الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تلفزيون فلسطين الانقسام فرض عليه الانطلاق مجددا من نقطة الصفر

نشر بتاريخ: 17/01/2012 ( آخر تحديث: 17/01/2012 الساعة: 19:36 )
الخليل-معا- نظمت وزارة الإعلام في الخليل حلقة جدية من برنامج واجه الصحافة تحت عنوان (تلفزيون فلسطين 17 عام من العطاء المستمر) بمشاركة محافظ الخليل كامل حميد، وحضور عماد الأصفر مدير عام البرامج وبسام دغلس رئيس وحدة المكاتب الخارجية والداخلية وسالم ابو صالح مدير التلفزيون في الخليل وكادر وطاقم التلفزيون في المحافظة وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية وأعضاء المجلس التنفيذي والاستشاري في المحافظة.

وفي كلمته الافتتاحية قال خالد خنة مدير قسم الإنتاج الإعلامي في الوزارة ان هذا اللقاء يأتي استمرارا لسياسة وزارة الإعلام الفلسطينية للتواصل والتفاعل بين المؤسسة الرسمية والمواطن من خلال وسائل الإعلام، وذلك لتقييم الاداء والنقد للارتقاء بالعمل والوصول الى الخدمة المثلى للمواطن على طريق بناء الدولة المستقلة الا ان لقاء اليوم مختلف نوعا ما بحيث يكون الإعلام في موقع المسائلة من قبل المواطن والمؤسسة وما هو المطلوب من الاعلام ليرتقي بخدماته وعمله وصولا الى إرضاء الذوق العام وتقديم ونقل الصورة الواقعية وعكس هموم ومشاكل المواطن.

وأضاف ان تلفزيون فلسطين كونه من اهم رموز السيادة الوطنية ويمثل كافة أطياف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات تقع على عاتقه مسؤولية اكبر في عكس الواقع الفلسطيني والتفاعل مع القضايا المحلية والاجتماعية والتنموية المحلية من جهة والتصدي لآلة الإعلام الصهيوني والإسرائيلي التي تعمل على تشويه صورة الفلسطيني ونضاله ما يلقي على عاتقه مسؤولية اكبر ما يتطلب التعاون والتكامل مع الاعلام المحلي والخاص .

وقدم المحافظ الشكر للحضور والمشاركة، مشيرا إلى ان هذا الحضور الكبير يشير إلى أهميه هذا الموضوع واهتمام الجمهور والمؤسسات بتلفزيون فلسطين، مضيفا ان تلفزيون فلسطين يشهد تطورا ملحوظا في أدائه بشكل عام وخصوصا في ما يخص ما يفرزه من مساحات لتغطية أخبار محافظة الخليل مطالبا التلفزيون وإدارته زيادة مساحته الإخبارية والبرامج المختصة بما يتناسب مع حجم ومساحة محافظة الخليل ومزيدا من الحضور الإعلامي للإعلام الفلسطيني بما يتناسب أيضا وحجم الاعتداءات التي تتعرض لها المحافظة.

وفي السياق ذاته قال ابو صالح ان تلفزيون فلسطين كونه يمثل الكل الفلسطيني في الوطن والشتات تقع على عاتقه نقل معاناة وإبداع الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده سواء داخل الوطن المحتل او خارجه وعليه الوصول الى الفلسطيني في مخيمات الشتات وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وللفلسطينيين داخل الخط الأخضر.

وفي سياق هذا اللقاء الإعلامي تحدث مدير مديرية الجنوب اسماعيل جحشن في كلمة ركز فيها من القاء اطلالة على طبيعة ووظائف الإعلام والصحافة الفلسطينية من خلال ثوابته لدوره بالتذكير والايمان ان السلطة الوطنية الفلسطينية قد افردت مساحات واسعة من حرية الرأي والتعبير مكفولة بانظمة وقوانين وتشريعات، مؤكدا انها مكسب وطني يجب الدفاع عنه والعمل على تطويرها وطلب المزيد منه ضمن المصالح الوطنية العليا وخص الاعلام المحلي بما له من دور هام واساسي من تمكين المجتمع الفلسطيني ومؤسساته واطياف شرائحه وتكويناته المختلفة لما لها من دور هام في معالجة القضايا المختلفة التي تلمس قضايا المواطن على كافة الاصعدة والميادين وطالب بخلق المزيد من فضائات الحرية والدفاع عنها بكافة الاشكال المشروعة والمشرعة معتبرا الاعلام والصحافة المحلية هي الحارس الأمين وعين وصوت وقلم الحقيقة والحرية.

واعتبر ان الصحافة الفلسطينية بكافة وسائلها واجناسه المختلفة الرسمية والخاصة هي جوهر مكنون ومكون في عملية بناء المجتمع الفلسطيني المعاصر نحو قيام الدولة والحرية والاستقلال ومقاومة وانهاء الاحتلال، مؤكدا ان الاعلام والصحافة الفلسطينية مرت عبر مراحل القضية الفلسطينية العادلة والتي ساهمت ولا تزال في بلورة الهوية الفلسطينية المستقلة وبتعزيز وتمكين الثقافة الوطنية المقاومة خط الدفاع الاول عن الثوابت والمشروع التحرري الوطني في مواجهة اعداء الداخل والخارج وعلى راس الاحتلال وسياسات واجرائاته وممارساته .

واكد جحشن في سياق هذا اللقاء بالقاء اطلالة واقعية وموضوعية على اهم مؤسسة اعلامية وطنية هي ملك للكل الفلسطيني وقد ثبت ذلك بالتجربة الحية من خلال مسيرة وبرامج وانتاجات وكادر هذه المؤسسة مؤكدا بالحكم بالشكل والجوهر والممارسة ان تلفزيون فلسطين رمز وطني من اهم رموز السيادة الوطنية وركن اساسي لقيام الدولة المعاصرة مشددا ان تلفزيون فلسطين وبقية المؤسسات الإعلامية الاخرى كوزارة الإعلام ووكالة الانباء الفلسطينية وفا وغيرها امتداد تاريخي ومهني رسالة وخطاب ووظيفة وهدف لتاريخ الصحافة والاعلام الفلسطيني منذ نشأته عامة وعلى الاخص المحطة المعاصرة والتي تزامنت مع تفجر الرصاصة والكلمة الاولى لبيان انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة انطلاقة حركة فتح في 1/1/1965 البيان الأول لقوات العاصفة الذي خط الحروف الاولى اول طلائع وبذور وجذور الصحافة الثورية المقاومة الحديثة والمعاصرة اولى مدونة العمل الاعلامي الثوري الاخلاقي للانتماء الوطني والقومي الفلسطيني .

واكد انه لا بد من التركيز والتذكر والتذكير بأوائل ورواد العمل الاعلامي والصحفي والثقافي الفلسطيني امثال غسان كنفاني وماجد ابو شرار وكمال ناصر وكمال عدوان وصلاح خلف وحنا مقبل وهاني جوهرية وابو الصادق وغيرهم الكثيرين الذين بنوا الفكر والمؤسسة الاعلامية الثورية العملاقة من وكالة الانباء الفلسطينية وفا ومركز الدراسات الفلسطينية ومجلة فتح والعاصفة وفلسطين المحتلة وفلسطين الثورة والهدف والحرية وصامد الاقتصادي والكثير الكثير من المؤسسات الإعلامية كالاعلام المركزي والاعلامي الموحد وصحافة م.ت.ف الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني الذي بدوره ورموزه حول قضيتنا من قضية لاجئين وتشرد وضياع الى قضية وطنية حية عادلة عادت بقوة الى المسرح المحلي والاقليمي والدولي بقوة.|161761|

واكد على ان دور تلفزيون فلسطين مع بقية المؤسسات الإعلامية الأخرى شكل بنية ورسالة وهدف وطني بالدور والوظيفة كان محورا رئيسيا في بناء وتكامل العملية الإعلامية وأطرافها سواء بالخطاب والبرامج او نوعية الكادر وهذا ما يلاحظ اخيرا في رفع اداء تلفزيون فلسطين في الفترة الأخيرة كدليل على تطور في البرامج والأداء والشروط المهنية والتقنية والكادر والطواقم رغم شح الإمكانات والمعيقات الداخلية الأخرى والأهم الاحتلال المعيق الأساسي والرئيسي في هذا الجانب، مذكرا ان الاحتلال قام بتدمير تلفزيون فلسطين بالتزامن مع تدمير مؤسسات السلطة الوطنية المدنية والأمنية ابان انتفاضة الاقصى حيث تم تدميره كرمز من رموز السيادة وكدليل على دوره الفعال في دعم وممارسة المقاومة ضد الاحتلال لا هو الا دليل واضح على أهمية وخطورة هذه المؤسسة في معركة التحرر الوطني والاستقلال والتنمية نحو قيام الدولة المستقلة.

وفي ختام كلمته قدم الشكر الى طاقم تلفزيون فلسطين في محافظة الخليل، مؤكدا اننا كوزارة إعلام شركاء في الإخفاق والنجاح والجهد والمعاناة في رسم خطاب إعلامي وطني ملتزم بالتساوق مع كافة المشاريع التنموية الإعلامية على صعيد المحافظة والوطن وكافة القطاعت المختلفة .

وقال عماد الاصفر مدير عام البرامج في التلفزيون ان تلفزيون فلسطين بدأ مسيرته منذ 17 عاما في غزة وراكم الخبرات والمعدات والأرشيف الا ان الانقسام أعاق تقدم مسيرة التلفزيون بعد تحويل مبناه الى أكاديمية لشرطة حماس ومنع كوادره من العمل هناك ومصادرة والاستيلاء على الأرشيف والمعدات ، لذلك عندما تحاكم تاريخ التلفزيون لا بد من الإشارة الى ان العمر الحقيقي للتلفزيون بدأ من جديد منذ عام 2006.

ورغم ان التلفزيون ظل لسنوات اسيرا للجغرافيا ولكن هذه الصورة تغيرت منذ عامين وبدأ التلفزيون يعطي اهتماما واضحا للفلسطينيين في كل مكان من تشيلي والبرازيل وهولندا ولبنان وسوريا وداخل الخط الأخضر مرورا بكل المحافظات وعلى رأسها القدس وغزة .

ولم يعد التلفزيون مغرقا في نقل الرواية الرسمية او منحازا لصالح فصيل ما ولكن هذه الصورة بدأت بالتغير والانفتاح على كافة الفصائل الوطنية والإسلامية وبدأ التفاعل مع المنظمات غير الحكومية والشبابية والأهلية مرسخا علاقة شراكة وتكامل مع هذه المؤسسات .

ويخوض التلفزيون تنافسا مع فضائيات عملاقة تهتم بالشأن السياسي الفلسطيني وحقق مراتب متقدمة في سياق التنافس من خلال وضوح الرؤية وانتهاج المهنية والشمولية في التحليل وتطوير الكادر وتحديث المعدات وتوسيع مساحة التغطية.

وعقب بسام دغلس رئيس وحدة المكاتب الخارجية والداخلية ان الهيئة في اطار توسيع مكاتبها وتجهيزها على أكمل وجه من اجل انتاج التقارير الإخبارية وحتى البرامج ولكن معوقات وإجراءات العطاءات المركزية والشركات المنفذة تعيق الإسراع في تنفيذ ذلك وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بشكل عام حوالي 3 مليون شيكل.

وفيما يخص مكتب تلفزيون فلسطين في الخليل أضاف دغلس ان المخطط المطروح والجاري على تنفيذه في القريب تزويد المكتب بكاميرا عدد 2 إضافيتان بالإضافة الى وحدة مونتاج ومكسر صوت وصورة ووحدة إضاءة من اجل الإسراع بإرسال الخبر والتقارير بالسرعة الممكنة ولكي يقوم بتغطية أوسع لكافة الإخبار والفعاليات على مدار 24 ساعة في المحافظة بما يليق بحجم وعطاء هذه المحافظة ، ودعا الأستاذ دغلس مؤسسات المحافظة الى المساهمة في تجهيز إمكانيات للتلفزيون من خلال الشركات والمؤسسات الاقتصادية الوطنية برعايتها للبرامج والإعلانات التجارية عبر التلفزيون والإذاعة والتي من شأنها ان تتيح الإمكانية للتطور وتوفير الإمكانيات ، واستغرب دغلس عدم وجود معلنين من المحافظة رغم وجود كبرى الشركات والمصانع الوطنية في المحافظة .

وفي نهاية اللقاء تم فتح باب المداخلات والاقتراحات التي ركزت في معظمها على ضرورة ايلاء اهتمام اكبر وفرز مساحات أوسع عبر شاشة تلفزيون فلسطين لمحافظة الخليل وتوفير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لما تمثله هذه المحافظة من موقع حضاري وجغرافي وتاريخي سكاني هام .