السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شباب فلسطين تنظم ندوة أدبية حول الشاعر سالم جبران

نشر بتاريخ: 11/01/2012 ( آخر تحديث: 11/01/2012 الساعة: 10:16 )
غزة-معا- نظمت شبكة شباب فلسطين الثقافية بغزة ندوة أدبية حول الشاعر والكاتب الإعلامي والمفكر السياسي سالم جبران الذي وهو من الرموز الوطنية والنضالية في أراضي ال 48.

وتحدث في الندوة الكاتب الروائي توفيق أبو شومر، والكاتب والباحث ناهض زقوت، وذلك في قاعة المركز القومي للدراسات والتوثيق، بحضور عدد كبير من الشباب والكتاب والشعراء والمثقفين.

وافتتح الندوة الباحث ناهض زقوت متحدثا عن الرؤية السياسية عند سالم جبران، فقال: إن الأحداث الكبرى التي مرت بها القضية الفلسطينية، تركت بصمات واضحة في رؤية سالم جبران السياسية، وكانت أولى الأحداث، هي هجرة اللاجئين من ديارهم ونكبتهم عام 1948، هذه النكبة التي كونت معها تداعيات وأحداثا حفرت في نفسيّة الفلسطينيّين ندوبًا عميقة.

وأضاف بان جبران آمن في طرحه الفكري والسياسي بقوّة الكلمة فهي أقوى أسلحة الدفاع الفعّالة في معركة الفلسطيني ضد المحتل، ولها دور كبير في تأجيج مشاعر الفلسطينيين وشحذ هممهم وحثهم على المقاومة والنضال، لذا كثيرًا ما نجده يصر على استنفار صوته كقوّة تحريك دافعة، وكأنه يشير بذلك إلى ضرورة التزام الفلسطيني بغض النظر عن موقعه الثقافي أو الأيديولوجي بقضية وطنه المحتل، وتكريس نضاله لهذه المهمة.

وأشار الباحث زقوت إلى أن جبران اعتمد في خطابه السياسي على الحقيقة دائما، والطرح الواضح العقلاني غير المهادن، فأسلوبه يخاطب العقل لا المشاعر. مستشهدا بما قاله عنه صديقه وزميله نبيل عودة، "إن سالم جبران كان لديه القدرة على طرح رؤيته التي تجذب حتى رافضي مواقفه بالإنصات إليه بصمت وتقرب".

وتناول الباحث زقوت رؤيتين للسياسي سالم جبران أكد فيهما على حقوق الشعب الفلسطيني وانتقد الرؤية الإسرائيلية، وذلك في مقاله الذي كتبه في الذكرى التسعين لوعد بلفور، حيث أكد في مقاله على أن بريطانيا ساعدت الحركة اليهودية من أجل مصالحها وليس من أجل رؤى توراتية كما يدعى الكتاب الإسرائيليون. أما الرؤية الثانية استمدها الباحث زقوت من مقاله "غرباء في وطنهم" والتي عبر فيها عن الصراع بين الفلسطينيين في أراضي ال 48 والإسرائيليين حول المكان، وذلك بنقض الموقف العنصري الإسرائيلي من تزايد نسبة السكان العرب في المدن اليهودية، موضحا جبران بان هذا ليس نتيجة خطة تآمرية عربية، بل نتيجة نزوح العرب بعد مصادرات الأراضي العربية إلى المدن، بحثاً عن عمل واستقرار في مكان.

وختم الباحث زقوت دراسته بإبراز الرؤية المستقبلية لعرب ال 48 كما طرحها سالم جبران ، فقال: إن العرب الفلسطينيين، الذين يبلغ عددهم الآن حوالي مليون وربع المليون من السكان متمسكون بأرضهم وبيوتهم، متمسكون بالوطن الذي عاشوا فيه خلال قرون طويلة ولا وطن لهم سواه. وهم باقون في بيوتهم، باقون في وطنهم.

ثم تحدث الكاتب توفيق أبو شومر عن تجربة الشاعر سالم جبران الشعرية، فقال: إن لهذا الندوة مدلولا كبيرا لأنها تشير إلى تواصل الأجيال، بين جيل قديم قام بالثورة وبين جيل أنجز الانتفاضات، وأضاف أننا أيضا وبخاصة الشباب يبعثون برسالة تؤكد بأننا أبناء وطن واحد مهما بعدت المسافات واشتدت المؤامرات.

وأشار أبو شومر، إننا في هذا اليوم نحتفل بشاعر عظيم من شعراء المقاومة، كان رفيقا لأبرز شعراء المقاومة وعلى رأسهم محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، والروائي أميل حبيبي. هذا تواصل يؤكد على أن الحلم الذي بيننا وبين أخوتنا في أراضيهم منذ عام 48 مازال قائما، وها هو يتحقق اليوم في غزة المحاصرة. وأضاف، لم يكن جبران شاعرا مرفها بل شاعر عانى السجن والقيد، وهذا حال معظم كتابنا ومفكرينا وشعرائنا من أهلنا في أراضي ال48، إلا انه أصر على تحدي المحتل والصدع بالأشعار الثورية التي تلامس معاناة أبناء شعبنا، فكتب عشرات القصائد، نشر بعضها في ثلاثة دواوين شعرية وهي: قصائد ليست محدّدة، وكلمات من القلب، ورفاق الشمس، بالإضافة إلى الكثير من القصائد التي لم تنشر في كتب.

وقد قرأ أبو شومر العديد من قصائد الشاعر جبران مبرزا دلالاتها الوطنية والنضالية، وفي الختام دعا إلى المزيد من الندوات عن الكتاب والشعراء والروائيين من أهلنا في أراضي ال48، للتعريف بهم للأجيال الصاعدة من الشباب.