الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر لمجموعة من الباحثين في جامعة النجاح يتناول "الواقع اللغوي في فلسطين"

نشر بتاريخ: 26/11/2006 ( آخر تحديث: 26/11/2006 الساعة: 12:43 )
نابلس- معا- اختتم أعمال المؤتمر الأدبي " الواقع اللغوي في فلسطين"، الذي نظمه قسم اللغة العربية في كلية الآداب وذلك بحضور كل من الأستاذ الدكتور ماهر النتشه نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والأستاذ الدكتور خليل عودة، عميد كلية الآداب في الجامعة، والأستاذ الدكتور يحيى جبر رئيس قسم اللغة العربية ورئيس المؤتمر، وعدد من أعضاء الهيئتين الادارية والتدريسية في الجامعة وجمع من المدعوين والمهتمين.

وشارك في المؤتمر نخبة من الباحثين الفلسطينيين من الوطن والخارج، وتمحورت أعماله حول الصراع بين العربية والعبرية والعلاقة بينها وبين غيرها من اللغات الحية، وتعدد اللهجات في فلسطين، والأطلس اللغوي، ومجمع اللغة العربية الفلسطيني وجهوده، ومستوى الأداء في الدرس اللغوي في مراحل التعليم المختلفةن إضافة لموضوعات المخيم الفلسطيني بما يمثله من بيئة لغوية فريدة من حيث تعدد اللهجات، وظاهرة تعدد اللغات في بيت المقدس، فلم يتناولهما أحد من الباحثين.

وفي جلسة الافتتاح ألقى الأستاذ الدكتور ماهر النتشة كلمة نيابة عن رئيس الجامعة بين فيها دور اللغة في صياغة الحياة، وما تعانيه العربية جراء ما تعرض له المجتمع العربي من تقهقر استغرق عدة قرون، مما إنعكس بالضرورة على اللغة بما تمثله من إنعكاس أمين لمنهج الفكر ونمط الحياة اللذين يعيشهما المجتمع.
ثم تناول الأستاذ الدكتور خليل عودة عميد كلية الآداب خلال كلمته الواقع الذي تحياه اللغة العربية في فلسطين وغيرها من البلدان العربية، منبها إلى ضرورة الإسراع في وضع الخطط الكفيلة بنهوضها.

أما رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور يحيى جبر فقد أكد في كلمته على ضرورة المعالجة الجذرية لمشكلة تدني مستوى التحصيل اللغوي، وتراجع العربية أمام اللغات الحية بسبب ما يعانيه المجتمع من تخلف حضاري، وما يتعرض إليه من أشكال البغي والعدوان، لا سيما في فلسطين.

ثم ألقى الشاعر سميح قشوع قصيدة بالمناسبة، استعرض فيها ما كان للعربية من شأن، والمكانة التي تليق بها.

وفي الجلسة الاولى للمؤتمر والتي ترأسها د. محمود ابو كتة استاذ اللغويات بجامعة بيت لحم قدمت العديد من أوراق العمل التي تناولت مجموعة من الموضوعات المهمة منها: ورقة عمل للاستاذ الدكتور محمد جواد النوري من جامعة النجاح الوطنية، تحدث فيها عن واقع تدريس اللغة العربية في الجامعات الفلسطينية، واستعرض خلالها حال دارسي العربية في الجامعات وغيرها مركّزا على أن كثيرا منهم لا يتوجهون إلى التخصص راغبين، مما ينعكس سلبيا على مستواهم ، وبالتالي على طلاب المداس التي يتولون التدريس فيها من بعد.

ثم ورقة عمل للاستاذ الدكتور عادل الاسطة المحاضر في قسم اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية والتي تناول فيها الواقع اللغوي في فلسطين لغة الادباء نموذجا فبين أنها قلما ترتقي إلى مستوى رفيع، مما تعني أن كثيرا منهم طارئ على الكتابة الأدبية، ونظم الشعر، مما يعني ضرورة الانتباه إلى ما بلغته الأمور من التردي.

وتناول الاستاذ الدكتور احمد حامد من جامعة النجاح الوطنية في ورقته التي قدمها مجمع اللغة العربية الفلسطيني والواقع اللغوي، واستعرض خلالها تاريخ المجمع ونشأته والجهود التي نهض بها بالرغم مما يعترضه من عقبات.

ثم تناول الاستاذ الدكتور عادل ابو عمشة من النجاح تطور مصطلح المسرح بين مصر وبلاد الشام وتقصى النصوص التي ورد فيها هذا الاصطلاح، وكيف أن البدايات كانت خجلة، ظهرت في مصر ولبنان تحديدا ، ومنهما إلى فلسطين.

أما الدكتورة بسمة الدجاني، من الجامعة الاردنية فلم تتمكن من الحضور بسبب الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وقد القت موجز بحثها عائشة السفاريني الذي تناولت فيه العلاقة بين العربية واللغات الاوروبية.

وقدمت الباحثة رقية زيدان، وهي باحثة من المثلث ورقة عمل بينت فيها أثر اللغة العبرية في لهجة يمة من قرى المثلث إذ تبيّن لها أن الطبقة العاملة والرجال هم الأكثر تأثرا في كلامهم بالعبرية.

وعن واقع الدرس اللغوي في الجامعات الفلسطينية تحدث بورقة عمل الدكتور فؤاد حمادة من جامعة القدس المفتوحة من غزة وقد القته عنه بالنيابة نضال فخري.

وألقى الدكتور محمد دوابشة بحثين أحدهما جاء الاشتراك مع الأستاذ محمد أبو الرب( من الجامعة العربية الأمريكية، وهو بعنوان العربية في مواجهة العبرية في المناطق المحتلة عام 1948، أما الثاني فهو لغة الإعلان التجاري - الاسم الأجنبي في اللافتات التجارية، مدينة نابلس نموذجا.

وتناول البحث الأول طغيان العبرية على العربية في أراضي عام 1948، كما بين البحث الثاني أن لغة الإعلانات التجارية لا توقر العربية، ويجب أن يعاد النظر فيها. وتناول الأستاذ علي الجريري من كلية العلوم التربوية برام الله بورقتين أثر العربية في إنقاذ العبرية من الضياع، والعلاقة التاريخية بين العربية الجنوبية (السبئية) وبين العبرية، وقد وثق بحثيه بمواد مختلفة تؤكد العلاقة بين اللغتين، وتكشف عن دور العربية في إنقاذ العبيرية.

وفي الجلسة الثانية قدم بحث للدكتور جمال أبو مرق من جامعة الخليل. وتمحور حول حظ النصوص القرآنية والنبوية من كتب المطالعة في الكتب المدرسية، وأنه قليل مما يستدعي إعادة النظر في ذلك لينسجم مع انتماء هذا الشعب، وعقيدته، ومع دور النص الديني في تعليم اللغة.

ثم ألقى الدكتور محمود أبو كتة من جامعة بيت لحم بحثا حول فصيح الكلام في لسان العوام، وهو دراسة وصفية توثيقية في لهجة قرى مدينة الخليل، وقد قدم الباحث نماذج لما أورده من الظواهر اللغوية التي تعكسها المفردات التي جمعها؛ موازنة بما يناظرها من الفصحى.

أما الدكتور فضل النمس، وزميله الأستاذ محمد أبو قادوس، وهما من جامعة الأقصى فقد دار بحثهما، الذي ألقي بالنيابة عنهما، حول الحركة اللغوية والنحوية في فلسطين في القرنين7، 8 هـ وقد اتخذا من كتاب الفصول المفيدة للكيكلدي نموذجاً للدراسة، وتوصلا إلى أن فلسطين قد شهدت في ذلك الوقت المبكر نسبيا نهضة في هذا المجال.

ثم ألقى الباحث عمر عبد الرحمن عبد الهادي ورقة حول اللهجات والأمثال العامية دار بها حول المتوارث من ذلك في منطقة جنين، وقد ركز الباحث على أهمية التراث الشعبي في صياغة الحياة.

وتناول الباحثان الدكتور يحيى جبر وزميلته الباحثة عبير حمد العلاقة بين العربية والعبرية، وركزا البحث في ثلاثة محاور: مجتمع الضفة والقطاع، ومجتمع عرب 1948، والمجتمع الإسرائيلي، وبينا الفروق في العلاقة بين مجتمع وآخر، وكيف أن العربية تعاني هنا, وتهان هناك، وأن الوضع السيئ يتوالى دون أن تكون هناك خطة لمعالجته، ولا للارتقاء بالعربية.

وهذا ما ركز عليه الدكتور حسن أبو الرب ، أيضا، وهو محاضر غير متفرغ في جامعة النجاح الوطنية، ولكن من زاوية خاصة؛ إذ ركز على تعليم اللغة العربية للطلبة اليهود في إسرائيل، وكشفت الدراسة عن أن مناهجهم تقوم على إستراتيجية منافية لما يطرح من مبادرات سلام مزعوم.

وتناول الدكتور مدحت دردونة من جامعة القدس المفتوحة، شمال غزة في ورقته التي ألقيت بالنيابة عنه لهجة بيت حانون، وذلك في دراسة صوتية، استعرض فيها أبرز خصائصها، وملامحها المميزة. وأخيرا ألقى الدكتور عبد الخالق عيسى، من جامعة النجاح الوطنية ورقة بعنوان: لغة أحمد حرب في روايته إسماعيل، تناول فيها أبرز ملامحها، ومدى ما تتمتع به من دقة وموافقة للعربية وقواعدها.

وفي الختام قدمت اللجنة التحضيرية بيانا أجملت فيه أبرز ما تناوله الباحثون في أوراقهم، والتوصيات المقترحة.

وكانت توصيات مؤتمر الواقع اللغوي كما يلي:

1. التركيز في مؤتمرات مشابهة على هموم اللغة العربية في فلسطين كنتاج لهموم المواطن الفلسطيني في ظروفه الحالية، اي أن يشار إلى علاقة اللغة بالصحة النفسية.

2. الطلب من وزارة التربية والتعليم العالي إدخال مقالات وقصائد تتحدث عن أهمية اللغة العربية ومحاسنها في المناهج الدراسية.

3. ضرورة عقد المؤتمرات والندوات التي تنهض باللغة العربية بشكل دوري ومستمر.

4. أن يتم التعاون بين مجمع اللغة الفلسطيني والجامعات الفلسطينية لرفع شأن اللغة العربية.

5. أن يكون للجامعات الفلسطينية دور في عقد دورات لتعليم ومساعدة معلمي اللغة العربية في جهاز التربية والتعليم.

6. عقد الدورات المتخصصة لخطباء المساجد.

7. أن تكون هناك جائزة لأفضل باحث يقدم أفضب عرض في المؤتمر.

8. تنظيم مؤتمر للتراث الشعبي والأدب الشعبي كممارسة لغوية ينصب على دراسة العامية في محاولة لتفصيحها.

9. أن تكتب الدعايات واليافطات باللغة العربية الفصحى.