عطس الطالب على كرسي المعلم فانهال عليه ضربا ؟!!
نشر بتاريخ: 05/01/2012 ( آخر تحديث: 05/01/2012 الساعة: 18:53 )
بيت لحم- معا- "انتم السكين وأولادنا اللحم" هي المقولة المتداولة التي دأب الوالد أن يلقيها في أذن المدرسة عندما يودع أبنائه أمانة لديها، لكن هذا اللحم بدأ في الوهن! بعد أن يصبح العقاب البدني المتعارف عليه بالضرب علاقة طبيعية بين المعلم وتلاميذه، وهذا ما حدث مع الطالب نبراس من محافظة سلفيت والذي كما يقول أن عطسته الغير مقصودة على كرسي الأستاذ كلفته ثمنا باهظا .....
ليتني لم أعطس
ببراءة الطفولة وبكلمات متقطعه بدأ الطالب "نبراس" في الصف السابع الأساسي والذي يبلغ من العمر 12 عاما يحدث مراسلتنا في سلفيت عهود الخفش ومن خلال برنامج "على الطاولة " على أثير شبكة "معا" الإذاعية، عن الحادثة التي جعلته يدفع ثمنا قائلا": في الحصة الخامسة وأثناء دخول أستاذه، كان في الصف طالبان يتعاركان معا وراح الأستاذ يصرخ عليهما في محاولة لإنهاء العراك، وأثناء ذلك خرجت مني عطسة لم الحق ان أضع يدي على فمي وجاء جزءا من اللعاب على الكرسي المخصص للمعلم، بحكم انني أجلس في الدرج الأول المقابل لطاولة المعلم، توقف عن الحديث ليعود بتنهيدة عميقه ليكمل: فأخذ يصرخ الأستاذ بوجهي ليش "بصقت" أجبته ليس عمدا والله يا أستاذ وانا متأسف لك وسأقوم بمسح الكرسي، ولكنه لم يصدقني وأخذ بتكذيبي، ومع هذا قمت بمسح الكرسي ولكن قام بضربي بقوة دون إعطائي المجال لإتمام مسح الكرسي، وإثناء تحريك يدي باتجاه راسي لحمايته من الضرب واذا بيدي ترتطم بجسده فقام بالصراخ "تعالوا شوفوا قاعد بيضرب فيي".
وحضر أحد المعلمين على اثر صراخه وأخذ بإبعاده عني وبعدها تم أخذي الى غرفه مدير المدرسة الذي طلب مني أن أكتب ما الذي حدث بيننا، وقام بأخذ شهادة بعض طلاب الصف وكتابة ما الذي حدث، الى أن إنتهى الدوام المدرسي وذهبت الى البيت، وعندما رأى والدي ما أصاب رقبتي وكانت إحدى اذنية تؤلمني قام بأخذي الى المستشفى لعمل فحوصات "حتى أن أحد الأطباء طلب من والدي برفع شكوى ضد المعلم ولكننا رفضنا"، صمت وكأنه أضاع كلماته.
للحادثة بقية
ولم يقف الحال عند هذا الحد، بل تواصلت الحادثة حتى اليوم التالي فيكمل نبراس حديثه قائلا: "في اليوم الثاني يوم الجمعة وأثناء خروجي من البيت واذا بأربعة أشخاص ينهالون علي بالضرب المبرح، من بينهم إثنان من أبناء المعلم وأخذوا بضربي بالعصي، الى أن جاء أحد المارين وتم إبعادهم عني، وتم نقلي إلى المستشفى مرة أخرى، وقمنا برفع شكوى عليهم ولم أرفعها ضد المعلم وبقيت في المستشفى تحت المراقبة يوما ورفض الأطباء اخراجي منها، وبعد معرفه المعلم بأنني رفعت شكوى ضد المعتدين علي ومن بينهم أبناءه قام برفع شكوى ضدي، وبعدها رفعت شكوى ضده، وبقيت أسبوعا أتنقل بين مراكز الشرطة ولا أذهب لمدرستي مثل بقية التلاميذ، كما أنني علمت أنه تم إتخاذ قرار بنقلي من مدرستي الى مدرسة اخرى في بلد اخرى ويتساءل: أنا ما غلطت شو عملت لكي يحصل معي ما يحصل، واذا أخطأت لماذا لم يلجأوا الى والدي وإخباره عما حدث !؟
الوالد: ولدي تعرض للضرب من قبل ذات المعلم في مرات سابقة
" لم تكن الحادثة الأولى التي يتعرض فيها إبني من قبل نفس المعلم للضرب، فقبل شهرين قام المعلم نفسه بضرب إبني بطريقة عنيفة، والسبب ان إبني يضع إحدى أصابعه في فمه وحدث في الصف تصفير، فقام بإتهام إبني أنه هو من قام بهذا بالرغم من شهادة زملاءه في الصف أنه لم يقم بذلك حتى أن من شهد من الزملاء كان من أقرباء المعلم".
ويواصل حديثه قائلا: "فذهبت الى مدير المدرسة لأفهم ما حدث وتم شرح الحادثة وطلبت من المدير أن لا يقوموا بضرب إبني مرة أخرى، وهناك وسائل أخرى للعقاب وطلبت أن يحدثني هاتفيا في حال إرتكابه أي خطأ اذا لم يقم بتأديبه وعقابه"، ويكمل قائلا: "إلي بعرفه أن الضرب ممنوع في المدارس، في المقابل لا يعني أن يقوم الطالب بإرتكاب اي خطأ بحق مدرسيه، فهناك أنظمة وقوانين يجب أن تحترم والعمل عليها ".
ويضيف والد نبراس حديثه قائلا: "أنا لم أبعث بإبني لضربه، وإنما لتلقي التعليم وعليهم إخباري في حال إرتكابه أي خطأ، ولكن لم يتم اخباري ولم يتم تبليغي من قبل مدير المدرسة، قمت بالاتصال عليه، وطلب مني الذهاب الى المدرس ، وذهبت يوم السبت للوقوف على الحادثة وحل المشكله وديا كما قال لي المدير بالرغم من تعرض ابني للضرب، ويواصل حديثه قائلا:" تفاجئت أن المعلم لم يكن موجودا في المدرس، وذهب لرفع شكوى ضد إبني كما أخبرني المدير، إضافة إلى اتخاذ المدرسة قرار تم توقيعه من قبل الأساتذه بنقل إبني الى مدرسة أخرى في بلد اخر ، ويتساءل كيف يتم إتخاذ مثل هذا القرار بمثل هذه السرعة وبدون التحقيق في الحادثة !؟"، ويضيف: "في المقابل طلب مني المدير أن أكتب كتاب إسترحام.
ويتساءل والد "نبراس": وهل يستحق إبني كل هذا وهو صغير بالعمر؟ ولماذ لم يتم إتخاذ التسلسلية بالتنبيه ومن ثم مجلس الضبط؟ ويكمل حديثه بصوته المخنوق "علاوة على ذلك الضرب الذي تعرض له من قبل أستاذه في المدرسة وأبناءه خارج المدرسة، ومن ثم الشكاوي التي كانت ضده وتعطيله لمدة أسبوع عن مدرسته ،لا أعرف ما مصير إبني الذي أطالب فيه مديرية التربية والتعليم في سلفيت النظر فيه والتحقق من الموضوع" .
التربية: القضية ستعرض على مجلس النظام لبيان الحقيقة واتخاذ المناسب
ومن خلال برنامج " على الطاولة" ، توجهنا إلى مدير عام التعليم العام في وزارة التربية والتعليم عمر عنبر، والذي طالب أهل الطالب بالتوجه لمقر الوزارة لتقديم شكوى خطية، لعرض القضية على مجلس النظام واستدعاء الأطراف كافة والشهود لسماع إفادتهم/ مع الأخذ بالاعتبار الوضع الأكاديمي والاقتصادي والعمر الزمني للطالب، للوصول إلى حقيقة الموضوع.
وأكد عنبر أن سياسة الوزارة تتنافى مع سياسة الضرب التي تحدث في بعض الأحيان بالمدارس، وأن الوزارة ستعمل على حل الإشكالية في اقرب وقت ممكن لتمكين الطالب من تقديم الامتحانات.
وبالعادة يوصي أولياء الأمور المدرسين "بشلع" أذن الولد ولكن لا يسمح احد ان يتحول شلع الأذن الى (خلع) الأذن.