الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بقيمة 30 مليون دولار- شركة الاتحاد للإعمار تُوقف مشروعا استثماريا

نشر بتاريخ: 15/01/2012 ( آخر تحديث: 15/01/2012 الساعة: 18:02 )
رام الله- معا- عبّرت شركة الاتحاد للإعمار والاستثمار عن استيائها الشديد من الإجراءات التي تمارسها بلدية البيرة بحقّ مشروعها العمراني والتطويري المعروف بـ "فلل الاتحاد"، والذي يعدّ من أكبر المشاريع السكنية والحضرية المخطّط لها في فلسطين، حيث باشرت الشركة العمل في المشروع خلال الانتفاضة الثانية.

وفي وقتٍ لمْ يكن يجرؤ فيه أحد من المستثمرين داخل فلسطين أو خارجها على المغامرة بتشييد مشروع اقتصادي ضخم كهذا، في بلد تعاني الويلات من الاحتلال وتردّي الأوضاع السياسية والاقتصادية، وقد التزمت الشركة في بنائها وتصميمها بأدقّ المعايير العمرانية الحديثة والعصرية.

هذا وقد دأبت الشركة في مسيرتها على توطيد أواصر التعاون المشترك مع كافة الجهات المسؤولة، وعلى رأسها البلديات، وذلك لما تقتضيه مصلحة الوطن في بناء اقصاد فلسطيني مُثمر، وخلق فرص عمل جديدة، واستقطاب المستثمرين من الخارج.

إلا أنّ الشركة فوجئت بالممارسات التعسفية التي مارستها ولا زالت تمارسها بلدية البيرة، وذلك من خلال عدم تنفيذ التزاماتها الأساسية في توفير البنية التحتية، التي هي من صميم أعمالها لمشروع "فلل الاتحاد"، مما أدّى إلى أنْ تتحمّل الشركة وحدها هذه التكاليف، دون تلقّي أي عونٍ من هذه البلدية أو غيرها من الجهات أو المؤسّسات الحكومية. كلّ ذلك شكّل عبئاً اضافياً على شركة الاتحاد التي كان لها فضل الريادة، كما قال معالي رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض عند افتتاحه ضاحية الاتحاد بالنص الحرفي:" إن ريادتكم سبقت قرار السلطة بتوفير البنبة التحتية، ولكنْ الآن واجبنا أن ننظر إلى ما يمكن عمله بهذا المشروع كونه نفذ".

ولقد أمعنت بلدية البيرة في المزيد من الإعاقات والعراقيل حتى تاريخنا هذا، فلم تفرج لنا عن ترخيص النادي الاجتماعي الذي أقامته الشركة لخدمة سكان المشروع والمنطقة المحيطة، وامتنعت عن ترخيص قطعة أرض، هي تجارية بحكم القانون، وتخدم حاجة السكان في المشروع الذي يشهد ازدياداً ملحوظاً في عدد سكانه يوماً بعد يوم، اضافةً إلى الحركة العمرانية التي تشهدها المنطقة المجاورة نتيجة لأعمال البنية التحتية التي نفذّتها الشركة.

كما لم تلتزم البلدية أيضاً بعمل الجدار الاستنادي للشارع الرئيسي المؤدّي للمشروع، مما يعرّض سكان الضاحية وأبناءهم لخطر الانزلاق في الوادي دون أدنى اهتمام بأرواح المواطنين.

عوضاً عن ذلك كلّه، فقد قام أحد مهندسي البلدية بالتشهير بالشركة والإساءة لها، والتعطيل على بعض عمليات البيع مع زبائنها من غير وجه حق، ومن دون أي حساب، متجاهلاً ما حقّقه هذا المشروع من نقلةٍ نوعيةٍ في حياة السكان.

ومن الجدير بالذكر أنّ البلدية لم تكتفِ بالحصول على 30% من مساحة الأراضي التي تم تطويرها في المشروع، والمسموح بها قانونياً كحدٍ أقصى؛ بل حاولت، وعلى الدوام، ابتزاز الشركة للحصول على أكثر من 50% من مساحة أراضي المشروع، وتعطيل مخطط إعادة الإفراز، بالرغم من قيام الشركة بالوفاء بكافة متطلبات البلدية من إزالة الطمم، وعمل جدار استنادي داخل المشروع وغيرها. ومع ذلك لم تفِ البلدية بأي وعد من الوعود التي قطعتها للشركة، سواء أكانت شفهية أم تعاقدية.

ونتيجة لهذه الممارسات التعسفية التي تتّبعها بلدية البيرة، لجأت الشركة إلى الإحجام عن التوسّع في أي استثمار يقع في منطقة نفوذها، وبناءً عليه قرّرت الشركة وقف مشروع استثماري واقتصادي ضخم تزيد قيمته عن 30 مليون دولار، كانت قد أعدّت مخطّطاته وتصاميمه الهندسية، وكانت تزمع بالحصول على عطاءات التنفيذ، وبذلك تسبّبت البلدية في حرمان الشعب الفلسطيني من بناء مشروع اقتصادي جديد في وطنهم، وأغلقت الأبواب أمام تشغيل أيدٍ عاملة جديدة، والمساهمة في الحدّ من البطالة، وتعزيز الاقتصاد الوطني.

كما قرّرت الشركة أيضاً اللجوء الى القضاء والإعلام بكافة وسائله، للدفاع عن حقوقها وحقوق كافة مساهميها الذين يُعدّون بالآلاف، بعد أنْ استنفدت كافة الوسائل في التفاهم و الاتفاق مع البلدية، وتناشد الشركة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض إلى التدخّل و التحقيق في الموضوع، وعمل الإصلاحات اللازمة لتذليل كافة العقبات أمام المستثمرين.

وترى الشركة أنّ على البلديات والهيئات المحليّة كافة أنْ تكون السبّاقة في تقديم الخدمات و التسهيلات للشركات المستثمرة، التي تعمل ليل نهار على بناء الاقتصاد الفلسطيني، وتشغيل الأيدي العاملة، وأنْ تراعي المصلحة العامة وتضعها فوق أية مصالح أخرى، حيث أنّ مشروع "فلل الاتحاد" قد تمّ تنفيذه دون وجود أي دعم أو حوافز من أحد.

يُذكر أنّ شركة الاتحاد للإعمار والاستثمار هي من أبرز الشركات الفلسطينية الرائدة في مجال الإعمار وتطوير العقار في فلسطين، وهي شركة مساهمة عامة مُدرجة لدى سوق فلسطين للأوراق المالية برأس مال يبلغ أربعين مليون دولار أمريكي، تأسست في عام 2005 وعملت منذ ذلك الحين على تغيير ثقافة التطوير التجاري والسكني في فلسطين، حيث قامت بإنشاء عدد من الأبنية التي تعد بمثابة معالم رئيسية في فلسطين ومن ضمنها المبنى الرئيسي لشركة الاتحاد للإعمار والاستثمار الكائن في منطقة الماصيون في رام الله، وهو أول مبنى صديق للبيئة في المنطقة.

وكذلك قامت الشركة ببناء مجمع أركاديا السكني، وبناء أوّل مجتمع سكني منفرد في فلسطين وهو مشروع "فلل الاتحاد". كما ويسّرت من خلال مشروعها "طابو" على الفلسطينيين في الداخل والشتات عملية تملّك قطعة أرض في وطنهم، مسجّلة ومصنّفة لغايات السكن.

إضافة إلى ذلك فإنّ شركة الاتحاد للإعمار والاستثمار هي الشركة الأوسع استثماراً في مجال التنمية المستدامة واستخدام الطاقة المتجددة، فقد قامت الشركة بتنفيذ أنظمة تدفئة وتبريد، تعمل بواسطة الطاقة الجوفية الحرارية في كل من مشاريعها التجارية والسكنية وذلك من قبل شركتها الشقيقة شركة "مينا جيوثيرمال" الحائزة على عدد من الجوائز العالمية.

ومن الجدير بالذكر أنّ بورصة فلسطين قد اختارت شركة الاتحاد للإعمار والاستثمار ضمن أربع شركات، تمثّل مؤشّر القدس للعام 2012 عن قطاع الاستثمار.