الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينيون عين على البندقية.. وأخرى على حكومة الوحدة الوطنية!!

نشر بتاريخ: 23/11/2006 ( آخر تحديث: 23/11/2006 الساعة: 13:28 )
خان يونس- معا- ينتظر الفلسطينيون بقلق وبحذر شديدين، إعلان حكومة الوحدة الوطنية، التي طال انتظارها منذ وقت طويل! وبدأوا يحبسون أنفاسهم خوفاً من القادم المجهول، في ظل التجاذبات السياسية بين حركتي "حماس " و"فتح"، خاصة وأن مفاوضات تشكيل الحكومة لا تزال تراوح مكانها، وتسير ببطء شديد، دون الوصول إلى نتائج حقيقية ومثمرة من شأنها الخروج بالحالة السياسية الفلسطينية إلى طريقها الصحيح، باستثناء بعض التصريحات الصحافية التي تصدر عن بعض الشخصيات المتفائلة، التي تعتبر حبوباً مهدئة ومسكنة لا تصلح لان تكون جواباً شافياً لكافة الاستفسارات التي يطرحها المواطن الفلسطيني.

وما يزيد طينة المواطن بلة، هو عودة الفريقين ( فتح، حماس ) إلى الاتهامات المتبادلة، والمشاحنات اللفظية، من خلال التصريحات غير المسؤولة، التي تساهم في توتير الشارع وإثارة الحمية التنظيمية والسياسية بين أنصار الفريقين، مما يشكل عملاً مساعداً لزيادة حجم التوتر و الاحتقان، ويرفع درجة الترقب والتأهب لدرجة لا يمكن أن يشعر المواطن معها بالاستقرار ولا بالطمأنينة، هذا ما برز من خلال التصريحات بشأن تعليق المفاوضات حول تشكيل الحكومة، والاتهامات بشأن تعطيل جلسة المجلس التشريعي الأخيرة، وما واكبها من محاولة اغتيال أبو علي شاهين.. وغيرها.

وكالة "معا" استطلعت أراء بعض المواطنين في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة، وجميعهم أكدوا بما لا يدع مجالاً للشك أن عودة التصريحات "التوتيرية" بين الجانبين، وكيل الاتهامات المتبادلة سوف ينعكس على الشارع الفلسطيني، ويزيد من رقعة الخلاف والشقاق المستفحل في أوساطه.

ويرى المواطن إبراهيم أبو مسعود ( 37 عاما)، إلى أن حركتي فتح وحماس لا تعيران اهتماما لمشاكل وهموم الشارع الفلسطيني، ولا تراعيان الخوف الشديد الذي يعتري المواطن من جراء التجاذبات والخلافات السياسية المستمرة التي تظهر على السطح، ما يشكل نذير شؤوم في الشارع الفلسطيني.

ويقول أبو مسعود إنه لا ينام الليل حينما يسمع في وسائل الإعلام عن خلافات أو حوادث إطلاق نار يصاب فيها أعضاء من الفريقين.

أما الحاج أبو ناهض ( 55 عاما)، من سكان مدينة غزة، فيشير إلى أن هم حركتي حماس وفتح الوحيد البحث عن مكاسب سياسية, وتثبيت اقدامهم في الحكم والسلطة دونما الانتباه إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، التي يعاني منها المواطنون- حسب رأيه.

وقال ابو ناهض:" لقد دُمرت غزة، وتدهور الاقتصاد وتراجع الأمن والاستقرار، والمؤسسات العامة والخاصة معطلة ولا تعمل، وهم مازالوا يتباحثون ويختلفون ثم يختلفون دون الوصول إلى أية نتائج، من شأنها المساهمة في حل الأزمات الضخمة التي يعاني منها المواطنون, وتفتح أمامهم بريق أمل، يجعلهم قادرين على الصمود في وجه التحديات الجسام".

عدنان العصار، احد الشخصيات الوطنية في محافظة خان يونس، عبر عن خشية بالغة من عودة التوتر بين الحركتين، داعياً قيادتي الحركتين ولجان الحوار المنبثقة عنهما الى سرعة انجاز حكومة الوحدة الوطنية، لكي لا تبقى أمال وطموحات المواطنين معلقة، بين تصريحات وتجاذبات لا تخدم المصلحة الوطنية.

منى عوض- صحافية من مدينة رفح- أشارت إلى أن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها المواطن الفلسطيني، تستعدي أن تتوحد جهود الحركتين، من أجل إنهاء معاناتهم، بدلاً من التمترس خلف مصالح فئوية وحزبية ضيقة، يسعى الجميع للحصول من خلالها على مكاسب سياسية هنا أو هناك، أو الاقتتال على حقائب وزارية فارغة لا يوجد بها شئ, وفق أقوالها.

وتساءلت عوض هل أصبح الوطن "مغنما" يسعى الجميع لتحصيل ما يستطيع منه؟ قائلة:" كنا نتلمس في الشارع الفلسطيني ايجابية الحوار من خلال عدم وجود السلاح في الشوارع، ونظرات الأمل في عيون الناس متفائلين بقرب إعلان حكومة وحدة وطنية، ولكن بعد ظهور الخلافات الإعلامية والتصريحات المتناقضة من طرفي الحوار أصبحنا نرى عكس ذلك فالجميع متذمر وفي حالة تأهب خوفاً, الجميع يضع يده على قلبه خوفاً من المصير المجهول".