الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

خمسة دلائل على أن "2012" عام كرة القدم في فلسطين

نشر بتاريخ: 05/01/2012 ( آخر تحديث: 05/01/2012 الساعة: 20:30 )
بقلم : محمد النخالة

رغم عدم دوران عجلة دوري كرة القدم في الضفة وغزة , ورغم عدم تحقيق كرة القدم الفلسطينية العام الماضي أي انجازات رياضية مباشرة وصريحة , إلا أن العام الجديد 2012 ينبئ بالخير الكثير للكرة الفلسطينية , وفقاً لشواهد عديدة .

أول تلك الشواهد يحمل بعداً سياسياً – رياضياً في آن واحد , فمع اقتراب موعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني بين الضفة وغزة , تستعد الرياضة الفلسطينية لطي آخر صفحات الانقسام التي طالت كل مناحي الحياة السياسية و الاجتماعية والاقتصادية والرياضية وألقت بظلالها على الرياضة .

إنهاء الانقسام من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ فعلياً خلال الشهر الجاري وهو ما سيقود إلى تسوية شاملة لملفات الأندية في غزة تحت مظلة ميثاق الوفاق الرياضي الذي وُقِع ولم يطبق , وهذا سيترتب عنه عودة الأندية الغزية إلى مظلة اتحاد كرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب .

الرياضة الفلسطينية ومنها كرة القدم دائماً ما كانت تعاني ولا تزال من غياب الدعم المؤسساتي وغياب الرعاية المادية , الأمر الذي جعل كرة القدم لا تعدو كونها مجرد هواية وهنا يبدأ الحديث عن ثاني الشواهد التي تنبئ بالخير القادم لكرة القدم ويتمثل ذلك في المفاجأة السارة للرياضيين الفلسطينيين مع نهاية العام الماضي المتمثلة بقيام شركة جوال كبرى شركات الاتصالات في فلسطين بدعم أندية غزة والضفة بمبلغ مليون دولار , ورغم أن المبلغ يعد زهيداً في مقياس الرعايات بالنسبة للدول المجاورة , لكنه يعد بداية جيدة وجريئة في طريق انتشال الكرة والرياضة الفلسطينية من كُوَة العجز التي لطالما لازمتها .

كما جاء دعم البنك الوطني الأول "بنك فلسطين" لأندية غزة بمبلغ 120 ألف دولار كدلالة واضحة على أن الكرة الفلسطينية بدأت تصحح مسارها وتسير على درب النهضة الرياضية وان المؤسسات الوطنية بدأت تلتفت أخيراً للرياضة .

كرة القدم الفلسطينية لطالما عشات في حالة من العزلة العربية والدولية بفعل ظروف مختلفة لا تخفى على أحد وبالطبع فان براثن الاحتلال لا تغيب عن هذا المشهد , لكن الربيع العربي الذي بدأت نسائمه تهب على المنطقة جاء ليعيد البوصلة العربية إلى مسارها الصحيح نحو فلسطين وهذا سينعكس بالضرورة على الرياضة وهنا الدليل الثالث , ويمكن أن نستشف ذلك من خلال عدد من المواقف كاتفاقيات التوأمة التي تمت مؤخراً بين الأندية الفلسطينية والمصرية ونية بعض الأندية المصرية زيارة غزة , والتواصل المتزايد بين الأندية الأردنية الكبرى والأندية الفلسطينية , والجماهير المغربية والتونسية التي رفعت علم فلسطين ورددت شعارات داعمة لها خلال مباريات محلية , وتصريحات وزير الرياضة التونسي الجديد طارق ذياب انه سيولي الرياضة الفلسطينية اهتماماً خلال فترة إدارته , وإهداء البطل الأولمبي التونسي القرش أسامة الملولي ميدالياته الـ 15 الذهبية لفلسطين ورياضييها , ومبادرة حارس مرمى منتخب عمان علي الحبسي بتدريب أطفال غزة , والاستعداد الدائم للعديد من الدول الخليجية الشقيقة استضافة المنتخب الفلسطيني في معسكرات تدريبية تحضيرية لاستحقاقاته المختلفة .. والكثير الكثير من الأخبار المتفرقة من هنا وهناك التي تصب في النهاية في خانة الانفتاح العربي نحو الرياضة الفلسطينية التي هي في أمس الحاجة لذلك .

العام الماضي سجل أيضاً تواصل متزايد بين الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وبين الاتحاد الدولي للعبة الفيفا برئاسة جوزيف سيب بلاتر وكذلك بين اللجنة الأولمبية الفلسطينية واللجنة الأولمبية الدولية برئاسة السيد جاك روغ , وسجل العام الماضي أيضاً اقتراب الكرة الفلسطينية من الخارطة الدولية من خلال عدد من المباريات الودية مع المنتخب الأفغاني ونادي دينامو موسكو والمنتخب الجنوب أفريقي والأولمبي الايطالي ومنتخب إيران والبحرين , ورغم تقليل الإعلام من قيمة أسماء لاعبي الخصم المشاركين تحت اسم تلك الفرق إلا أن مجرد مواجهتها يعتبر كسر لحاجز الجليد الذي ظل حاجزاً أمام الكرة الفلسطينية في وجه العالم الخارجي .

رابع الشواهد التي تؤكد أن الكرة الفلسطينية بدأت تستعيد توازنها رغم غياب النتائج و الانجاز الرياضي هو تحقيق المنتخب الوطني للمركز الرابع في البطولة العربية الأخيرة التي أقيمت في الدوحة , مع الأخذ بعين الاعتبار حداثة المدرب جمال محمود في قيادة دفة المنتخب وغياب العديد من النجوم ومشاركة فرق عربية بحجم العراق وقطر و السعودية و الكويت والأردن , فان ما حققه المنتخب يعتبر مقدمة لعام أفضل إن شاء الله .

خامساً وأخيراً سجل العام الماضي نهضة إعلامية رياضية ملحوظة من خلال وصول عدد المواقع الرياضية الإخبارية في غزة والضفة إلى 10 مواقع وقيام 5 قنوات فلسطينية بتغطية الأحداث الرياضية الفلسطينية , وهذا كله سجل سابقة غير معهودة على الرياضة الفلسطينية , ولكن يبقى الأمل الفلسطيني معقوداً في العام الجديد أن تقوم القنوات الرياضية العربية - وهي كثيرة – بأن تلتفت إلى كرة القدم والرياضة في غزة والضفة فهي تستحق بكل تأكيد تسليط الضوء عليها في ظل صحوتها ونشوتها بُعيد سنين من الكبوة والركود , وبما أن الأعوام الماضية شهدت ثورة إعلامية رياضية عربية أسطورية فان فلسطين ورياضتها تستحق ولو دقائق يومياً في ساعات بث قنوات العرب .

كرة القدم الفلسطينية طوت عام 2011 بحلوها ومرها , وتترقب بأمل وعزيمة أن يكون العام الجديد 2012 خيراً من سابقه , بل خير من سائر الأعوام التي مضت , عل وعسى تستعيد فلسطين مكانتها وريادتها العربية في مضمار الرياضة , فهل يتم ذلك !؟