توقيع اتفاقية لتدريب 300 فني إنشاءات فلسطيني في تركيا

بيت لحم- معا- تم توقيع اتفاقية أولى ضمن برنامج يمتد لسنتين كترجمة سيتم بموجبها تدريب 300 فني في مجالات مختلفة في تخصص الإنشاءات بتمويل من مؤسسة "تيكا" التركية وستسمح هذه الاتفاقية بإدخال تقنيات متقدمة وأساليب جديدة لصناعة الإنشاءات في فلسطين تنتهي بإنشاء مركز تدريب مهني متطور بالتعاون مع (INTES).

ووضح أسامة جبر كحيل رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين المنطلقات التي دفعته للتحرك باتجاه فتح نافذة جديدة ضمن قنوات كثيرة تسعى لفتحها مع دول عربية وإسلامية وصديقة للنهوض بالواقع الاقتصادي وإعادة عجلة التنمية إلى مسارها الصعودي بعد سنوات من الانحدار.

وشكر كحيل الدولة رئيس الوزراء التركي الطيب أردوغان دعمه للشعب الفلسطيني ورعايته لهذه الاتفاقية والتي تأتي ضمن الدعم التركي التاريخي لشعب الفلسطيني وقضيته.

وأضاف كحيل بأن واقع قطاع الإنشاءات في فلسطين تراجع على مدار السنوات الماضية محليا وإقليميا حتى وصل إلى مستويات متدنية كنتيجة لانشغال صناع القرار في الصراع، منوها بأنه يشعر بالمسؤولية كون الوطن للجميع ولا أحد من حقه أن يتنصل منها لأنه ليس صاحب القرار الرسمي، مؤكدا بأن التفاهم مع INTES / هي خطوة كبيرة سيتبعها خطوات عديدة في المستقبل مع جهات أخرى.

وفي سياق إجابته على استفسار حول المكاسب التي سيجنيها المقاولين الفلسطينيين بشكل خاص وقطاع الإنشاءات بشكل عام من هذا التفاهم الاستراتيجي وضح كحيل بأنه وبموجب هذا التفاهم سيسمح للمقاولين الفلسطينيين بالعمل مع الشركات التركية بمشاريعها في العالم العربي، علما بأن حجم العمل الإنشائي التركي في الخارج قارب في العام 2011، 25 مليار دولار، ويعملون حاليا وفق خططهم ليصل الرقم إلى 30 مليار دولار لهذا العام، الأمر الذي يوضح كم المكاسب التي يمكن أن تعود على اقتصادنا الوطني من هذا التعاون وكذلك يفتح الاتفاق فرصا لعمل آلاف من العمال وهو ما يساعد على تخفيف مستوى البطالة وكذلك يدفع باتجاه مكاسب متعددة أخرى للاقتصاد الفلسطيني... عدا عن اكتساب الخبرة وإدخال أحدث الأساليب والتقنيات الحديثة في صناعة الإنشاءات الفلسطينية، كما أن الاتفاقية الممولة من تيكا ستسمح بسد العجز للاحتياجات من العمالة الفنية المدربة خصوصا في محافظات غزة.

وأضاف رئيس الاتحاد بأن محافظات غزة تعاني من مشكلة نقص العمالة الفنية المدربة وصلت في العام 2009 إلى 80% من الكوادر العاملة فيها بسبب توقف المشاريع لسنوات وتوجه العمالة الفنية في حينه للعمل في مؤسسات رسمية ومشاريع متناهية الصغر مما وضع قطاع الإنشاءات في مأزق عند إعادة دوران عجلة المشاريع، وللتصدي لهذه المشكلة قام الاتحاد بشهود مضنية للخروج من ذلك المأزق ويأتي هذا الاتفاق كحصاد لجهد الاتحاد لتدريب فنيين جدد وخصوصا أن نسبة البطالة في محافظات غزة تتجاوز ال50% وهو رقم يصعب معه التفكير في استيراد عمالة مدربة من الخارج، وسرد كحيل أهم محطات التحرك التي قام بها الاتحاد على مدار العامين الماضيين لإحداث نقلة نوعية في هذا المجال ابتداء؟ً من البحث عن مصادر التمويل لتدريب الفنيين ومساعدة شركات المقاولات لتوفير عمالة مدربة بتمويل من الوكالة والإغاثة الإسلامية والـ usaid ، ومؤتمر عمان لجذب الاستثمارات لصناعة الإنشاءات وكذلك تسليط الضوء على أهمية قطاع الإنشاءات والفرص المتاحة للاستثمار فيه عبر عقد لقاءات عديدة مع دول عربية وإسلامية لبناء شركات مشتركة وتحويل مسار توفير احتياجات السوق الفلسطيني من مواد الإنشاءات من مصادر عربية وإسلامية بدلا من الاعتماد على المنتج الإسرائيلي.

وأضاح كحيل موجها كلمته للمتدربين الذين سيتم إرسالهم لتركيا بأنهم في مهمة وطنية وعليهم بذل كل الجهد لتعلم ما يمكنهم من معارف ومهارات سيعتمد عليها وطنهم في مرحلة البناء القادمة وعليهم أن يكونوا عند حسن ظن الاتحاد وشعبهم بهم.

وكان وفد اتحاد المقاولين الفلسطينيين قد وصل تركيا برئاسة أسامة جبر كحيل رئيس الاتحاد في فلسطين وكان في استقباله سفارة فلسطين في تركيا والتي وفرت له كل التسهيلات والرعاية لإنجاح مهمته كما كان في استقبال الوفد ممثلين عن مؤسسة تيكا ونقابة المقاولين الأتراك.

وشكر كحيل في نهاية المكالمة الهاتفية كل من ساهم في إنجاح هذه الخطوة ابتداءً برئاسة الوزراء التركية ومؤسسة التعاون الدولي التركي (تيكا) ونقابة المقاولين الأتراك ومعهد التدريب التابع له وكذلك قدم شكره للسفير الفلسطيني ولطاقم السفارة في تركيا على جهودهم لخدمة أبناء وطنهم واعدا بأن الاتحاد سيظل يقود مسيرة الإعمار نحو الرقي بمستقبل قطاع الإنشاءات والاقتصاد الفلسطيني باتجاه عهد جديد قوامه المصداقية والالتزام والمعرفة وحب الوطن والاستبسال لتحقيق الرفاه لأبنائه وصيانة كرامتهم.