الفرا يكرم طالب دكتوراة عن دراسته للمقاومة الشعبية اللاعنفية
نشر بتاريخ: 08/01/2012 ( آخر تحديث: 08/01/2012 الساعة: 22:22 )
القاهرة- معا- كرمت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، اليوم، الطالب الفلسطينى عبد السميع فوزى الشيخ، لنيله درجة الدكتوراة بتقدير مرتبة الشرف الأولى عن رسالته التي حملت عنوان "المقاومة الشعبية اللاعنفية من وجهة نظر فلسطينية".
وهنأ سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور بركات الفرا د. عبد السميع الشيخ على رسالته متمنيا له مستقبل باهر قائلا:" موضوع الرسالة غاية في الأهمية في ظل الظروف الراهنة فشعبنا له خصوصيته تحت الإحتلال، ونحن بالذات بقدر ما لنا أنصار لنا أعداء، ولكن تظل إرادتنا وتمسكنا بهذا القضية مربط قوتنا، فقد سلكنا كل السبل لنيل حقوقنا، فانطلقت الثورة الفلسطينية فى 1965 ومارسنا النضال في ظل نكسة 1967 وإحتلال فلسطين ووقعنا إتفاق أوسلو وقدمنا تضحيات وأرواح شهداء أزهقت دفاعا عن الحق الفلسطيني، حتى توصلنا إلى أن هناك إجماع دولى يرفض العمليات الإستشهادية أو العنف أو حتى الكفاح المسلح ضد إسرائيل لمجرد أنها تتعلق بإسرائيل لما لها من خصوصية من وجهة نظرهم".
واضاف قائلا: "جربنا من قبل الكفاح المسلح وقدمنا عبره آلاف الفدائيين، وبالتالي أحرى أن يكون لدينا وفاق على الأسلوب المتبنى حتى يلتقي الجميع حول الأسلوب الأمثل بما يمكن من تحقيق الهدف، فحين تبنينا المقاومة اللاعنفية لم يكن اعتباطا ولا تخليا عن البندقية أوالسلاح، بل بناء على تجاربنا حيث وجدنا أنه لامفر أمام عالم ينبذ العنف إلا التوجه بما يقبله هذا العالم حتى خاطب الرئيس أبو مازن العالم من الأمم المتحدة، وحين صرح أن "الصواريخ عبثية" استهجن .. بينما مؤخرا نرى أغلب الطوائف توصلت إلى أن المقاومة اللاعنفية هي الأسلم".
وتمنى د.الفرا التوفيق والنجاح للشيخ قائلا :" علينا العمل على نشر مثل هذه الدراسات في الضفة الغربية وقطاع غزة لكي يصل الناس إلى قناعة مفادها أن المقاومة الشعبية السلمية اللاعنفية هى ليست بديل عن الكفاح المسلح ولا تقل أهمية وقوة عن الكفاح المسلح الذي استخدمناه وعرفنا نتائجه، وهذه توصية علينا الخروج بها لنوصلها لمواقع اتخاذ القرار في السلطة الوطنية الفلسطينية لنشر هذه المبادىء لتصبح منهج حياة لنا".
ومن جهته استهل الباحث عبد السميع الشيخ كلمته بتقديم تحياته للسفارة الفلسطينية ومركزها الإعلامي على ما تقوم به من جهد للجالية في مصر ، وقدم للحضور ملخص عام لرسالة الدكتوراة بتساؤلاتها وعينتها وخلاصتها والملاحظات العامة حولها ، موضحا أن الدراسة عنيت بالفترة ما بين 1982- 2009 خاصة وأنه بعد إنتفاضة الأقصى زادت النقاشات القائمة عن جدوى المقاومة السلمية والشعبية اللاعنفية قائلا :"استندت فرضية الدراسة على أساس أن المقاومة الشعبية اللاعنفية هي الطريق الأفضل نحو التحرير واستقلال الدولة واستعنت في بحثي بأدبيات المقاومة الشعبية وأبحاث المقاومة الفردية مما ميز الدراسة تطبيق البحث الميداني المعمق على فئات من الضفة الغربية".
وأشار عبد السميع إلى أن غالبية عينة البحث كانت مع المقاومة الشعبية رغم اختلاف بعض المتغيرات وفقا للمواطنة واللجوء، والحالة الإعتقالية، والحالة الوظيفية، والأيديولوجية، والعمر، والحالة الإجتماعية والإنجاب، وأكد الباحث أن ميزة الدراسة أنها تتزامن مع الحركة السياسية الراهنة في ظل توجه دولة فلسطين لنيل سلسلة من الإعترافات ، وأن هذا يعود فضله على نهج السلطة الراهن بقيادة أبومازن وسيره نحو "مسار اللاعنف " حين أكد أنه لا عود للكفاح المسلح ، لافتا النظر إلى أهمية التفريق بين المقاومة وشرعية نشاطات المقاومة فكل له تعريفه ومدلوله العالمي ."
وختم الباحث قوله :" لا يجب أن تتمثل المقاومة السلمية في أعداد صغيرة من الجماهير أو المقاومة فقط من أجل الجدار فلدينا علميا أكثر من 198 أداة نضالية موثقة لكاتب أمريكي للتأثير على الإحتلال ولابد من توظيفها سواء عبر سلاح الإعلام والتأثير الإقتصادى... وكل هذا يتأتى بعد تحقيق التكاتف المجتمعي الفلسطيني في ظل رؤية كثير من الناس أن العامل المسلح هو الخلاص لنا حتى فيما تؤرخه أدبيات الشعراء وفي ظل الغياب غير المقصود لأهمية العمل غير المسلح، وعليه فعلينا أن نبرز إيجابيات العمل المسلح بوجود مسار واضح حتى نكسب مزيد من الإنجازات على مستوياته المختلفة ،وأتمنى أن تصل بالفعل الدراسة إلى أيدي صناع القرار لدينا للوصول لإستراتيجيات وطنية تعمل عليها جيدا، فلو ذهبنا إلى المقاومة السلمية فيمكننا فضح ممارسات إسرائيل، فالمقاومة الشعبية طريق للوصول للحقوق الفلسطينية لو أحسن استخدامها."
وحضر اللقاء حشد من المصريين وأبناء الجالية الفلسطينية في مصر من طلبة وباحثين وأساتذة .