الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"باديكو القابضة" تنظّم لقاءً تشاورياً لبحث الفجوة التعليمية

نشر بتاريخ: 17/01/2012 ( آخر تحديث: 18/01/2012 الساعة: 09:36 )
رام الله- معا- نظّمت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو القابضة) أمس في قاعة الليدرز في رام الله؛ لقاءً تشاورياً مع عدد كبير من المعنيين والمهتمّين من مؤسسات رسمية وأهلية ومن القطاع الخاص لبحث الحلول وسبل معالجة أزمة توظيف الخريجين وجسر الفجوة ما بين التعليم ومتطلّبات سوق العمل ووضع مقترحات لتطوير المهارات والقدرات الشخصية لدى الخريجين وبما يخلق منهم قيادات شبابية مؤهلة في مجالات الأعمال والتنمية. ويأتي هذا اللقاء الأول من نوعه في إطار توجّه باديكو القابضة إلى الاستثمار في التعليم والريادة في فلسطين في إطار مسؤوليتها الاجتماعية.

وشارك حوالي 40 شخصية تمثّل عدداً من المؤسسات الوطنية والجامعات والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى عدد من ممثلي المنظّمات والمؤسسات الدولية والأهلية ومن القطاع الخاص. وافتتح اللقاء السيد سمير حليله الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة مرحّباً بالحضور ومعتبراً هذا اللقاء الأول في سلسلة من اللقاءات التشاورية والتفاعلية مع مختلف الشرائح والفئات المعنية والمهتمة والجهات المسؤولة، وأوضح أن توجه الشركة الاستراتيجي في التزامها المجتمعي يتمثّل في الاستثمار الفعلي في التعليم، وذلك للإسهام في مواجهة أزمة توظيف الخريجين ومحاربة انتشار ظاهرة البطالة بين صفوف الطلبة الخريجين.

وأضاف حليله أن الطلبة الخريجين يواجهون تحديات في تطوير مهاراتهم المهنية والشخصية لتلبية احتياجات سوق العمل في فلسطين، وتساءل إن كان لدينا في فلسطين مشروعٌ لبناء طالب أو خريج جاهز للمنافسة على الصعيد العالمي ويملك الحافزية، لذا نسعى إلى الإسهام في إنتاج الإنسان الفلسطيني الرياديّ والقادر على القيادة واتخاذ القرارات وإدارة الأزمات والتأقلم والتعامل مع الظروف والتحديات المختلفة، وذلك من خلال التعلّم المستمر في مراحل التعليم المختلفة وما بعدها، وهو ما يحتّم على كافة الأطراف العمل على تمكين أولئك الخريجين وإعدادهم ليكونوا قيادات شابة في مجالات الأعمال والقطاعات المختلفة.

وفي كلمته أوضح حليله أنّ باديكو القابضة بادرت إلى عقد هذا اللقاء الأولي للبدء في نسج الشراكة ما بين كافة الأطراف وللتشاور مع الخبراء والمعنيين وذوي الشأن في قضايا التعليم والشباب، وخلق شبكة من الفاعلين والخبراء للخروج بمبادرة جماعية نقودها جميعاً لتمكين الخريجين وإعداد القيادات الشابة وتهيئتهم لدخول سوق العمل والتفاعل والتأثير في القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف أن باديكو القابضة على استعداد لدعم هذه المبادرة إذا نجحنا في التوافق على برنامج معين. مشيراً إلى أن هذه المبادرة هي بمثابة عملية كبيرة متدرجة وتتسع للجميع للتدخل والإسهام في تطويرها، مؤكداً أن الهدف من هذا التدخل ليس تغيير النظام التعليمي بل تطوير جزئية تمكين الخريجين لدخول سوق العمل وتطوير مهاراتهم القيادية.

ولفت حليله أن الفجوة في مهارات وقدرات الخريجين لا تتناسب والتغيرات المتسارعة في العالم في مختلف القطاعات لاسيّما من حيث التطور التكنولوجي والذي يتطلب تطويراً موازياً في قدرات الشباب. وقال مضيفاً "شهد القطاع الخاص الفلسطيني تحولات دراماتيكية متسارعة في الأعوام القليلة الماضية، ما يتطلّب استجابة فورية لتلبية هذه المتغيرات وإسناد القطاع الخاص وقطاعات أخرى بالقدرات والكفاءات الشابة المتميزة والريادية، لذا عَمدنا إلى دعوتكم لهذا اللقاء التشاوري حتى نخرج بأفكار ومقترحات لمبادرات على الأرض تسهم في تمكين أولئك الخريجين".

وحول الدور الذي تتطلّع إليه باديكو القابضة؛ أكد حليله "إننا لا نسعى فقط إلى تطوير مهارات الخريجين لأغراض تلبية متطلبات سوق العمل فحسب، بل نريد العمل بالشراكة مع كافة الأطراف من أجل تعميم ثقافة الريادة والقيادة لدى فئة الشباب كثقافة سائدة تسهم في تطوير الفكر الريادي، والتفكير النقدي، وبحيث تُسهِم هذه الثقافة في خلق بيئة محفّزة لهم ليسهموا في النموّ الاقتصادي والتنمية المجتمعية".

وفي ذات السياق شكر الحضور مبادرة شركة باديكو القابضة لعقد هذا اللقاء والتنسيق مع أصحاب الشأن والمهتمّين لمعالجة أزمة توظيف الخريجين، كما أجمعوا على أهمية العمل لتطوير فلسفة التعليم والمعرفة والتركيز على نشر القيم المعرفية، وشدّد المشاركون على أنه يجب أن يكون العمل من خلال تكامل الأدوار ما بين الأسرة والمدرسة والجامعة والمؤسسات الرسمية والأهلية المختلفة والقطاع الخاص.

ولفت عدد من المشاركين إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يُعدّ أحد أهم المعيقات أمام التنمية المستدامة في العملية التعليمية في فلسطين. كما اتفق الحضور على ضرورة مواصلة اللقاءات ووضع التوصيات والمقترحات على أساس مراعاة تحقيق الاستدامة والعدالة الاجتماعية وكرامة المواطن. ودعا بعضهم إلى شمل التدريب المهني والتعليم التطبيقي والعمل بالشراكة مع صنّاع القرار.

وفي ختام اللقاء أجمع الحضور على دعم المبادرة والاهتمام بالمشاركة بها وتوسيع قاعدة المشاركين، مع الاتفاق على عقد لقاءٍ آخر في بداية شباط القادم للاتفاق على آليات العمل.