الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاختلاف وارد...ولكن الاحترام واجب

نشر بتاريخ: 10/01/2012 ( آخر تحديث: 10/01/2012 الساعة: 21:09 )
بقلم: شادي صافي
في الاختلاف رحمه..قالها الأولون ونقولها كلنا ونكررها دوما للاستهلاك، لكننا لا نعرف معناها ولا مغزاها، ومتى نقولها وأين موقعها من كل تصرفاتنا.ومن الواجب أن نقول أن (( الاحترام واجب )) وضروري في علاقتنا ومعاملاتنا ونوصي به بعضنا بعضا.. ، مكانة تنشئتنا على هذه المبادئ غايتنا منذ زمن ، لكننا لم نوفق تماما لأن المعايير والمفاهيم اختلطت علينا وأصبحنا لا نفرق بين الاختلاف والخلاف وبين الاحترام والولاء ،وأصبح من يخالفنا الرأي خصما وعدوا يجب تحطيمه ، ومن يحترمنا جبانا وضعيفا نحتقره ونذله ، وانعكس ذالك على كل مناحي الحياة ، وازداد الكره وتعمقت الأحقاد ،وضاعت القيم والمبادئ وتحطمت الانديه والمراكز والمؤسسات والرجال.


لست متخصصا في المصطلحات واللغات ولا في التربيه والتعليم، ولا ادعي الكمال وأعطي الدروس لإخواني، بل أنني مثلكم وربما أسوأ منكم، ولكنني أتجرأ اليوم للحديث عن واقعنا الحالي الذي لايمكن أن يستمر، وقد اختلطت فيه كل المفاهيم، فأصبحت ثقافتنا وممارستنا تفرق الجماعة وتنتج الخلاف، بدلا من أن تجمع بين المختلفين في الرأي وتثري الحياة ألرياضيه والثقافية والاجتماعية ، وأصبحنا لا نحترم فيها آراء بعضنا وتوجهاتنا ومشاعرنا وافكارنا ، فلا نحترم المسئول أو رئيس النادي أو المشرف وحتى المدرب واللاعب ، وهؤلاء بدورهم لا يحترمون أنفسهم ولا غيرهم ، وحتى الجمهور البسيط لنادي رياضي معين يحقد على جمهور نادي أو مركز رياضي آخر ويكرهه ويعتدي عليه لأنه لا يقاسمه نفس الفكر والمشاعر ، والكبير لا يحترم الصغير والصغير لا يوقر الكبير .....

* نختلف مع صاحب الشرعية و القرار الأول في الرياضه الفلسطينية ((اللواء جبريل الرجوب)) رئيس اللجنة الاولمبيه واتحاد كرة القدم، ولكن قيمنا وأخلاقنا تفرض علينا احترامه وعدم الاساءة إليه بغض النظر عن اسمه ومكانته التاريخيه ونضاله وانجازاته وتاريخه الكبير الذي ليس بحاجه إلى شهاده من أي احد كان ولأنه ايضا مؤسسه دستوريه تم اختياره ديمقراطيا هو ورجاله في الاولمبيه الفلسطينيه واتحاد كرة القدم الفلسطيني.

* تختلف الشخصيات الرياضيه في الانديه في الآراء والأفكار والمناهج، وتتنافس في ما بينهما من اجل استقطاب اللاعب أو المدرب أو الإداري الأفضل والاكفأ أو ألمنافسه على البطولات وتحقيق الألقاب وهذا بدون شك حق مشروع للجميع، ولكن الاحترام والتقدير للرجال وللمواقف والآراء حتمية لابد منها، نمارسها ونلقنها لأبنائنا كي ينشئوا على الاختلاف لا الخلاف، على الحب لا الكره، على الموده لا الإقصاء، وعلى الديمقراطية لا ألدكتاتوريه.

* نختلف مع رئيس النادي في الآراء والمناهج والوسائل، ولكن احترامه ضروري وواجب ورئيس النادي بدوره ينبغي أن لا يعتبر الاحترام ضعفا وهوانا، ولا أن يطغى أو يظلم أو أن ينهب، كما لا ينبغي أن يستغل سلطته لنفسه ولعائلته ولعشيرته وحزبه ولأحبائه.

* واقعنا اليوم للأسف الشديد...كله خلاف لا اختلاف، وكله ولاء لا وفاء، وكله إقصاء لا توافق وإجماع، وكله حسد وضغينة ونكران لأفضل الرجال، لا محبه ولا احترام ولا تقدير ، وكله انطباع وخوف وتخويف من إبداء الرأي واتخاذ المواقف وممارسة الحق في الاختلاف أو الاتفاق، فانقلبت المفاهيم حتى صار من يختلف معنا عدوا وخائنا يجب تحطيمه ، ومن معنا ضعيفا يجب استغلاله واحتقاره .

أكثر من كل هذا وذاك.....أصبح من لاينتمي إلى جهتنا يحرم من الانتماء إلى هذا النادي أو ذاك المركز، ويحرم من حقه في ألترقيه والمناصب في الانديه والمراكز والمؤسسات ألرياضيه، ونبحث عن رجال ألعائله أو العشيرة وليس عن الرجال الأكفاء والمخلصين لنادي أو المركز.

* ندرك جميعا أننا متطرفون في الحب والكره، والتطرف في الأفكار والمشاعر تطرفا اكبر، ونعي أن الإقصاء يولد الحقد والضغينة، وتنتشر ثقافة تصفية الحسابات وتضيع المصالح بين هذا وذاك....كم من مسئول ثأر ممن سبقه، وكم من مشرف مسح الأرض بسلفه، وكم من رجال ذهبوا ضحايا لتصفية الحسابات والإشاعات والوشاية والنميمة على كل المستويات.

أكثر من هذا وذاك.....ألغيره والحسد والحقد الذي نتخبط فيه بسبب ألازمه الأخلاقيه التي نعاني منها، وأكثر من هذا وذاك الغفلة والجهل واللاوعي بوضعنا الذي نعاني منه، فتجد المدرب الوطني يترقبه زملائه لكي يفشل وينسحب، والمشرف الرياضي أو الثقافي أو الاجتماعي محاط بعصابات مصالح تحفر له، ورئيس النادي أو المركز أو ألمؤسسه مرغم على مراعاة التوازنات على حساب المبادئ ومصالح النادي والرياضة.

يا اخوان نحن بحاجه ماسه لأن نتكاتف مع بعضنا البعض، نحن بحاجه إلى نادي هلال القدس برجاله الأوفياء الكرام هذا النادي العريق والرائع وصاحب التاريخ التليد والذي يمثل عاصمتنا الابديه(( القدس الشريف))، نحن بحاجه أيضا إلى الامعري هذا المخيم الذي ولد من رحم المعاناة وتحدى الصعاب ومازال ، الامعري الذي يحمل رسالة ولواء أللاجئين وعودتهم إلى ديارهم وأراضيهم بصفته بطلا وعنوانا دائما في الميادين ألمحليه والعربية والدولية ، نحن بحاجه أيضا إلى نادي أهلي قلقيلية هذا النادي المجتهد والمميز والذي يستحق الإنصاف والاستماع إلى مطالبه وآراءه فقط عن طريق التفاهم والحوار وبالاحترام لأنه لابد بأن يكون هناك حل وقرار مرضي للجميع، نحن يا اخوان جميعا اسرة واحده هدفنا واحد وسياستنا واحده وإذا كان الجيل السابق فاته الأوان واختلطت لديه المفاهيم لأسباب ذاتية وتاريخية فان الجيل الحالي (( لحسن الحظ )) يدرك أن الاختلاف لا يتعارض مع الاحترام، وان الاحترام لا يعني الانبطاح والسكوت عن الظلم وعن الحق، فدعوه يمارس حقه في الاختلاف والاحترام واستمعوا لأرائه واقتراحاته في المشاورات لأن الإقصاء يولد التطرف والمزيد من ألفرقه والضغينة، في وقت تحتاج فيه الانديه والمراكز ألرياضيه الفلسطينية إلى قلب يحكمه لا إلى عقل يتحكم فيه وفي مشاعره....ودمتم دائما.