للمرة الأولى- وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة رفضاً للمفاوضات
نشر بتاريخ: 14/01/2012 ( آخر تحديث: 14/01/2012 الساعة: 22:09 )
رام الله- معا- "إذا كنت ضد المفاوضات.. زمّر"، هذه اللافتة كانت حاضرة وبقوة في الوقفة الاحتجاجية الصامتة التي نفذتها عدة قوى شبابية، اليوم السبت، أمام مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله، واللافت للنظر أن عدداً كبيراً من أصحاب السيارات قاموا بإطلاق أبواق السيارات تعبيراً عن رفضهم للقاءات الثنائية التي تتم في عمان.
واختار الشبان المعتصمون اتباع نهج الوقفة الاحتجاجية الصامتة حتى تعكس رفض الشباب الفلسطيني لهذه التحركات بشكل قاطع، خاصة أن الشبان "سئموا من ممثلين لا يمثلونه، وإجماع وطني لا يجمعهم، ودولة مستقبلية لا تضمن حقهم جميعاً وعلى رأسهم أغلبية الشعب الفلسطيني المتمثلة باللاجئين الفلسطينيين في مخيمات ودول المنفى والشتات".
وتأتي هذه الوقفة لمطالبة متخذي القرار بالامتثال إلى الشعب الفلسطيني بعدم العودة إلى المفاوضات وايقاف "اللقاءات الاستكشافية" ومراجعة الاستراتيجية الحالية ووضع استراتيجية مقاومة مدعومة بمقاطعة سياسية واقتصادية وأكاديمية وثقافية، والعمل على تعزيز الصمود والتحضير الفوري لانتخابات مباشرة لمجلس وطني تمثل جميع الفلسطينيين حول العالم.
وطالب الشباب المعتصمون القيادة الفلسطينية إلى الوفاء بتصريحاتها، والتي أكدت رفضها العودة إلى المفاوضات إلا بعد وقف كامل للاستيطان، والاقرار بحل الدولتين.
المعتصمون أمام مقر الرئاسة حملوا اللافتات التي تؤكد في مجملها على الرفض لعودة التفاوض بأشكاله كافة، وقالت اللافتات: "لا للمفاوضات، نريد استراتيجية وطنية موحدة"، و"لا لعودة المفاوضات نعم لعودة اللاجئين"، و"المفاوضات تعني مزيداً من المستوطنات وأسرانا في السجون وتهويد القدس وسرقة أراضينا"، و"لا للمفاوضات مع الاستيطان"، و"والله الشعب مش أهبل، هرمنا من المفاوضات"، و"هل قانون التقاعد الجديد يشمل مفاوضينا".
وشارك في الاعتصام عدد كبير من الشبان، الذين أصروا على تنفيذ الاعتصام على الرغم من التساقط الكبير للأمطار، خاصة في منطقة الارسال المرتفعة، لإيصال رسالتهم بأن الشباب الفلسطيني يرفضون العودة إلى المفاوضات.
وقال زيد الشعيبي، أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية إن "هذه الوقفة تشكل رسالة واضحة للمفاوضين في الأردن الذين أعلنوا سابقاً عن رفض العودة إلى المفاوضات دون وقف الاستيطان، وترسيم الحدود، والإفراج عن الأسرى، ولكنهم تنازلوا عن هذا الوعد، وعادوا إلى المفاوضات، تحت مسمى لقاءات استكشافية، رغم أنها مفاوضات فعلية، ويسلمون أوراقاً ووثائق نيابة عن الشعب".
وأضاف الشعيبي: "تأتي هذه المفاوضات رغم عدم إحداث تقدم في المصالحة، فالشعب لا يشعر بتقدم في المصالحة بشكل جدي، ولا يشعر الشعب أيضاً بالتمثيل الشرعي لممثلينا في المفاوضات، ومع ذلك يذهبون للمفاوضات".
وأكد الشعيبي أن اختيار مكان مقر الرئاسة برام الله باعتباره المطبخ السياسي، ليؤكد الشباب كسر حاجز الخوف، حيث لم يكونوا سابقاً يجرأون على الاعتصام أمام مقر الرئاسة.
وقال الشعيبي إن الوقفة الاحتجاجية هذه ستكون الأولى لتشكل إشعاراً بأن الشعب موجود، وبدأ يرفع صوته، وهو يراقب الإجراءات التي تقوم بها القيادة.
ووزع المعتصمون بياناً صادراً عن "فلسطينيون من أجل الكرامة"، قالوا فيه: في الذكرى السنوية لإنطلاق ثورات الشعوب العربية والتي طالبت ولا زالت تطالب بالعدالة والحرية والديمقراطية، وذكرى العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، قام "الجانب الفلسطيني- المفاوض" في الثالث من شهر كانون الثاني ومرة أخرى في العاشر من نفس الشهر بإعادة الأخطاء ذاتها؛ بالرهان على المفاوضات رغم فشلها على مدار عشرين عام ورغم إعلان منظمة التحرير وقف المفاوضات من غير وقف للإستيطان ورسم الحدود والإفراج عن الأسرى.
واعتبر البيان أن هذه اللقاءات والاتفاق على لقاءات مقبلة تمثل أخطر أنواع الاستخفاف بمطالب الشعب الفلسطيني، الذي خرج مراراً ضد المفاوضات العبثية.
وأكد البيان أن محاولة التهرب وتبرير الاجتماعات على أنها "لقاءات استكشافية" وهي عملياً مفاوضات حول المفاوضات، تعكس حالة التخبط وعدم الاستقرار لدى "القيادة الفلسطينية" وحالة الوهم السياسي المفرغ من أي استراتيجية أو رؤية نضالية بعيدة المدى، بينما يتعرض الشعب لاعتداءت المستوطنين المتكررة يومياً، والبناء المتسارع للمستعمرات والتهويد المكثف للقدس.
وأضاف البيان: ندرك اليوم أكثر من أي يوم مضى بأن هذه المفاوضات منذ بداياتها مهّدت الطريق لعشرين عاماً من الذل السياسي والتراجع المستمر، فالأجدى للقيادة الفلسطينية أن تعمل على تعزيز الصمود والوحدة لتغيير موازين القوى لصالح قضيتنا الفلسطينية العادلة.