن هناك ارتباطاً واضحاً بين الوضع الاقتصادي للأسرة وبين مؤشر السعادة لتلك الأسرة.
وقال الدكتور كوكالي أن أغلبية الجمهور الفلسطيني تعتقد أن العام القادم سيكون أقل سلماً عن السنة الحالية وهذا التشاؤم نابع من شعورهم بأن الأوضاع الاقتصادية لهذا العام ستزداد سوءاً عن السنوات الماضية . واختتم تعليقه بقوله بأن "الأمن الإقتصادي جزء لا يتجزّأ من أمن المواطن، وعليه فهوعامل أساسي لتحقيق السّلام".
المنهجيّة:
البارومتر العالمي للأمل واليأس تقليد سنويّ عريق بدأ الشروع به تحت رئاسة د. جورج غالوب في عام 1977 ويُجرى كلّ عام منذ ذلك التاريخ. وقد أجري هذا العام من قبل الشركات والمراكز المنتسبة لمؤسسة (WIN-Gallup International) في (58) دولة حول العالم.
عيّنة الدراسة والعمل الميداني:
بلغ العدد الإجمالي للمستطلعين (52.913) شخصاً. وقد بلغت العيّنة التمثيليّة في كلّ بلد حوالي 1.000 شخص، ذكور وإناث. وأجريت المقابلة إمّا وجها ً لوجه (في 35 دولة لعدد 34.320 شخصا ً) أو عن طريق الهاتف (في 13 دولة لعدد 11.384 شخصا ً) أو عن طريق الإنترنت / أون لاين (في 10 دول لعدد 7.156 شخصا ً). وأجري العمل الميداني خلال الفترة من تشرين ثان ٍ / نوفمبر لغاية كانون أوّل / ديسمبر 2011. وبلغ هامش الخطأ بشكل عام لهذا النوع من الدراسات (+ 3 – 5 %) عند مستوى ثقة (95 %).
وقد تمّ احتساب المعدّل العالمي حسب حصّة السكان البالغين الممثّلين للدول التي خضعت للدراسة.