الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بصراحة

نشر بتاريخ: 15/01/2012 ( آخر تحديث: 15/01/2012 الساعة: 09:50 )
بقلم: بدر مكي

الكرد.. والجوهري.. والكرة
جن جنون زياد الكرد عندما سجل هدفا في مرمى سوريا، كان سببا مباشرا لمواصلة التأهل نحو برونزية العرب في الدورة العربية بالاردن في العام 99، وكنت حينها حاضرا بالاستاد ولكن الذكريات الجميلة عادت بقوة بفضل موقع «بال جول»، الذي اختزل اهداف الكرد ضمن باقة جميلة تتعلق بهذا الفارس، الذي كثيرا ما كانت تطربنا اهدافه في العديد من المنتخبات والفرق العربية في عدة محافل شاركنا بها. سدد الكرة ارضية زاحفة من زاوية منطقة الجزاء، شقت طريقها نحو الهدف، ولم يهدأ الكرد في الاحتفال حتى احتضنه رفاق دربه من الفدائي، الذي قاده في تلك الفترة المدرب القدير المرحوم عزمي نصار، وكان قائد منتخبنا الفدائي برتبة وزير صائب جندية ومعه لاعبين احببناهم من طينة الحارس الشبح لؤي حسني وعزيز خضر وصفوان راجح وامجد حلمي وفادي لافي والسويركي وحجاج وسمير.

اقول.. ان الهدف ربما كان الاغلى في حياة الكرد في المرمى السوري، لما له من اهمية بفعل تصريحات وزير دفاع النظام الشمولي في سوريا سيئ الذكر مصطفى طلاس، الذي تقوّل على اسطورة شعبنا ابو عمار، وكان رد المغاوير في الملعب، وقد تابع الختيار اللقاء لحظة بلحظة، وتأكد له ان ابناءه من القوم الجبارين ردوا الصاع صاعين للجلاد، وكل من شاهد الياسر، رأى الحبور والفرح تطل من محياه، بل واجرى اتصالا بالبعثة يقدم لها التهاني.

كان اللاعب «الاشول» الكرد على الموعد.. الذي لعب بشراسة مع زملائه في سبيل رد الدين، ويذكرني زياد بلاعب اشول آخر من فطاحل الكرة الفلسطينية.. انه نيقولا زرينة ابن النادي الحبيب ارثوذكسي بيت جالا، الذي التقيته بالصدفة بعد طول غياب في مؤتمر الشباب الفلسطيني الذي اقامته وزارة الشباب والرياضة قبل شهر في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني بالبيرة، وعاد ليزورني في مكتبي بالوزارة، تحدثنا عن الزمن الجميل.. كان الانتماء هو السمة السائدة، ومن باب الوفاء له ولزياد.. اردت القول.. ان لاعبينا كانوا مجبولين على اللعب باخلاص وحرارة وروح رياضية عالية.. مؤكدين على المسؤولية الوطنية لذاك الجيل.. الذي لو توفرت له ابجديات ما يعرف بالاحتراف الآن، لكان منتخبنا الوطني ينافس العرب بقوة، ولعل بعض الاسماء الحاضرة في الذهن.. تدلل على ما اقول.. وتذكروا الطوباسي ونجم وحاتم صلاح وعارف عوفة ومحمد الاسمر ووليام خوري وعرفات حميد ورفيق عبده ونائل مسعود والزين ونادر مرعي وعكة وحسن صلاح والهرباوي وجمعة عطية ومعمر بسيسو واسماعيل مطر، والمصري وعجور وفارس ابو شاويش وبطاح ويعقوب نصري وغيرهم الكثير.

شكرا.. لـ «بال جول» ان اعادتني بالذاكرة الى الزمن الجميل، نعم كان جيل السبعينيات والثمانينيات قد تعرض للظلم، كونه لم يمثل فلسطين في منتخباتها، الجيل الذهبي لكرة القدم الفلسطينية.. الذي لا يعرف عنه الكثيرون.. انهم كانوا مثالا للاعبين الافذاذ، ولذا يجب تأريخ الرياضة الفلسطينية وخاصة لعبة كرة القدم.

وفي سياق لعبة كرة القدم كان موقع «اطلس سبورت» قد نشر مقابلة لمراسله بالاردن مع الكابتن محمود الجوهري، صاحب الانتفاضة الرياضية لمنتخب الفراعنة خلال تدريبه، وكذا مع المنتخب الاردني وانجازاته الآسيوية الفذة، لقد طالب الجوهري بضرورة مراقبة محترفينا في الخارج والاعتماد على بطولات الفئات العمرية، اذا ارادت الكرة الفلسطينية ان تتطور مشيدا بجهد الرجوب.

قلت.. وما زلت اطالب بضرورة الاهتمام بلاعبينا في الشتات، وهم المحترفون في عديد من اندية العالم، واكرر اذا اردنا اختزال المراحل بشأن منتخبنا الوطني، فانه علنيا جلب لاعبو الشتات للمشاركة في استحقاقاتنا القارية والاقليمية، لانهم سيمثلون خارطة طريق في تطور الكرة الفلسطينية التي تشهد تطورا في عديد المناحي وخاصة في المنافسات والمأسسة والدورات التدريبية وباعتماد ملعبنا البيتي ولكن الخاصرة الضعيفة التي تؤرق الاتحاد وجمهورنا الرياضي.. يبقى المنتخب الوطني الذي تغير شكله مع المدرب جمال محمود ولكننا نطمع ونطمح بالمزيد.