ابو الحاج: مركز أبو جهاد بجامعة القدس يجسد تضحيات وارث الحركة الأسيرة
نشر بتاريخ: 01/01/2012 ( آخر تحديث: 01/01/2012 الساعة: 03:10 )
القدس- معا- قال فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس أن المركز يعمل على ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في تجميع أرشيف وطني للحركة الوطنية الاسيرة وانشاء متحف دائم وابدي للحركة الاسيرة وموسوعة فلسطينية عن معاناة المعتقلين وتجاربهم النضالية مؤكدا على ان الحرب مع الطرف الاخر في جزء مهم منها هي حرب اعلامية بامتياز .
واوضح ابو الحاج خلال لقاء الاربعاء لنادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين الفلسطينيين بادارة رئيسه محمد زحايكة في مقهى الكتاب الثقافي – المكتبة العلمية وبرعاية من مجموعة حمودة الاستثمارية ان المحور الاول يشمل كل ما كتب داخل السجون حيث انبثق عن ذلك مكتبة تتحول تدريجيا الى مكتبة الكترونية الاولى من نوعها في فلسطين بل وفي العالم الذي شهد حركات تحرر وطني .
واشار الى ان وفدا من جنوب افريقيا قد تفاجأ بحجم الوثائق وكم المعلومات في المركز وان الفضل في هذا يعود الى القرار السياسي الجريء من قبل الحركة الوطنية الاسيرة بالاضراب عن العمل في السجون منذ عام 1968 ما ادى الى تعزيز التراث الثقافي والنضالي للاسرى .
مساق تاريخ الحركة الاسيرة
واضاف ان مساقا تدريسيا في جامعة القدس عن تاريخ الحركة الاسيرة الفلسطينية معمول به منذ عامين وان الجامعات الفلسطينية الاخرى فور تبنيها هذا المساق الاكاديمي تحصل على كافة التسهيلات اللازمة من المركز الذي يزودها بالمكتبة الالكترونية الخاصة بالاسرى واية متطلبات اخرى .
واشار الى ان المساق يتفاعل مع المجتمع الفلسطيني ، ونعمل على تطويره باستمرار واذا ما رغبت جامعة اجنبية في تبنيه ، فنحن على استعداد تام للتعاون في هذا المجال. وبخصوص المتحف فانه يشتمل على كل ما انتجه الاسرى داخل السجون من اعمال فنية رائعة بامكانيات بسيطة من اعواد كبريت و خيطان ودبق وكرتون ووهي تعتبر من افضل التحف الفلسطينية وفي صلب الفن التشكيلي الفلسطيني ، ويرمز الاسرى في اعمالهم لمعاني سامية وتراثية وتاريخية مثل قبة الصخرة المشرفة التي تعني ان هذا هو وطننا ولن تنازل عنه تحت اي ظرف من الظروف وكذلك سفينة العودة وتحف اخرى متعددة الاشكال والانواع والمعاني الرمزية.
اما بشأن الموسوعة فسوف يتم انجاز القسم الاول قريبا في حين يجري العمل على بقية الاجزاء لتوثيقها وضمها الى الموسوعة الفلسطينية الرائعة والمدهشة.
ايام الانتداب ..
وأكد ابو الحاج ان كل الطاقات تصب من اجل النهوض بهذه المؤسسة الفريدة بامتياز في تاريخ الشعب الفلسطيني الذي هو بحاجة ماسة الى توثيق تلك الاعمال الكفاحية البطولية في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.. حيث اننا لم نتجاهل حتى تراث الحركة الاسيرة ابان الانتداب البريطاني الذي اخذ عنه الاسرائيليون اساليب التعذيب الرهيبة حيث تمت مقابلة بعض الاحياء ممن تعرضوا لصنوف التعذيب الوحشي حينما كان الاسير يلقى في بئر ماء فارغ اسابيع طويلة في محاولة لكسر ارادته بل الى شل وتعطيل تفكيره الانساني والدفع به الى الانهيار العصبي وهو يشبه اساليب العزل في الزنازين الانفرادية الحالية .. !
ونوه الى مصيبة تتمثل في جهل قطاعات واسعة من الاجيال الجديدة بماهية الحركة الاسيرة ، لذا يجري العمل على حث المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لزيارة هذا الصرح الفلسطيني المهم الذي اصبح مزارا وقبلة لطلبة وطالبات المدارس وفئات واسعة من الشعب الفلسطيني وبات يشكل ظاهرة تشبه ما يسمى متحف " الكارثة والبطولة" لدى الطرف الاخر..! وان كل حجر وكل زاوية في مركز الاسرى تحكي حكاية معاناة هذا الشعب الجبار الذي وصل عدد معتقليه منذ الاحتلال حتى اليوم قرابة المليون معتقل.. وهو عبارة عن جهد متكامل يشد بعضه بعضا ..وبهمة الجميع سيبقى ويتطور ويستمر.
البدايات ..
وكان ابو الحاج قد استعرض بداية انطلاقة المركز بتشجيع من أ.د. سري نسيبة بعد خروجه من السجن اثر صفقة التبادل الشهيرة عام 1985 ونتيجة للقلق من من اندثار النتاج الادبي للمعتقلين بسبب مداهمات ادارات السجون ومصادرته او اتلافه .. كان لا بد من التفكير بطريقة لتوثيق هذا التراث والنتاج الادبي للمحافظة على تراث الشعب الفلسطيني العظيم الذي دخل ثلثه السجون والمعتقلات الاسرائيلية .. وبالتالي هناك تجربة جماعية عظيمة متناثرة في ثنايا هذا الارث الثقافي الكبير و بصفتي فلاح من كوبر قضاء رام الله دخلت السجن اميا وخرجت والحمدلله باحثا صدر لي خمسة مؤلفات حتى الان .. وحتى تتجسد هذه الفكرة على الارض زودني أ.د. سري نسيبة ايام كان محاضرا في جامعة بيرزيت بجهاز كمبيوتر حيث حصلت بالتزامن مع ذلك على رعاية من الراحل فيصل الحسيني الذي وفر للأسرى المحررين آنذاك دورات مجانية في عدة مجالات منها الصحافة والكمبيوتر حيث حصلت على دورة صحافة في بيرزيت ودورة كمبيوتر في المركز العلمي في القد . لتكون البداية والانطلاقة فيما بعد من غرفة صغيرة وكم هائل من الوثائق قمت بدفنه في باطن الارض التي لا تبوح باسرارها ، بطريقة معينة قبل ان يتم اعتقالي لعدة مرات في بداية الانتفاضة الاولى .. لنعاود متابعة مسيرة المركز عام 1997 عندما استلم نسيبة ادارة جامعة القدس.. لننتقل الى شقة واسعة في ام الشرايط .. وعندما لمس اعضاء مجلس الادارة بعد مرور حوالي ستة شهور حجم الوثائق حول الحركة الاسيرة تشجعوا لدعم المركز وتطويره على كافة الصعد .
اقتراحات .. تساؤلات .. ومداخلات
وتساءل الكاتب محمد موسى سويلم عن طبيعة العلاقة التي تربط المركز بجامعة القدس وحول اسلوب توثيق انتاج الاسرى من مقالات او رسائل شخصية وهل مسموح الاطلاع عليها للجميع ؟ وهل هناك كوادر مؤهلة لتدريس تاريخ الحركة الاسيرة.
وقدم الكاتب نبيل الجولاني العديد من الاقتراحات المفيدة تتعلق بدعوة لمؤتمر دولي لنصرة الحركة الاسيرة الفلسطينية والعمل على تبييض السجون وضرورة ان يكون هناك رواة من موظفين او بشكل الكتروني لرواية معانيات الاسرى في المركز وتحديدا الحالات الانسانية ومعاناة الاهل في الزيارات وغياب رب الاسرة وغير ذلك والتركيز على فضح صلف وعنجهية السياسة الاسرائيلية واجراءاتها بحق الاسرى على الدوام ووصف المركز بانه مفخرة للشعب الفلسطيني .
وقال الكاتب محمد خليل عليان اسير محرر ان مركز ابو جهاد انجاز وطني فلسطيني بحاجة ماسة له ما دامت هناك حركة أسيرة وما دام هناك احتلال يفرض نضالا وطنيا . وان تراث الاسرى حفل باشكال ابداعية عديدة من تحف ورسومات واغاني وقصائد واعمال مسرحية وروائية ومنشورات ادبية متنوعة .. ولا بد من استضافة المعتقلين في المركز والاطلاع على تجاربهم في التحقيق والاضراب عن الطعام والنضالات المختلفة واضراب العمل في عسقلان الذي كان له اثرا كبيرا على تطور الوعي النضالي للحركة الاسيرة.
واشار الى اساليب التعذيب البشعة التي تعرض لها الرعيل الاول من المعتقلين في صرفند وغيره من مراكز التحقيق والتعذيب من خلع اظافر واسنان وغير ذلك.. لنقل هذه التجارب الحية الى ابنا شعبنا في كل مكان .
ودعا المركز الى الخروج اكثر الى خارج جدران المركز والنزول الى الميدان والتفاعل مع هموم الحركة الاسيرة. وطالب الاعلامي حاتم خويص ان يكون التوثيق مهنيا والارشفة ممتازة لتسهيل الاستفادة منها للراغبين والباحثين.
واعتبر ان السجون بمثابة جامعات وقلاع وطنية اثرت الحركة الادبية والفكرية الفلسطينية ومن الضروري المحافظة عليها. ودعا المتهم بالشأن الثقافي عماد منى الى الاستفادة من وسائل الحداثة والعصرنة من مواقع الكترونية وفيس بوكات للتواصل مع العالم وان تكون ان امكن بعدة لغات اجنبية واثنى على الثقة التي منحها شعبنا من اسر وعائلات الحركة الاسيرة لمركز ابو جهاد من خلال تسليمه وئائقهم ومنتجاتهم النادرة لحفظها في المركز.
وتناول المحامي صالح محاميد قضايا سجون المقابر وظاهرة العزل الرهيبة التي يجب ملاحقتها قانونيا واعلاميا بشكل افضل واستفسر المخرج رائد دزدار عن العلاقة التي تجمع بين وزارة الاسرى ونادي الاسير ومركز ابوجهاد وضرورة اطلاق متحف متنقل للاسرى في مدن ومحافظات فلسطين فيما طالب عارف ناصر الدين المركز التواجد في حركات التضامن مع الاسرى من مسيرات واعتصامات وغير ذلك .
ردود سريعة ..
ولخص ابو الحاج ردوده بالتأـكيد على ان المركز جزء اصيلا من جامعة القدس وهو يحمل رسالة انسانية من عمق معاناة الاسرى وقيمهم ومبادئهم الوطنية وضرب مثالا على ذلك كتاب " كلمات على جدران الليل" الذي يشمل على مقتطفات انسانية من رسائل الاسرى الى زوجاتهم وعائلاتهم بالتعاون مع الكاتب حسن عبد الها. واوضح ان مدرسي المساق هم من حملة الشهادات العلمية والاختصاص والمركز يعتبر جميع الفصائل خطا احمر لا يمكن تجاوزه وممنوع التمييز بين فصيل واخر وانه حصل على ثلاثة الاف ملف فقط من المحامية ليئا تسيمل وهو شرف عظيم للمركز ان يحتضن هذا الارث الاعتقالي العظيم .
وتطرق الى مؤتمرات حول الاسرى عقدت في الجزائر والمغرب ومعرض شموع الحرية المتنقل الذي عرض في معظم محافظات الوطن وفي مخيم الوحدات في عمان والجزائر والشارقة وافتتحه مسؤولون كبار وفكرة سفينة لاهاي المتنقلة التي ستجوب العالم لنقل معاناة اسرى الحرية لتحقيق اهم مطالب الحركة الاسيرة من اطلاق سراح الاسرى القدامى والمرضى والاسيرات والمبعدين والتي من المقرر ان تقلع من تونس في 17- 4 من عام 2012في يوم الاسير الفلسطيني واكد ان هناك تواصلا مع العالم من خلال وسائل الاتصال العصرية من اعلام الكتروني وغيره لابقاء قضية الاسرى حية حتى يتم اغلاقها باطلاق سراحهم وتبييض السجون بالكامل من بينها 242 وكالة اعلامية عالمية و1500 ايميل دولي .
وختم بان العلاقة بين الاجسام التي تعنى بالحركة الاسيرة هي ممتازة وتكاملية .