الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة دكتوراة تناقش وجهة النظر الفلسطينية في المقاومةالشعبية اللاعنفية

نشر بتاريخ: 02/01/2012 ( آخر تحديث: 02/01/2012 الساعة: 13:40 )
القاهرة -معا- حصل الطالب الفلسطيني عبد السميع فوزى الشيخ على درجة الدكتوراة بتقدير مرتبة الشرف الأولى بالعلوم السياسية؛ وذلك من معهد البحوث والدراسات العربية، وذلك بعد مناقشة رسالته التي حملت عنوان " المقاومة الشعبية اللاعنفية من وجهة نظر فلسطينية".

وتكونت لجنة المناقشة من أ.د/قدرى حفنى (أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس/رئيساً ومشرفا)، أ.د/محمد خالد الأزعر (أستاذ العلوم السياسية والمستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة /مناقشاَ)،أ.د على أبوليلة(أستاذ الآداب بجامعة عين شمس/ مناقشاَ).

وتطرقت الدراسة إلى تجارب المقاومة اللاعنفية الشهيرة عالميا مثل التجربة الهندية للمهاتما غاندي ومارتن لوثر في الولايات المتحدة وتجربة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، كما تطرقت إلى التجربة المصرية في ثورة 1919 ضد الإستعمار البريطاني؛ مثبتة أن المقاومة قد تكون مجدية جدا في تحقيق الحرية والإستقلال عن الإستعمار الأجنبي أو تحصيل الحقوق على الصعيد الداخلي.

ومن ناحية أخرى أبدى الباحث انحيازه لهذا النمط من المقاومة في ضوء موازين القوى بين إسرائيل والشعب الفلسطيني ، وبخاصة أن الجانب الإسرائيلي يحظى بدعم لا محدود من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن المقاومة المسلحة أعطت فرصة للجانب الإسرائيلي لممارسة أقصى درجات العنف والإرهاب دون أن تلقى إسرائيل العقاب المناسب من المجتمع الدولي.

وقد أجرى الباحث دراسة ميدانية على عينة من قطاعات مختلفة من الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية، وانتهت العينة إلى أن الشعب الفلسطيني أميل إلى تأييد المقاومة الشعبية اللاعنفية.

من جهته أكد د.الأزعر في المناقشة بأن العينة المنتقاة للدراسة ليست ممثلة بالكامل لقطاعات الشعب الفلسطيني، وكان من الأولى أن يتم تحديد الدراسة أكثر ، بدءا بعنوانها بأنها تشمل بقية قطاعات الشعب الفلسطيني إلى جانب الضفة الغربية مراعاة للتقاليد العلمية باعتبارها دراسة حالة مما قد يتعارض مع صحة التعميم الذي استخدمه الباحث .

كما تعرض د.الأزعر للتجارب المختلفة التي استند إليها الباحث مؤكدا وجود فوارق كبيرة بين هذه الحالات وحالة الإستعمار الإستيطاني الإحلالي العنصري الذي تعانيه فلسطين في ظل الغزو الصهيوني، ومضى إلى أن الباحث بحاجة لإجراء مزيد من الدراسات المعمقة لهذه الحالة مستفيدا من مرجعية التجارب السابقة دون التوقف عند التجارب ومحاولة إسقاطها حرفيا على الحالة الفلسطينية والتي تمثل حالة متفردة من نماذج الإستعمار قديما وحديثا، ولفت نظر الباحث إلى وجود دراسات سابقة يمكن أن تثري توجهه في حال أجرى دراسة مقارنة، الأمر الذي سينعكس إيجابيا على أية استراتيجية فلسطينية لتبني المقاومة اللاعنفية .

كما توقف د.محمد الأزعر عند التجربة التاريخية اللاعنفية للكفاح الفلسطيني مشيرا إلى أن تجربة المهاتما غاندى في الهند، قد واكبتها تجربة فلسطينية في العشرينات و الثلاثينات عبر ممارسة أنماط اللاعنف كالتظاهر والإضرابات وإرسال الوفود إلى العواصم الفاعلة واستقبال وفود عن جهات دولية معنية وعمليات المقاطعة والعصيان ،وشدد أن الثورة الفلسطينة المسلحة في عامي 1935/1948 لم تبدأ إلا حين فشلت هذه الأنماط المدنية؛ مثيرا التساؤل حول أسباب نجاح تجربة غاندي في الهند في حين فشلت التجربة الفلسطينية وقتذاك، وأدت إلى اندلاع الحرب عام 1948 واستمرار الصراع حتى اللحظة.

وختم الأزعر نقاشه بتأكيد أن النضال المدني يحتاج إلى شروط ومتطلبات ومعطيات شأنه شأن الكفاح المسلح الذي يعتمد على استرتيجيات وتكنيكات مدروسة، واعتبر أن الكفاح اللاعنفي عمل منظم يقتضي مراعاة شروط كثيرة ينبغى أن تتوقف عندها الحركة الوطنية الفلسطينية، وأثنى على اختيار موضوع البحث باعتباره حاجة ملحة في الوقت الراهن وبأثر مستقبلي خاصة في ضوء التوافق الوطني الفلسطيني الذي تم مؤخرا حول المقاومة اللاعنفية، وفي ضوء تكثيف وتصعيد النضال المدني ضد الإستعمار الإسرائيلي.

من جهته ناقش د.على أبو ليلة أثر الوعي المجتمعي للجماهير الغفيرة في تدعيم أنماط الكفاح اللاعنفي؛ معتبرا أن دراسة الباحث تؤسس لأعمال بحثية معمقة تساعد في ردف النضال الفلسطيني، كما أنها تلقي الضوء على المواقف الشعبية ، وتتحسس نبض الرأى العام والشارع فيما يتخذ من قرارات؛ وهكذا تؤسس لعمل ديموقراطي باعتبار أن الجماهير العريضة هي التي تتولى أنماط الكفاح اللاعنفي، وهو نمط مغاير بعض الشىء للعمل والكفاح المسلح الذي يعتمد على أطر نخبوية إلى حد بعيد.

هذا وقد حضر المناقشة نخبة من الأكاديميين العرب وطلبة الدراسات العليا من الفلسطينيين بالجامعات المصرية.