عبد الرحيم: الوضع الراهن يفرض علينا الإجابة وبإلحاح عن السؤال إلى أين؟
نشر بتاريخ: 16/01/2012 ( آخر تحديث: 16/01/2012 الساعة: 19:23 )
رام الله- معا- أكد أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس دور المرأة الفلسطينية المميز والبارز في مسيرة النضال الوطني والتضحيات الجسام التي قدمها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عبر مسيرته الطويلة والذي يعد من أهم هياكل واتحادات منظمة التحرير الفلسطينية.
واستذكر عبد الرحيم، خلال كلمته في افتتاح الدورة الرابعة للمجلس الإداري (دورة الشهيدات: جميلة صيدم، وهناء صيدم) والممتدة لثلاثة أيام بمدينة رام الله، استذكر قائمة الشهيدات التي قدمتها المرأة الفلسطينية وصولا إلى دورهن الرائد في بناء مؤسساتنا الوطنية والتي أضحت فيها المرأة الفلسطينية في أعلى سلم القيادة، عضوا في اللجنة التنفيذية ووزيرة في الحكومة وسفيرة ومحافظة ورئيسة بلدية.
وفيما يتعلق بالوضع السياسي الراهن قال عبد الرحيم: إن إسرائيل تريد من المفاوضات أن تكون من أجل المفاوضات فقط وأن تاريخ 26/1 الذي حددته الرباعية هو تاريخ مفصلي، وعلى الشعوب الحية والحرة أن تظل مستنفرة لتجسيد حقوقها والدفاع عن مصيرها، مؤكدا أن الوضع الراهن يفرض علينا الإجابة عن السؤال وبإلحاح ثم ماذا بعد؟ وإلى أين؟.
أما على صعيد المصالحة فأكد عبد الرحيم أنها هدف وطني وأن الرئيس والقيادة الفلسطينية ماضون وبكل عزم لإنجازها وتحقيقها بأسرع وقت.
وفيما يلي نص الكلمة:
الأخت العزيزة سلوى أبو خضرا "أم محمود" حفظها الله
الأخت العزيزة انتصار الوزير "أم جهاد" حفظها الله
الأخوات العزيزات،
الحضور الكريم،
تحية طيبة وبعد،
"انه ليسعدني ويشرفني أن أشارككم افتتاح أعمال المجلس الإداري للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في دورته الرابعة باسم السيد الرئيس أبو مازن الذي يبلغكم أطيب تحياته وتمنياته لكم ولأعمال اجتماعكم هذا بالنجاح والتوفيق، ولولا جولته خارج الوطن لكان حريصا كما كان الشهيد الخالد ياسر عرفات حريصا على حضور مؤتمراتكم، مستذكرين في هذه المناسبة وبكل فخر حاملات اسم هذا اللقاء الرائدتين المناضلتين جميلة صيدم وهناء صيام، رحمهما الله.
وأعلم مثلما تعلمون جميعا أن عملكم الذي تضطلعون به في مجتمعنا الفلسطيني هو في منتهى الأهمية والحيوية، فهو يتعلق بالمجتمع الفلسطيني كله وليس بنصفه فحسب، فالمرأة الفلسطينية كانت ومنذ البدايات الأولى لانطلاقة الثورة الفلسطينية صنوًا للرجل ورديفا له في كافة ميادين العمل والعطاء، من أجل استعادة حرية وحقوق شعبنا الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لقد شاركت المرأة الفلسطينية في كافة مؤسسات منظمة التحرير بمنتهى الفاعلية، ودورها في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية يشهد له الجميع، وتركت بصمة بارزة في تاريخ شعبنا ونضاله العادل، وما زالت تحظى بدورها، وأعطت المثال الرائد في العمل الوطني الملتزم والمنخرط قلبا وقالبا في الدفاع عن الوطن والهوية الوطنية الفلسطينية فالمرأة الفلسطينية، الشجاعة ستظل كما قال عنها الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات حارسة بقائنا وحياتنا وحارسة نارنا الدائمة.
ولقد قدمت المرأة الفلسطينية في ميادين التضحية والدفاع عن الوطن آلاف الشهيدات والأسيرات بدءا من الشهيدة الأولى شادية أبو غزالة إلى الشهيدة دلال المغربي إلى الشهيدة جواهر أبو رحمة، إلى قافلة الشهيدات والشهداء التي لا تنتهي واللواتي مضين إلى جنات الخلد جاعلات وجاعلين من دمائهم جسرا نعبر عليه نحو الحرية والاستقلال؛ ومن هنا فإن الواجب يدعونا إلى إزجاء التحية إلى المرأة الفلسطينية في كافة أماكن تواجدها في الوطن والشتات في البيت والحقل، في المدرسة أو الجامعة، وهي في اللجنة التنفيذية وهي وزيرة أو محافظة أو سفيرة أو رئيسة للبلدية وفي كل ميدان من ميادين الحياة والعمل والعطاء وهي لا تزال تقف شامخة في إصرار لتؤكد تصميمها على مواصلة النضال ضد الاحتلال وإجراءاته القمعية والاستيطانية، تحية إجلال خالصة ومودة كبيرة، إلى أمهاتنا، أمهات الشهداء والأسرى، وزوجات الشهداء والأسرى اللواتي كن مثالا يحتذى به في النضال والعطاء والصبر والتضحية، تحية وفاء وإكبار لكافة الأخوات الأسيرات القابعات خلف القضبان في سجون الاحتلال، ونقول لهن ولكل أسرانا الأبطال بأن موعدكم مع الحرية حتمي، وسيأتي اليوم الذي ستنعمون فيه بالانعتاق من نير السجّان.
وبهذه المناسبة أيتها الأخوات في كل مكان من وطننا الحبيب وأينما كنتن، نؤكد لكنّ بأننا ندرك حجم التضحيات الجسام التي قدمتن، والعقبات التي تواجهكن، ولكننا واثقون من استمرار مشاركتكن الحقيقية والفاعلة في بناء الوطن وتنميته وحماية مشروعنا الوطني الذي تضطلع به منظمة التحرير وسلطتنا الوطنية الفلسطينية، مؤكدين لكن بأن السيد الرئيس أبو مازن يولي اهتماماً خاصاً للمرأة ويواصل جهوده من أجل سن القوانين والتشريعات المنصفة التي تضمن لها حقوقها وتوفر لها سبل المشاركة الفاعلة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ووفقاً لمبدأ التكافؤ والمساواة في مختلف المجالات. والميادين خاصة ونحن نخوض
معركة استحقاقات الدولة وجاهزية مؤسساتها التي تحتاج منا إلى تضافر كل الجهود واستنهاض الهمم والقدرات الكامنة فينا لبناء مجتمع ديمقراطي واعد يواكب عجلة التقدم والانفتاح على الثقافات الأخرى وبما يضمن الحفاظ على شخصيتنا الفلسطينية من أجل مواجهة التحديات المصيرية التي تواجه أمتنا وشعبنا حتى تتمكن فلسطين من أخذ مكانتها التي تستحقها بين الأمم ولتعود لمزاولة دورها الحضاري والريادي في صناعة تاريخ البشرية.
أيتها الأخوات أيها الأخوة:
ليس هناك جديد على صعيد العملية السياسية ...
فإسرائيل تريد من اللقاءات الاستكشافية أن تتحول إلى مفاوضات ويريدون للمفاوضات أن تكون من أجل المفاوضات فقط.
وعدد القضايا التي يتم التفاوض بشأنها مختلف عليه ومفهوم إسرائيل لهذه القضايا لا بد من التسليم به.
وتؤكد لنا كل المعطيات أن الأمور تعود إلى المربع الأول بل إلى ما دون الصفر.
يقولون إن إسرائيل لا تعرف ما يدور حولها.
ونقرأ لهم، أن التوصل إلى حل ليس من اهتماماتها أو على جدول أعمالها، فهناك الحراك العربي .. وهناك المصالحة التي نؤكد على الوصول لها وإنجازها.. وهناك خطر المتسللين .. ويتحدثون عن الخطر القادم من سيناء الذي يستوجب بناء الجدار العازل في الجنوب .. واحتمال انفجار الوضع في الشمال الذي يستوجب البدء ببناء جدار عازل آخر .. وهناك استكمال بناء جدار الفصل العنصري مع الدولة الفلسطينية في الشرق .. وهناك حديث عن خطر محتمل في الجولان الذي يقتضي التفكير بجدية ببناء جدار عازل.
كل هذه الجدران لأنهم لم يفكروا لحظة بالانسحاب والسلام. عقلية الجيتو .. ودولة جيتو ..
هذا ما كنا نعرفه وتأكدنا منه.
إن الوضع على حقيقته ودون رتوش وبكل صراحة لا يخفيها الجانب الإسرائيلي نفسه علانية، أنهم يريدون القدس وهم الذين يرسمون حدودها، والأغوار وكل التلال التي تطل عليها ضراوةً لأمنهم لا تنازال عنها، وكذلك الأراضي والتلال الغربية ، والتجمعات الاستيطانية أمر واقع يقولون انه لا يمكن تجاوزه ولا بد من الاعتراف بها و الإقرار به.
وفوق هذا وذاك لا خريطة نهائية للحدود إلا بعد تحديد أحواض المياه الجوفية.
وقبل كل شيء لا بد من الاعتراف والإقرار بيهودية الدولة.
ثم يزعمون أنهم سيكونون كرماء لو ذهبنا للمفاوضات، وإذا تساءلنا عما أقرته الرباعية وماذا تبقى من بيانها يقولون نحن مع الرباعية ولكن دون شروط مسبقة.
أما المفاوضات الجدية للوصول إلى حل على حد قولهم فلا تكون إلا بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو – أي لنختم لهم.
وهو ما يفرض علينا الإجابة عن السؤال وبإلحاح ثم ماذا بعد؟ وإلى أين؟
ستجتمع القيادة الفلسطينية وسنتشاور مع أشقائنا العرب لإعادة تقييم الموقف، وهو مفتوح على كل الاحتمالات.
أنتن أكثر من نصف المجتمع مطالبات بأن تتدارسن الأمر فكلمتكن مسموعة لأن اتحادكم أعرق اتحاد، وقاعدة وركنا أساسيا في 'م. ت. ف' ممثلنا الشرعي الوحيد، وأكثر اتحاداتنا انضباطا وعطاء.
يوم 26/1 تاريخ مفصلي والشعوب الحية والحرة لا بد أن تكون مستنفرة لتجسيد حقها والدفاع عن مصيرها.
وشعبنا توارث منكن جينات العزة والكرامة جيلا بعد جيل، ودائما كان في المقدمة، أثبت ذلك على مدار التاريخ فهو شعب مجرب وخلاق ومبدع، كان أول الرصاص وأول الحجارة .. أول الانتفاضات وأول المقاومة الشعبية.
مرة أخرى أجدد لكن جميعا خالص التحية والتقدير باسم السيد الرئيس وأتمنى لهذا الاجتماع الخروج بأفضل النتائج والتوصيات لما فيه خير مجتمعنا ووطننا'.
دمتن ذخرا أخوات مناضلات كريمات
المجد للشهداء ...
الحرية للأسرى والأسيرات ...
الشفاء للجرحى ...
وبدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مسؤول دائرة العمل والتنظيم الشعبي محمود إسماعيل "نأمل ان تعود الدورة القادمة للاتحاد، وقد عادت إلى "فتح" عافيتها وقوتها، في حين تأتي هذه الدورة المنعقدة حاليا للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في ظل تطورات لها الأثر الايجابي على قضيتنا".
وأشار إسماعيل إلى أن هذه الآثار لها بالغ الأثر في سعي القيادة لنيل العضوية الكاملة في مجلس الأمن، ومع سعي القيادة لتحقيق المصالحة الوطنية، رغم ممارسات جهات من "حماس" لعرقلة هذه الجهود كاستمرار التصريحات الإعلامية المعارضة لهذه الجهود، ومنع الوفود من دخول القطاع وغيرها من الممارسات المعطلة لسير المصالحة.
وأكد إسماعيل أن هذه الوحدة هي مصدر قوة للاستحقاقات التي ستتبع الـ26 من الشهر الجاري، بعد الجهود التي تقدم بها العاهل الأردني من منطلق الحرص على مصالح شعبنا الفلسطيني ولتقريب وجهات النظر وجسر الهوة، وهي خطوة رأت فيها قيادتنا خطوة استكشافية وليست مفاوضات.
وشدد إسماعيل على أن موقف القيادة الراسخ يتمثل في أن لا عودة إلى المفاوضات إلا بالوقف الكامل للاستيطان، مشيرا إلى أن العام الحالي هو عام "عقيم سياسيا" نظرا للتعنت الإسرائيلي الاحتلالي.
وقال إسماعيل إن "القيادة وضعت إستراتيجية تقوم على محاور تقوم على تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز المقاومة الشعبية جغرافيا وسياسيا، وتوفير مقومات الصمود للمواطنين، وتمتين العلاقات مع العمق العربي، وتمتين علاقتنا مع الأصدقاء في كل العالم، والسعي للانضمام إلى المؤسسات الدولية".
ومن جانبها اعتبرت رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير انتصار الوزير انعقاد الدورة الرابعة للمجلس الإداري للاتحاد محطة لتحقيق التواصل بين فروع الاتحاد داخل الوطن وخارجه، لمناقشة مستجدات القضية الوطنية ولتقييم التجربة خلال دورتي المجلس السابقتين، ولتطوير وتفعيل الاتحاد ومراقبة ومحاسبة الأمانة العامة للاتحاد
وقالت أم جهاد إن الاتحاد لعب دورا بارزا في الحياة السياسة الفلسطينية من خلال دعمه لتنفيذ رؤية القيادة لاستحقاق أيلول وكان مبادرا لوضع خطة لدعم هذا التوجه، وإن الاتحاد يشارك في عدد من اللجان والمؤسسات الوطنية والعربية بهدف دعم قضايا المرأة والارتقاء بوضعها في كافة المجالات.
وقالت رئيسة مجلس الإدارة في الاتحاد سلوى أبو خضرا إن "العمل الجماهيري والوحدة الوطنية هما من أهم ركائز الأساسية لإقامة الدولة المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وأشارت أبو خضرا إلى أن هذه الدورة والتي تتزامن مع ذكرى يوم الشهيد، وذكرى استشهاد القادة أبو إياد، وأبو الهول، وأبو محمد العمري، ليؤكد فيها الاتحاد من جديد عزمه على مواصلة عمله الوطني الدؤوب ودوره الريادي، في ظل أحداث تعصف بالمنطقة لها بالغ الأثر على قضيتنا الفلسطينية، بعد هذه السنوات العجاف الطويلة من الجمود.