الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطالبة بتأسيس صندوق لتمويل السينما والدراما الفلسطينية

نشر بتاريخ: 03/01/2012 ( آخر تحديث: 03/01/2012 الساعة: 18:02 )
رام الله -معا- بدا عليه التأثر، وفي عيونه وقفت دمعتان، واحدة مهداة لفلسطين وأخرى لفلسطين وقال: "سُئِلت في إحدى المقابلات التلفزيونية هل كرمتك فلسطين، قلت أن أكرم نفسي بكتابتي عن قضيتي". وأضاف "هذه اللفتة من وزارة الاعلام تساوي جميع المهرجانات التي كرمت فيها بكل بريقها ولمعانها".

هذا ما قاله كاتب السيناريو الفلسطيني رياض سيف الذي نقل القضية الفلسطينية إلى العالم العربي والعالم حين سلمه الدكتور المتوكل طه باسم وزارة الاعلام الدرع التكريمي على ابداعه في نقل صورة الوطن الجريح وصورة الانسان الفلسطيني ببساطة وتفاصيل لم يستطع أحد ربما نقلها من رحم المعاناة إلى شاشات التلفاز وكان آخرها مسلسل الاجتياح الذي حاز على جوائز عالمية ومسلسل باب الواد.

هذا وأكد الدكتور المتوكل طه في كلمته الافتتاحية لحفل التكريم والندوة التي جاءت بعنوان "الدراما اعلام الشعوب النافذ"، أن السيناريست سيف هو مبدع مجترح للابداع خاصة في مجال الدراما، مشدداً أن السيناريست سيف يكاد يكون السيناريست الوحيد بما قدمه من استطالة رائعة في مجال الدراما.

وطالب المؤسسة الرسمية الفلسطينية أن تلتفت إلى المبدعين الفلسطينيين بكل فئات ومكونات الثقافة الفلسطينية، وأن لا ننتظر تقدمهم في العمر أو حتى موتهم وقال: "الأمر يتطلب تبني نظام للبحث وتبني المنتج الابداعي ونظام اجتماعي لضمان حياة كريمة لكل مبدع ومبدعة".

واستغرب المتوكل عدم وجود ممول فلسطيني لطباعة كتاب او عمل فني مما يدفع المبدع الفلسطيني للجوء إلى الممول الأجنبي وبالتالي القبول باشتراطاته، معتبراً أن هذا يودي بنا إلى حالة من العدمية والتجهيل والتغريب.

وتناول الدراما "الصهيونية " التي رأى أننا لم ننتبه إلى الدراما كما انتبه لها الصهاينة وقال: "لقد استخدموا الدراما كخط دفاع عن جرائم الصهيونية، لقد تحدثوا وكأن لهم حق تاريخي وديني وثقافي في فلسطين، تحدثوا عن صورة ناصعة البياض للصهيوني، وقدموا قبل حربهم على غزة نحو ثلاثة أفلام تتحدث عن جرائم النازية ضد اليهود ليذكروا العالم بما فعله بهم".

بدوره أكد رياض سيف أننا حين نتحدث عن الدراما نتحدث عن غول يفتح جميع الأبواب وقال: "حين نقول باب الحارة يعني اغلاق أبواب منازلنا ومحالنا وصارت الثقافة ثقافة باب الحارة". مضيفا ان قضيتنا تحتاج إلى رأي عام يفهمنا".

وحول مسلسل الاجتياح قال: "تابعت الملاحظات والنقد الذي وجه إلى العمل بينه هجوم من كتاب فلسطينيين، رد عليهم كتاب مغاربة وعرب مؤكدين أنهم عرفوا فلسطين من خلال الاجتياح وأن عيدهم كان أسوداً لأنهم عاشوا الاجتياح بتفاصيله وآلامه معنا".

وسرد سيف الصعوبات التي واجهته لإنتاج المسلسل فالمنتجين يبحثون عن مسلسل يربحون منه والبعض خاف من مضمونه لكنه والمخرج شوقي الماجري ناضلا سوية لإخراجه إلى النور. مشيراً إلى بداياته في الكتابة عن القضية الفلسطينية كانت رمزية وليست مباشرة كمسلسل الاجتياح، فقد كتبت 40 عملاً بدون جذور، بدون زعتر ولا رائحة الطابون، كلها مواضيع اجتماعية، وأضاف أنه كتب التراب المر عن فتح وانطلاقة الثورة الفلسطينية لكن لم ينتبه أحد إلى في الحلقة السادسة لأنه لم يكن هناك ذكر لفلسطين وطالب الاسرائيليين بوقف عرضه، أيضا المسلسل الأخير باب الواد تحدث عن العلاقة الأردنية الفلسطينية وخاصة فترة 1946 وحتى 1948.

وأشار إلى ان المستثمر الفلسطيني لا يؤمن أنه سيربح من إنتاج الدراما لكنه سيربح بالتأكيد وهذا ما تأكد لي من خلال تجارب مثل مسلسل عرس الصقر والاجتياح، مؤكدا أن تجربة الإنتاج ستحوله إلى منتج منفذ على المستوى العربي.

وحول دور المؤسسة الفلسطينية تسائل: "من يعلق الجرس للمؤسسة الفلسطينية؟ أعذر قلة الامكانيات لأن الهم للمؤسسة الفلسطينية هو سياسي بالتحديد".

وانتقد سيف الأعمال الفلسطينية التي تحقر فصيل لأنها بالنسبة للعرب تحقر فلسطين واننا يجب أن ننقل صورة الفلسطيني الأسطورة كما نفعل في مجال السينما التي نجحنا فيها كثيراً.

بدوره تحدث الشايب في ورقة العمل التي قدمها في الندوة، مؤكداً أننا من خلال الدراما نستطيع أن نكون صورة عن مميزات ومشاكل الشعوب فالدراما الخليجية لا تخلو من البكاء والعويل وهو مما يثير الدهشة لاننا نعرف مظاهر الرفاهية لكنها تعاني من آلام اجتماعية خاصة فيما يتعلق بظلم المرأة. أما الدراما المصرية سواء قبل وقبيل الثورة تميزت ببعض الاعمال للمخرج خالد يوسف واعمال لخالد الصاوي لكنه توقع تحولات بعد الثورة قال أننا سنشهدها في رمضان القادم. أما الدراما السورية فأشار إلى أنها رغم شعبيتها إلا أنها تتغنى بالماضية "والأبضايات".

وعن الدراما الفلسطينية أوضح أنها بدأت مع تأسيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بمسلسل "ليالي الصيادين" تلاها عدد من الأعمال الأخرى المتواضعة واعمال هواة لا تنافس الدراما في دول الجوار.

وحول أسباب ضعف الدراما الفلسطينية أكد أنها تتلخص بعدم اهتمام المسؤولين عن الثقافة والاعلام بالدراما الفلسطينية، ومشاكل مالية وضعف الجانب الفني والتقني.

من جهته المخرج يوسف الديك طالب بتأسيس صندوق لتمويل السينما والدراما الفلسطينية وهو ما أجمع عليه الحضور واتفقوا على متابعة الفكرة مع بعض رجال الاعمال الذين تحمسوا للفكرة، وطالب أيضاً بدعم السلطة الفلسطينية للإنتاج الفلسطيني كما فعلت الدول المجاورة من خلال شراء الغنتاج الفلسطيني وعرضه في التلفزيون الرسمي.