مروان البرغوثي: عملية السلام فشلت وانتهت ويجب مكافحة رموز الفساد
نشر بتاريخ: 03/01/2012 ( آخر تحديث: 03/01/2012 الساعة: 20:28 )
بيت لحم -معا- دعا الاسير والقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، الى ضرورة التسريع في اصلاح وتطوير (م.ت.ف) واجراء الإنتخابات لعضوية المجلس الوطني ومشاركة كافة الفصائل فيها، إضافة الى اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مناخ من الوحدة والتلاحم والتكاتف، ونبذ العنف الداخلي والتحريض الإعلامي ووقف الإنتهاكات لحقوق الانسان واحترام سيادة القانون وحرية الصحافة والإعلام والحريات العامة والفردية، ومكافحة الفساد على نحو اكثر فاعلية بما يطال رموز الفساد الذين لم يتم مساءلة احد منهم حتى اليوم، مؤكدا على أهمية الشفافية والنزاهة وحق شعبنا في امواله وفي محاسبة ومعاقبة من ينتهك حرمة الامانة والمسؤولية.
وقال القائد مروان البرغوثي في رسالة من سجنه الى الشعب الفلسطيني وصلت لـ"معا" ان عملية السلام قد فشلت وانتهت ولم يعد هناك أي جدوى من بذل المحاولات اليائسة لبعث الحياة في جسد ميت، داعيا للتوقف عن تصدير الأوهام بإمكانية البناء عليها، وإلى ضرورة التوجه نحو استراتيجية فلسطينية وطنية جديدة لطالما دعونا لها وأكدنا عليها.
واضاف البرغوثي في رسالته "لقد حان الوقت لتبني هذه الاستراتيجية والذهاب بها حتى النهاية والمرتكزة بالدرجة الاولى على الرهان على شعبنا وقواه الحية وأجياله الشابة وسواعد أبناءه واعتبار عام 2012 عام المقاومة الشعبية السلمية واسعة النطاق في مواجهة الإستيطان والعدوان وتهويد القدس والحصار والحواجز، ومواصلة العمل في الأمم المتحدة لإنتزاع عضوية دولة فلسطين في كافة المحافل الدولية وفي الأمم المتحدة، وعدم التراجع أمام الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة واسرائيل، ومواصلة العمل من أجل أوسع مقاطعة دولية لاسرائيل اقتصادياً وسياسياً إعلامياً ودبلوماسياً وعسكرياً ووقف كافة اشكال التعاون معها، كذلك رفع وتيرة وتوسيع مقاطعة المنتوجات والبضائع الاسرائيلية واخلاء الاسواق الفلسطينية منها.
وقال البرغوثي في رسالته بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لإنطلاقة الثورة الفلسطينية:" أتوجه في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا بتحية الإجلال والإكبار لشعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والمنافي والشتات ولجماهير أمتنا العربية والاسلامية ولكل الأحرار والأصدقاء والمتضامنين مع كفاح شعبنا، وأتوجه بتحية الإجلال والإكبار لشهداء شعبنا العظيم وشهداء أمتنا العربية والاسلامية وفي مقدمتهم الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات ورفاق دربه المؤسسين وفي مقدمتهم أمير الشهداء أبو جهاد، كما أتوجه بالتهنئة لقيادة وكوادر وأعضاء وأنصار حركة فتح ومنظماتها الشعبية والجماهيرية في كل مكان".
واكد الاسير على ان هذه الذكرى تاتي في الوقت الذي تشن فيه اسرائيل وحكومتها حرباً وعدواناً غير مسبوق على شعبنا وعلى أرضنا، وتستهدف بالدرجة الأولى تهويد مدينة القدس وتدمير وتصفية انتمائها العربي والاسلامي والمسيحي، يستهدف الاحتلالُ المدينة بمقدساتها وأحيائها وسكانها وبيوتها، كما أن الإستيطان يستمر بوتيرة هي الأشمل والأوسع منذ بداية الاحتلال عام 1967 وذلك بهدف إجهاض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، ويأتي ذلك في ظل العجز الدولي التام عن وقف اسرائيل عند حدها والزامها بوقف الإستيطان وإنهاء الإحتلال والقبول بقرارات الشرعية الدولية.
وأبارك الاسير البرغوثي المصالحة الفلسطينية والتفاهمات التي تم التوصل إليها، داعيا كافة الأطراف والفصائل والقيادات إلى العمل باخلاص وجدية لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة وترجمتها على أرض الواقع والإسترشاد بوثيقة الاسرى للوفاق الوطني دليلاً وبرنامجاً وقاسماً مشتركاً للجميع.
كما دعا الفصائل الفلسطينية والقيادة الفلسطينية إلى المصالحة مع الشعب الفلسطيني، لأن المصالحة بين الفصائل لا تكفي ولا تقدم حلاً حقيقياً، لأن السيد والفيصل والحكم كان وسيظل شعبنا العظيم صانع الثورات والإنتفاضات وصانع الصمود الإسطوري في وجه الإحتلال والعدوان.
واكد على أهمية المحافظة على السلطة الوطنية ومواصلة النضال لتحويلها إلى دولة مستقلة كاملة السيادة، داعيا إلى مراجعة العديد من وظائف السلطة بما يحقق ويعزز الصمود الوطني في مواجهة الاحتلال والاستيطان وبما يدعم ويساند المقاومة الشعبية السلمية والتخلي عن كل اشكال التعاون مع الاحتلال، والعمل على تعزيز اقتصاد الصمود ودعم الفئات المتضررة من الاحتلال وفي مقدمتها الأهل في القدس المحتلة ومؤسسات المدينة على إختلاف أنواعها، والقرى والتجمعات المتضررة من الجدار، ودعم أسر الشهداء والأسرى والجرحى والعمال العاطلين عن العمل والخريجين، إضافة إلى توسيع اللجان الشعبية في كافة المواقع لمقاومة الاحتلال والاستيطان والعدوان.
كما توجه البرغوثي في رسالته بالتحية والتقدير لشعوب أمتنا العربية الثائرة التي حققت النصر في تونس وليبيا ومصر، ودعا القادة الجدد أحزاباً وحكومات وجماهير إلى انتهاج سياسة جديدة تجاه القضية الفلسطينية أساسها تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي والمالي لفلسطين ولكفاح شعبها، ودعم وحدة الشعب الفلسطيني ومصالحته الوطنية ومقاومته للاحتلال ودعم الديمقراطية في فلسطين واستخدام نفوذها وثقلها لصالح القضية الفلسطينية ولصالح الشعب الفلسطيني وكفاحه العادل في الحرية والعودة والاستقلال.
كما اكد على أهمية الانجاز الوطني الكبير الذي تحقق باطلاق سراح مئات المناضلين في صفقة التبادل بين حماس واسرائيل فإن واجب السلطة الوطنية و (م.ت.ف) والفصائل العمل على تحرير كافة الاسرى والمعتقلين ووضع استراتيجية وطنية شاملة لتحقيق هذا الهدف الوطني.
وطالب أبناء فتح القابضين على مباديء فتح وثوابتها وبرنامجها إلى أخذ زمام المبادرة وقيادة المقاومة الشعبية السلمية والإنخراط فيها على أوسع نطاق وفي كل المواقع والساحات، قائلا "ان حركة فتح اعتادت ان تكون في مكان الريادة منذ انطلاق الثورة الفلسطينية إلى الريادة في قيادة م.ت.ف واقامة السلطة الوطنية وفي الإنتفاضتين المباركتين ويجب أن تكون في دفة القيادة للمقاومة الشعبية السلمية الآن".
وفي رسالته قال :"إنني إذ أتوجه إلى الشعب الفلسطيني في هذه الذكرى التي نستمد منها العزيمة والاصرار وبكل معاني التضحية والفداء والإيمان المطلق بعدالة قضيتنا وبطهارة دماء شهدائنا وآلام وعذابات شعبنا على امتداد الوطن وفي مخيمات اللجوء وبلاد المهجر والشتات، فإننا نعاهد شعبنا العظيم على أن تبقى الراية مرفوعة خفاقة حتى إنهاء الإحتلال واقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وتحرير كافة الأسرى والمعتقلين".