كاتب اسرائيلي يكشف عن التفاصيل الكاملة للاتفاق السري بين اسرائيل وحماس
نشر بتاريخ: 27/11/2006 ( آخر تحديث: 27/11/2006 الساعة: 18:30 )
بيت لحم- معا- كشف الكاتب الاسرائيلي اليكس فيشمان في مقال تحليلي نشرته صحيفة "يدعوت احرونوت " الاسرائيلية اليوم عن وجود مفاوضات بين اسرائيل وحركة حماس ستتضح معالمها خلال الايام القليلة القادمة.
وقال الكاتب ان اتفاق وقف اطلاق الصواريخ لم يكن ليتحقق لو لم يعط رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الضوء الاخضر الامر الذي مكن ابو مازن من الحديث الجدي عن وقف اطلاق النار مؤكدا استعداد اسرائيل لاعادة النظر في خطة حماس السياسية التي رفضتها حتى وقت قريب.
واضاف الكاتب ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه وان لم يشكل وقفا كاملا لاطلاق النار واقتصر على وقف اطلاق الصواريخ دون التطرق لوقف تهريب الاسلحة وبناء القوة العسكرية التابعة لحماس ورغم هشاشة الوضع واحتمالية انهياره في كل لحظة الا انه يشكل خطوة اساسية على طريق الصعود على مسار المفاوضات السياسية معتبرا ان الاتفاق جاء نتيجة حوار ثنائي على وقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل ليشكل اقصى قمة جبل الجليد في محيط العداء والكراهية وان اخذ رسميا شكل الاتفاق مع الرئيس ابو مازن.
واشار الكاتب الى ان اسرائيل الخارجة من الحرب على لبنان بعيد اختطاف غلعاد شاليط والعاجزة عن وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية وجدت نفسها في زاوية النظر في خطة حماس السياسية التي قدمتها قبل خمسة اشهر في معرض محاولتها المحافظة على وجودها في سدة الحكم ما يعني وجودنا في مرحلة تغيير جوهري في الموقف الاسرائيلي ازاء حكومة حماس وهو الموقف الذي الذي انتقل من سياسة القتل والابعاد والتدمير الى سياسة مخاطبتها والحوار معها بشكل غير مباشر دون ان يتخذ المجلس المصغر قرارا باعتماد هذا التغيير رسميا.
واعتبر الكاتب الاتفاق الاخير بمثابة خطوة اولى في اول فصل من المحادثات السياسية التي ستؤدي الى تطبيع الوضع داخل الضفة الغربية وغزة على وقع اعداد رزمة من اربعة مكونات او بنود متلازمة ستخرج الى العلن واحدة تلو الاخر خلال فترة قد تمتد الى عدة اسابيع او اشهر بشرط سير الخطة كما هو مخطط لها دون عقبات.
ويشكل تثبيت الوضع القائم والمحافظة على وقف اطلاق النار وبناء جسور الثقة بين الطرفين اول مركبات الخطة السرية خاصة وان حماس قد قالت قبل خمسة اشهر حين تقدمت باقتراح الهدنة او التهدئة بانها تحتاج الى اسبوعين او ثلاثة اسابيع لتثبيت وقف اطلاق النار وفرض سيطرتها على المنظمات المتطرفة الصغيرة مثل منشقي فتح على اختلاف مسمياتهم ولجان المقاومة الشعبية والجهاد الاسلامي على ان يقابل الجهد الفلسطيني سحب اسرائيل لقواتها من القطاع ووقف عملياتها العسكرية وتنفيذ عدد من خطوات حسن النية لتثبيت الثقة بين الطرفين مثل ازالة الحواجز العسكرية وتقليص عمليات الاعتقال التي تنفذها في الضفة الغربية بواقع 130-180 عملية اعتقال غالبيتها ضد نشطاء حماس الذين تتهمهم بمحاولة بناء قوة عسكرية " تنفيذية " على غرار تلك القائمة في غزة الامر الذي سيسعد حماس كثيرا ويخفف الضغط على عناصرها في الضفة مقابل هدوء ساحة الصواريخ في غزة اما باقي بنود الخطة التي اتفق عليها مع خالد مشعل فسيعرضها وزير المخابرات المصرية عمر سليمان على رئيس الوزراء اولمرت في مكتبه خلال زيارته المتوقعه الاسبوع القادم.
ويأمل الفلسطينيون ان تطلق اسرائيل خلال اسابيع سراح اعضاء المجلس التشريعي والوزراء المعتقلين لديها ما يشكل المركب الثاني في الخطة السرية في حين يشكل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط المركب الثالث مقابل اطلاق سراح عدد من الاسرى الفلسطينين وان كان العدد الذي تطالب فيه حماس لا زال بعيدا عن العدد المستعدة اسرائيل تحمله لكن يمكن ان يحدث تقارب بين ارقام الطرفين مع تراجع اسرائيلي فيما يتعلق بشروط ومعايير اطلاق سراح الاسرى ومن شأن قضية الاسرى ان تعود لاحتلال صدار الصفقة السياسية خاصة اذا اصرت اسرائيل على تصوير الافراج عن بعضهم كبادرة حسن نية مقدمة للرئيس الفلسطيني ابو مازن بهدف تعزيز مكانته في الشارع الفلسطيني الامر الذي لن ترضاه حماس ولن توافق على منح ابو مازن هذا الاعتماد الشعبي والانجاز الكبير.
وبعد الانتهاء من تطبيق البنود الثلاث سالفة الذكر يأتي دور تشكيل الحكومة الفلسطينية ليشكل المركب الرابع من مركبات الخطة وستكون على شكل حكومة خبراء او حكومة وحدة وطنية وستكون جائزة حماس الكبرى اضافة الى استمرارها في الحكم عن طريق اغلبية الوزراء والاغلبية البرلمانية وانما فتح قنوات الدعم المالي ما سيمكنها من اثبات جدارتها امام الشعب الفلسطيني والعالم وتحقيق الشرعية الدولية لحكمها وهذا ما يشكل مصلحة حماس العليا في هذه الايام.