الطيب: إننا شعب حر لا بد أن تكون له دولته ومكانه الذي يليق به فوق أرضه
نشر بتاريخ: 05/01/2012 ( آخر تحديث: 06/01/2012 الساعة: 07:34 )
رام الله- معا- قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، مساء اليوم الخميس،'إننا شعب حُر وحي ولسنا شعباً مختلقاً أو ملفقاً، ولنا تاريخٌ مشهود وثقافة لا يمحوها القتل، ولا التشريد والاستيطان، ولا الجدار العنصري، ولا الحواجز، ولا الاعتقال، ولدينا الإرادة التي لا تفتر والتصميمُ الذي لا يخبو على مواصلة المقاومة الشعبية'.
وأضاف عبد الرحيم في كلمته، نيابة عن الرئيس محمود عباس في حفل هيئة الإذاعة والتلفزيون لمناسبة الانطلاقة في قصر الثقافة برام الله، 'إن شلالات دماء الشهداء، ومداد الشعراء والأدباء، وكل الفنون الشعبية والتراث، تمتزج كلها في لوحة فريدة تجبر العدو قبل الصديق على الاعتراف بأن هذا الشعب لا بد أن تكون له دولته ومكانه الذي يليق به فوق أرضه'.
وشدد عبد الرحيم، الذي نقل تحيات الرئيس القلبية وتهنئته الخالصة للحضور، بهذه المناسبة، على أن 'الشعب الفلسطيني أبدع في كل المجالات وكان خلاقاً ورائداً في هذه المنطقة على كافة الأصعدة، بدءاً من الجذوع العملاقة التي أشعلت جذوة الثورات السابقة، وأرست ثقافة المقاومة، وسلمت الراية لجيل طائر الفينيق الذي نهض من رماد النكبة ومن ثم انتقلت جيناتها الأصيلة والنقية إلى أجيال أخرى، ما زالت تحمل الراية تسير على نفس النهج وتتمسك بالهوية الوطنية لا تحيد بوصلتها عن القدس الشريف قبلتِنا السياسية ولا تتوه رؤاها وبصيرتها والعقبات وغلت التضحيات ومهما كانت المتغيرات والتقلبات والأعاصير التي شهدها وما زال وطننا العربي والعالم أجمع'.
وهنأ أمين عام الرئاسة العاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون على جهدهم ومثابرتهم الصادقة، وخاطبهم بالقول: 'عليكم مهمات ثقيلة قمتم في الماضي ببعضها وراكمتم على تجاربكم وخبراتكم واليوم توفون بعهد الشهداء والأسرى والمبدعين، فكل يوم يلبس التلفزيون الفلسطيني والإذاعة الفلسطينية حلة جديدة وجميلة تليق بعبقرية الثورة وإبداع ثقافتها المستنيرة والتنويرية..'
وفيما يلي نص الكلمة:
الأخ ياسر عبد ربه.. المشرف العام على هيئة الإذاعة والتلفزيون،
دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
الحضور الكريم جميعاً مع حفظ الألقاب،
كل عام وأنتم بخير
نحتفل وإياكم وكافة أبناء شعبنا في الوطن والشتات بالذكرى السابعة والأربعين لانطلاق الشرارة الأولى لثورتنا المعاصرة وفي أعياد الميلاد المجيدة.
وفي هذه الذكرى الخالدة نتذكر قادةً ورفاقَ درب أحبة وعلى رأسهم الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات ولا يتسع المقام هنا للسرد فما أكثرهم.
لم تكن الإنطلاقة فكرة عشوائية بلا أفق أو وليدةَ لحظةِ نزقٍ وضيق، بل كانت من سمات العبقرية الفلسطينية التي درست الواقع بكل معطياته ووصلت إلى الخلاصة بكل بساطة ووضوح بأن الشعب الفلسطيني لا بد أن يكون صاحب قراره، في الطليعة مناضلاً يفرض قضيته على كل الأجندات والأولويات ويكرسها قضية تحرر وطني من أجل أهداف عادلة نسيها العالم أو حاول البعض أن يتناساها.
فأصبحت الفكرة حقيقة يؤمن بها كل الشعب بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي الوحيد وأنجزت طلائعه الأولى الشجاعة الهدف النبيل الذي ما زال شعبنا موحداً يراكم عليه وصولاً إلى الحرية والاستقلال، وهو ما بدأ المجتمع الدولي يقر به.
لقد أصبحت المقاومة ثقافة والثقافة المستنيرة والإعلام التنويري مقاومة تلتقيان وتتكاملان إلى حد الاندماج والتطابق لترسمان صورة هذا الشعب المشرقة والمشرفة في كل الميادين.
كانت شلالات دماء الشهداء ومداد الشعراء والأدباء وكل الفنون الشعبية والتراث تمتزج كلها في لوحة فريدة تجبر العدو قبل الصديق على الاعتراف بأن هذا الشعب لا بد أن تكون له دولته ومكانه الذي يليق به فوق أرضه.
لقد أبدع هذا الشعب في كل المجالات وكان خلاقاً ورائداً في هذه المنطقة على كافة الأصعدة بدءاً من الجذوع العملاقة التي أشعلت جذوة الثورات السابقة وأرست ثقافة المقاومة وسلمت الراية لجيل طائر الفينيق الذي نهض من رماد النكبة ومن ثم انتقلت جيناتها الأصيلة والنقية إلى أجيال أخرى ما زالت تحمل الراية تسير على نفس النهج وتتمسك بالهوية الوطنية لا تحيد بوصلتها عن القدس الشريف قبلتِنا السياسية، ولا تتوه رؤاها وبصيرتها عن فلسطين الدولة مهما كانت العوائق والعقبات وغلت التضحيات ومهما كانت المتغيرات والتقلبات والأعاصير التي شهدها وما زال وطننا العربي والعالم أجمع.
إننا شعب حُر وحي ولسنا شعباً مختلقاً أو ملفقاً كغيرنا كما قال بعضهم قبل أيام، لنا تاريخٌ مشهود وثقافة لا يمحوها القتل ولا التشريد والاستيطان ولا الجدار العنصري ولا الحواجز ولا الاعتقال، وفوق هذا وذاك لدينا الإرادة التي لا تفتر/ والتصميمُ الذي لا يخبو على مواصلة المقاومة الشعبية.
وأخاطب الإخوة والأخوات في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية لأقول، عليكم مهمات ثقيلة قمتم في الماضي ببعضها وراكمتم على تجاربكم وخبراتكم واليوم توفون بعهد الشهداء والأسرى والمبدعين، فكل يوم يلبس التلفزيون الفلسطيني والإذاعة الفلسطينية حلة جديدة وجميلة تليق بعبقرية الثورة وإبداع ثقافتها المستنيرة والتنويرية، أهنئكم جميعاً وأبارك لأخي وصديقي الأخ ياسر عبد ربه المشرف العام على هذا الجهد المثابر والصادق الذي يصهر الفلسطيني بوطنه يعمق فيه فكرة الإنطلاقة ويفجر في نبض عروقه ثقافة المقاومة.
أنقل لكم تحيات السيد الرئيس القلبية وتهنئته الخالصة لكم فقد أخبرني أن أثني/ وأشد على أياديكم، ويقول لكم شكراً لكم لقد أحسنتم وأمامكم مهمات عظيمة في الأسابيع والشهور القادمة وأنتم لها.شكراً لكم أيتها الأخوات والأخوة، وكل عام وأنتم بخير.
من جهته، أهدى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ياسر عبد ربه الاحتفال إلى الأسرى في سجون الاحتلال، وإلى نساء فلسطين والعالم العربي، على تضحياتهن في سبيل الحرية والاستقلال.
وقال عبد ربه، في كلمته، 'نهدي هذا الحفل إلى مشاهدينا من نوع خاص الذين يراقبون حفلنا هذا ويتابعونه بأمل وثقة عبر شاشة فلسطين من داخل زنزاين الاحتلال ومعتقلاته، إليكم أنتم باسم أهلكم وشعبكم تحية الصمود'.
ووعد عبد ربه بتحقيق المزيد من التطور في هيئة الإذاعة والتلفزيون، والنهوض بالدور التثقيفي والتنويري لهذه المؤسسة الوطنية، كمساهمة في بناء مؤسسات الدولة العتيدة، وحتى يكون إعلام فلسطين لائقا بفلسطين وشعبها.
وأعلن أن الهيئة بصدد إطلاق قناة فضائية باسم 'فلسطين مباشر' خلال أسابيع، لتغطية كل 'النشاطات الكفاحية الوطنية والسلمية، وجميع الفعاليات السياسية والثقافية والرياضية والاقتصادية في الوطن ومختلف تجمعات شعبنا، لأن المساحة المتاحة الآن على شاشة تلفزيون فلسطين لا تسمح بتلك التغطية الشاملة التي ننشدها'.
وأحيا الحفل الفنانون: حميد أبو الليل، وماهر حلبي، ورائد كبها، وسعود الأسدي، وإبراهيم صبيحات، ونعمان الجلماوي، وعلاء الجلاد، ومصطفى الخطيب الذين قدموا مجموعة من الأغاني الوطنية والتراثية الفلسطينية، أمام جمهور ملأ مدرجات قصر رام الله الثقافي.